17 نوفمبر، 2024 8:26 م
Search
Close this search box.

لو كان أصبعي دعوچياً لقطعته !

لو كان أصبعي دعوچياً لقطعته !

المصالح لا بد منها إذا أريد لمشروع رسالي إن يكون واقعياً وجاداً ومثمراً ، فلولا المصالح لماتت بعض القيم ولولا الجنة لما طلب المؤمنون الشهادة .
وعلى هذا الأساس فالموازنة مطلوبة مابين المصالح والمبادئ لتحقيق أي هدف رسالي ، والخطر يأتي من الإخلال بالمعادلة ، فإذا كان الانفتاح يقود إلى الانبطاح ، فذلك يكرس المساومة والمهادنة والتفريط بالمبادئ وهو ما تترشح عنه كل أمراض النفعية والوصولية والانتهازية …
وهذا ما أنتهت إليه سياسة السيد المالكي من مهادنة أدت إلى ضياع الكثير الكثير من الحقوق والمصالح!، فاليوم تحول الانفتاح إلى انبطاح ، وتبرقعت المصالح برداء المبادئ وساد منطق الغزل ولغة المجاملات .. مما أدى إلى تهديم المصالح وتهشم المبادئ وسار زلزال الانهيار إلى كليهما فحترق الاثنان معاً !، ولم يعد يجدي أي علاج ولا تنفع أية وقاية .
فلم نعد نفرق مابين حزب البعث وحزب الدعوة ومابين صدام والمالكي ، فالقتل وان تعددت أسبابه موجود والفساد الإداري والمالي موجود والحزبية موجودة والفقر والحرمان موجود والضحك والكذب على الشعب موجود ، وسلوك حزب البعث في جميع وزارت ودوائر الدولة مازال موجوداً، وخصوصاً وزارة الداخلية والدفاع ، والمضحك المبكي ، إن هناك من يقول إن الأجهزة الأمنية مخترقة ! والسؤال مخترقة من مَن ؟، فالمعروف إن السيد المالكي ارجع جميع ضباط الأمن والمخابرات وفدائيي صدام وقادة الجيش والشرطة إلى الخدمة ، ولكل يعرف إن أغلب هؤلاء هم من ذبح الشعب العراقي ، وهم الأكثر ولاءً للبعث وصدام ! .
أقول للمالكي وحزب الدعوة لو أريد للمبادئ العظيمة إن تبقى سامية وللقيم أن تبقى مصانة فينبغي أن تكون وسائل تحقيقها سامية هي الأخرى ولو تأخر تحقيق المبادئ فترة من الزمن ، لان المهم في هذا الاختيار الصعب هو خلود المبادئ وليس تحقيق المصالح فالرسالة الخالدة خالدة حتى لو مات صاحبها أو قتل .
قد يموت الرسول جسماً ولكن         في الرسالات لا يموت الرسول
فلو كان السيد محمد باقر الصدر ( قدس سره ) موجود اليوم لقال : ( لو كان أصبعي دعوچياً لقطعته ).
يبدو إن السيد محمد باقر الصدر ( قدس سره ) لم يقتله المقبور صدام ولم يقتله حزب البعث ، أظنه استشهد مصعوقاً بالكهرباء.!!!
وأخيراً وليس أخراً فالفرق بين الازدواجية والنفاق كما يرى علماء النفس والاجتماع هي إن الأولى ممارسة لا يعلم صاحبها أنه يرتكب مفارقة في حمله لوجهين وإنما مداراة أو ذكاء وفطنة كما يتوهم ، أما الثانية فانه يعلم جيداً إن شر الناس ذو الوجهين ولكنه يفعل ذلك ويمارسه عن قصد وسبق إصرار.

أحدث المقالات