23 ديسمبر، 2024 5:05 ص

لو سَلَمَ عليٌ “ع” من الطعن لَسلِمَ منه آل الحكيم

لو سَلَمَ عليٌ “ع” من الطعن لَسلِمَ منه آل الحكيم

العظماء في عالم الدنيا عددهم ليس بالكثير، ولهذا يعز وجودهم لقلة عددهم، مثال على ذلك لتقريب المعنى “الماء اعز مفقود وارخص موجود”، اي بمعنى عندما نفقد الماء يعتبر اغلا مافي الوجود لانه يمثل شريان الحياة، وعند توفره بكثرة يعد لاقيمة له، ولهذا نستنتج بان العظماء لو كان عددهم كثير لم يكن لهم دور وسينغمرون اي ستضيع معالمهم وعطائهم. 
   الحديث عن علي ابن ابي طالب “ع” من باب يفتخر المرء بانتسابه ومشايعته لهذا الرجل لما له من مأثر لايمكن ان يضاهيه عليه احد سوى خاتم الانبياء (صلى الله عليه وآله)، ولايمكن احصائها ايضاً، ومن باب اخر ذو شجون لما تعرض له هذا الرجل من ظُلم لم يُظلم احد كما ظُلمَ “عليه السلام”!المرء اذا اراد التطرق لدراسة شخصية علي ابن ابي طالب “ع”، يستخرج منها الكنوز من المعارف على جميع الاصعدة، ولهذا نجد له من الاعداء بالعدد ليس بالقليل، وهذا هو سر النجاح، فالانسان الناجح تكثر اعدائه، حسداً منهم له لكونهم لم يصلوا الى ما وصل اليه “عليه السلام”، ويعد عليٌ “ع” بحد ذاته معجزة من الاعجاز الالهي، وكما ذكرنا سالفاً  من الخصائص والمميزات التي تميز بها دون سائر الخلق، نجد من يكن له العداء ومع ذلك رغم كثرة اعداء هذا الرجل العظيم لم يكن في عهد خلافته سجين سياسي واحد! ولاجل هذا شن اعدائه الحملات والاقلام بل الدنيا حاربته لكنها انهزمت ولم ينهزم، رغم ما يمتلكه اعدائه من المغرايات التي شروا بها الذمم والضمائر وجندوها ضده “عليه السلام”، ومع ذلك لم يجد فيه مثلبه واحدة، فعمدوا على نشر الاكاذيب والافتراء عليه لم ينزل الله بها من سلطان، فبقي علي “ع” وانهزم اعدائه. 
   المظلومية لم تقف عند علي وآلِ علي “عليهم السلام” بل  امتدت لاسرة علوية، قدمت من العطاء ليس بالقليل، فخدمت هذه الاسرة القضية الاسلامية والعربية والانسانية على الصعيد العلمي والجهادي، فغذتها وروت الامة بدمائها ومدادها، ولاجل هذا دفعت هذه الاسرة ضريبة كانت ثمينة جداً، فقدمت الدماء الطاهرة من ابنائها على مذبح الحرية الا وهي اسرة آل الحكيم. اشتركت اسرة آل الحكيم بالمظلومية مع اهل البيت “ع”، حيث شُن عليها من الحملات التي يعجز اللسان عن وصفها، فنسب لها بانها تعمل بالتجسس لجهات خارجية! 
ولم يقتصر على هذا فحسب فشكك في ولائها وانتمائها للعراق! بزعمهم بانها اسرة ليست عراقية، فعمد البعث وقبلهم المد الاحمر بمحاربتهم وتهجير ابنائها وقتل رجالها وزج البعض منهم في السجون المظلمة وشمل ذلك النساء والاطفال لم يسلمو من ظالميهم، والى يومنا هذا لم تسلم الاسرة من الطعن ليس فقط ممن يختلف معها في العرق والعقيدة، بل ممن يشترك معها في العقيدة طعنه لها كان اشد من الغير! وكان اخرها وليس الاخير في مسلسل الظُلمات بان عمار الحكيم  يرعى مشروع لتحاور مع اعداء الوطن والعقيدة من اجل مكاسب له وهذه كذبة مفضوحة. 
   ما كان لله ينمو، بقى عليٌ “ع” الق في افق السماء مهما حاولت السُحب ان تحجب نوره، وبقى عطاء واخلاص آل الحكيم مناراً يستنير به طلاب العقيدة والحرية على حداً سواء مهما عصفت بهم الازمان.