4 نوفمبر، 2024 9:24 م
Search
Close this search box.

لو قدم الساسة العراقيون و الايرانيون إستقالاتهم بسبب الکذب!

لو قدم الساسة العراقيون و الايرانيون إستقالاتهم بسبب الکذب!

عندما يقدم وزير الخارجية الهولندي إستقالته من منصبه عشية إقراره أنه كذب بشأن حضوره اجتماعاً مثيراً للجدل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل سنوات، فإن ثمة تساؤل مشروع جدا يطرح نفسه بقوة وهو: کم وزير و مسؤول عراقي و إيراني بارز کذبوا مرات و مرات على الشعبين العراقي و الايراني ولايزالون في مناصبهم معززين مکرمين، ولو حذا هؤلاء الوزراء حذو الوزير الهولندي هل کانت ستبقى السلطتان التنفيذيتان في العراق و إيران واقفتان على قدميهما؟
المشکلة إن الکذب الذي يتم مضغه کالعلك من قبل الساسة العراقيين و الايرانيين لايقتصر على الوزراء بل وليس محصورا في السلطة التنفيذية وانما يتعداه الى باقي مفاصل النظامين السياسيين العراقي و الايراني، بحيث يکاد أن يکون الکذب جانب و جزء أساسي من العملية السياسية في البلدين.
الکذب المستمر الذي مارسه الوزراء العراقيون و الايرانيون وکذلك رؤساء الوزراء و الجمهورية طوال الاعوام الماضية في مختلف الامور وخصوصا في وعود الاعمار و التنمية و المشاريع الوهمية التي إختفت بجانبها مئات المليارات، قد لاتکون کذبة الوزير الهولندي تعني شيئا، حيث إنه لم يسرق ثروات بلده ولاخان سياساتها و حرف الامور أو شوهها کما يفعل أقرانه العراقيون و الايرانيون، وهنا من المفيد جدا أن نذکر ماقد أکده حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي قبل أيام من إن النفوذ الايراني في العراق يبلغ صفرا!! أو کما ذکره وزراء إيرانيون و مسؤولون بارزون في طهران من إن الانتفاضة الاخيرة لم يکن لها جانب سياسي، أي لم تتعرض للنظام وکأن شعارات( الموت لخامنئي، الموت لروحاني، استح يا خامنئي واترك الحکم، وووو)، ليست سياسية رغم إن خامنئي بنفسه قد إعترف بأن الانتفاضة کانت من عمل منظمة مجاهدي خلق کليا، هذا الى جانب إتهام الجناحين الايرانيين لبعضهما بالفساد و نهب ثروات الشعب الايراني وکلاهما يمارسان الکذب في تنزيه نفسيهما إذ أن کلاهما متورطان من قمة رأسهما الى أخمص قدميهما في عمليات الفساد و سرقة ثروات و موارد الشعب الايراني.
يقولون هناك لجان نزاهة و مسائلة في البلدين لمحاسبة الفاسدين و المقصرين، لکن المعروف عنهما إنهما يبادران عندما تشتد الضغوط و يصل أصوات الاحتجاجات الى عنان السماء، الى تقديم أکباش فداء هزيلة فيما تترك الحيتان و الثيران و الديناصورات لشأنها، فمثلا ليس هناك من يحاسب مسؤول السلطة القضائية في إيران، صادق لاريجاني، رغم إن الجميع يعلمون بأنه قد جنى ثروة طائلة(مع أخوته الآخرين)بسبب من إستغلاله لسلطته، والذي يثير السخرية و التهکم أن لاريجاني هذا مقرب من خامنئي و موضع ثقته!!

أحدث المقالات