رب قائل يقول لو انكفأ رافضي انشاء الاقليم السني على عدم معارضة وجوده لما حدث كل الذي حدث في العراق أي لا داعش , لا اقتتال لا هروب جيش مخز! لا انفصال او بداياته ,لا خوف على العاصمة! . فكيف يكون ذلك .
في زمن الحروب وتباين القوى وعدم قدرة أي طرف لانهاء الصراع لصالحه يلجأ المتخاصمون للحلول السلمية ولو بهدنة ولو باتفاقية غير ملزمة! ولو بتفاهمات انتقالية قابلة للتطوير على شكل اتفاقية .. اسوأ المتخاصمون ربما يلجؤون لترشيح مجموعة حيادية او مقبولة نوعا ما للتفاوض باسمهم او تحت شروطهم او يكونوا خارج الاطار شرط موافقتهم كي لا يقال انهم وضعو ايديهم بيد العدو ,الخائن,العميل , المجرم الارهابي ….
الحالة في العراق هي مشابه لما اوردناه عاليه ,لماذا اذن لم يجري هذا الاتفاق او حتى بدايات خطوط معروضة لهذا الاتفاق او أي بادرة لمحاولة استبدال الحرب بالسلم .. هذه برأي لها سببان هما : لا يزال الطرفان او طرف واحد منهما يعتقد باستطاعته انهاء الحرب بانتصار ساحق له يحقق طموحات مبادئه واطروحاته والثاني هو انكار الطرف الاخر واستصغار الجلوس معه لعدة اسباب منها ما ذكرناه اعلاه ومنها ـ تأثير الدول الخارجية عليه. ودعونا نترك الاسهاب بهذا الامر لانه سيطول ..
ما هي الفكرة من جملة عنوان المقال هذا ؟.. الفكرة تقول لو كانت موافقات واجراءات انشاء الاقليم حاصلة على موافقات جميع الرافضين والمتخاصمين على انشائه لكانت حدود الاقليم ستتجاور مع اقليم كردستان كما هي الان ولصار الحديث يدور حول المادة – 140 – وكيف تطبيقها ولصار تناصف ادارة وموارد كركوك مثلا بين الاقليم الكردي والسني العربي يعتبر حلا ربما مقبولا لجميع الاطراف او جعلها منطقة حيادية يتم ادارتها بلجان مشتركة بين الاكراد والاقليم العربي والمركز بضوابط مقبولة للجميع .. ولو انشأ الاقليم لكان تأثير القوى الوطنية كبير على قرارات الاقليم وفعالياته باعتبار مركز ثقل ونشاط وتأثير هذه القوى في حدود هذا الاقليم ولتحقق للقوى الوطنية بعض من مكاسبها و غاياتها ولقلنا انها حررت الاقليم من التبعية باقل الخسائر ولما مس المبادئ التي تقف عثرة بوجه أي حل اخر غير القتل وطرد ما يستحقه الطرف الاخر!.ولتحقق للقوى الوطنية بعض الراحة الفكرية كي تستطيع تحويل الصراع من عسكري الى صراع فكري ولو بعد حين !. ولتحول الصراع القتالي الى بناء لجزء من هذا الوطن ليكون مراة عاكسة على بقية اجزاءه و لزادت مطالبات جنوبنا العزيز بالاصلاحات ولاضطر العملاء على ايقاف تمويل مفاعلات ايران النووية بفلوسنا و لاضطر اللصوص على تخصيص اجزاء ربما كبيرة من سرقاتهم لبناء الجنوب ايضا ولانتفع كل العراقيين .. ولكننا نتحدث عن لو , وللاسف , لان ال لو كما يقال زرعوها فما خضرت ولا حتى بصل !!.
الظلم يولد ما هو أظلم منه .. والقتل الطائفي الذي مارسته حكومة المحتل وميليشياتها الاجرامية في أغلب اجزاء العراق هو السبب لولادة داعش وهو السبب لظهور تنظيم يسعى للانتقام من القتلة او من الطرف الاخر وهذا ظهور واقعي و رد فعل طبيعي يتجاوز كل مراحل معانات الشعب او جزء منه , لذلك اقول ان ظهور داعش كان نتيجة يتحملها المالكي باعتباره على راس قائمة ممارسي الارهاب الطائفي ويتحملها كل رافضي انشاء الاقليم السني !!.
من الطبيعي ان يتحول هؤلاء المقاتلين الى مؤسسات تبني الوطن بدل القتل المبرر والغير مبرر ولما اصبح وجود تنظيم يعتبر ضروري يقابل القتل بالقتل و الطائفية بالطائفية .
الان اتساءل هل سيستدرك اطراف الصراع ما اقول (على اساس ربما انهم يقرؤون هذا المقال او يخبرهم مقرب منهم بما معناه !) ام ان الاقتتال سيستمر لانه الحل الوحيد لديهم ولا رجعة عنه ولا تأجيل .. لنحلل بسرعة مصلحة اي طرف ان يستمر القتال وهذه الاطراف هي : كل العملاء و الخونة الذين ينفذون الاجندات الخارجية باعتبارهم منفذين مطيعين لمصالح الخارج على حساب الوطن, كل الذين ستنضرب مصالحهم نتيجة ايقاف القتال من تجار سلاح الى مهربين الى سراق الى منتفعين , كل المعممين الذين نمت ثرواتهم خلال السنين الماضية .كل الميليشيات والتنظيمات والاحزاب الطائفية وربما اجزاء كبيرة من القوى المسلحة الوطنية بسبب ايمانهم بضرورة القاء الخونة في البحر وتنظيف العراق منهم كخيار وحيد . هذا ما يرد بخاطري اثناء كتابة هذا المقال واضيف عليهم طرف رئيسي اخر وهم الاكراد فمن مصلحة الانفصاليين استمرار الاقتتال بين العر ب السنة والشيعة لغرض كسب الوقت ولمحاولة الحصول على تأييد دولي لانفصال واعلان دولة كردية ! فعليه الانتباه من هذه الفقرة لانهم سيسعون على استزادة هذه النار بحطب جديد ومتجدد .
اخشى ما اخشاه ان يعي الجميع هذه المسألة بعد فوات الاوان حينها كما اخشاه نكون قد ضحينا وخسرنا الاف العراقيين ودمرنا بلدنا اكثر واستنفذنا اموالنا في القتل لا الاعمار وعندها ربما لن نجد الرجال الصالحين لتلك المرحلة وربما لن نجد هذه السيولة لاعادة الاعمار والاصلاح او انها لن تكون كافية . فهل انتم فاعلون ؟!