لو كنت أمام الصلاة الموحدة لأمرت…أو لطلبت أن تقام كل جمعة الى سنوات قادمة، بل ألى أن يوافيني الأجل. وهل عمل أفضل من أقامة الجمعة والدعوة للصلاح والوحدة والأخوة والتسامح والسلام، ونبذ التناحر والتكفير والقتل والفرقة والحروب بين أبناء البلد الواحد، والدين الواحد؟؟؟
لو كنت أمام الصلاة الموحدة، لقرأت سورة الجمعة…بدل سورة الفيل وأيلاف قريش…مالنا ومالقريش وأيلافهم في الشتاء والصيف؟…ألم يكن الأجدر أن يقرأ أمام صلاة الجمعة الموحدة سورة الجمعة؟… لكي يقرأ على العراقيين جميعاً قوله تعالى ( أن الذين حملوا التوراة- بل القرآن- ثم لم يحملوه كمثل الحمار يحمل أسفاراَ، بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله…).
وكان يجدر أن يقرأ في الركعة الثانية سورة المنافقون كما هو موروث ومستحب، ليقرأ علينا جميعاً قوله تعالى (اتخذو أيمانهم جنةً فصدوا عن سبيل الله أنهم ساء ماكانوا يعملون…) لينطبق القول على السياسيين الذين اتخذو أيمانهم جنة وصدوا عن سبيل الله ( وأذا رأيتهم تعجبك أجسامهم، وأن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة)- مأشبه هذا الوصف ببعض السياسيين العراقيين، نعم – كأنهم خشب مسندة- ( قاتلهم الله أنى يؤفكون). ( يقولون لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل) – ألم يقل شيوخ وأئمة المعتصمين في بعض المحافظات أنهم قادمون الى بغداد لأرجاعها الى أهلها ( ليخرجن الأعز منها الأذل) سبحان الله…تشابهت قلوبهم وأقوالهم، والقوم أبناء القوم…ولكن ( لله العزة ولرسوله وللمؤمنين)( ولكن المنافقين لايعلمون).
ليت أمام الجمعة في الصلاة الموحدة القادمة يقرأ الجمعة والمنافقون، وقراءة السورتين مستحب بل يكاد يكون واجباً، وأن يتجنب الشاذ وغير المألوف لدى الطائفتين، فيستمحيح الأمام علي(ع) عذراً ويشهد بولايته قلباً وصمتاً لاجهراً، لأن الجهر بولايته في الأذان تثير حفيظة الطائفة الأخرى، وأن يقنت في الركعة الثانية بدل الركعة الأولى لأن ذلك أدى الى أرتباك المصلين، حيث نعلم أن الطائفة الأخرى لايقنتون في صلواتهم ألاّ نادراً، والشيعة يقنتون في الركعة الثانية عادة وليس في الأولى ، فلماذا ألشذوذ وأرباك المصلين؟
نسأل الله أن تستمر الصلاة الموحدة بين الطائفتين، وأن تقام في أماكن مختلفة من بغداد…في ساحة التحرير مثلاً…وأن يراعي أئمة الصلاة الموحدة المسائل ذات الحساسية التي تثير حفيظة الطائفة الأخرى، أملاً في التهدئة والرجوع الى العقل…والسلام في يوم ما…