23 ديسمبر، 2024 4:42 م

لو توسّعَ (داعش) لكانَ مشروعَنا الإسلامي أيضا !

لو توسّعَ (داعش) لكانَ مشروعَنا الإسلامي أيضا !

مشروع الدولة الإسلامية ؛ مشروعٌ محمديٌّ منذ أن أراد الله للعالم أن يكون أمّة واحدة ، يحكمها القرآن الكريم بالنظام الإسلامي . فهو المشروع الذي أسسه رسول الله (ص) في المدينة المنورة ، وتوسّعت آفاقه ، لتشمل مكة المكرمة ، ومن ثمَّ ؛ إمتداد الدولة الإسلامية الكبيرة ، التي زاحمت المحيطات وتاخمت أسوار الصين ، وعبرت القارات والمضائق في الدنيا العريضة .
(داعش) …
د: دولة
ا: إسلام
ع: عراق
ش: شام
هكذا دولة ؛ الدولة الإسلامية في العراق والشام ، ليست (هي فقط) دولة الإسلام ، فدولة الإسلام هي الدولة الإسلامية في العراق وفي الشام وفي مصر وفي لبنان وفلسطين وفي الأردن وفي الإمارات العربية المتحدة وفي اليمن وفي مكة وفي الحجاز وفي المغرب العربي وفي السودان وفي بلاد فارس وفي أفغانستان وفي باكستان وفي القوقاز وفي آسيا الصغرى وفي البلقان وفي ماليزيا وفي وفي وفي ، آن إذ ؛ تكون الدولة الإسلامية التي يريدها الله سبحانه وتعالى ، كما أن حدود دولة الله والقرآن هي الأرض .. الكرة الأرضية .. بقاراتها .. بمحيطاتها .. بسمائها .. بناسها .. بشعوبها .. بقبائلها .. بشيعتها .. بسنتها .. بتنظيم القاعدة .. بحزب الدعوة .. بالإخوان المسلمين .. بالحوثيين .. بحزب النهضة .. بالجبهة الإسلامية الجزائرية .. بحزب فرقان الأمريكي .. بمسلمي أوربا .. بمسلمي أمريكا .. بمسلمين إستراليا .. بـ بـ بـ ، هذه هي دولة الإسلام .. بسم الله الرحمن الرحيم وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين .. إن الحكم إلا لله .. وامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور .. إنّي جاعلٌ في الأرض خليفة .. يرثها عبادي الصالحون … وهي ليست دولة (داعش) !!!
الدولة ده مش دولة إسلام .. داغش يسيدي ! (خلي النؤطة أبل متنساش يخويه !!!).

إنَّ من خصائص الدعوة الإسلامية عالميتها، وقد وردت آيات كثيرة تدل على ذلك منها:
بعض الآيات التي ورد فيها لفظ “العالمين”
قال تعالى: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”(الأنبياء، آية: 107) أي : وما أرسلناك يا محمد بالشرائع والأحكام إلا رحمة لجميع الناس.
 
وقال تعالى : “تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً”(الفرقان، الآية:1): أي ليكون محمد لجميع الجن والإنس .
(قل أسألكم عليه أجراً إنْ هو إلاَّ ذكرى للعالمين) (الأنعام، آية: 90).
وقال : “فأين تذهبون * إن هو إلا ذكرٌ للعالمين”(التكوير الآية: 26-27) إلى غير ذلك من الآيات ، ووجه الاستدلال لهذه الآيات ظاهر من جهة كون الإنس والجن هم المكلفون من العالمين، فالدعوة، إذن متوجهة إليهما .
 بعض الآيات التي ورد فيها لفظ “الناس”: قال تعالى: “قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً” (الأعراف، آية: 158) أي قل يا محمد للناس كلهم “إني رسول الله إليكم جميعاً” لا إلى بعضكم دون بعض ، كما كان من قبلي من الرسل ، وقال أبو السعود: لما حكي ما في الكتابين من نعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم      وشرف من يتبعه من أهلها ونيلهم لسعادة الدارين، أمر عليه الصلاة والسلام ببيان أن تلك السعادة غير مختصة بهم بل شاملة لكل من يتبعه كائناً من كان ببيان عموم رسالته للثقلين والآيات أيضاً، قوله تعالى: “ياأيها الناس قد جاءَكم برهان من ربكم “(النساء، آية: 174) وقوله : “قل ياأيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم” (يونس، الآية: 108) وقوله “هذا  بلاغٌ للناس وليُنذروا به”(إبراهيم، آية : 52) إلى غير ذلك ، ووجه الاستدلال بهذه الآيات هو توجيه الخطاب في عموم الناس .
وقال تعالى: ” وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً” (سبأ، الآية: 28) وغير ذلك من الآيات التي تدل على عموم الرسالة الإسلامية.

 والحالة هذه ؛ فلا ندري من أين جاءوا بـ(داعش) ، ولماذا رسموا حدود دولة الإسلام الكبيرة بدولة (داعش) القزمة .. المحدودة بالعراق والشام حسب ، بينما أهملوا باقي دول المنظومة الإسلامية العالمية ؟!!
لقد جاهد المسلمون عبر التاريخ بفتوحات وحروب ومعارك وغزوات خالدة ، وقدموا الشهداء والشهيدات لأجل أن تتوسع دولة الإسلام وتكبر في الأرض ، فمن أين جاءوا بخارطة جغرافية إسلامية محدودة الحدود ، ومحصورة المدى بالعراق والشام ؟!!
أليست أمّة الإسلام أمّة واحدة ( وإنَّ هذهِ أمّتكم أمّة واحدة وأنا ربّكم فاتّقون))(المؤمنون52)؟!

من المؤسف حقاً ؛ إنَّ أعداء الإسلام نجحوا في تمزيق أمّة الإسلام التي أسسها محمد (ص) !!
فالمسلمون الذين يقدّسون قرآنهم الوحيد .. يعبدون إلههم الوحيد .. يتجهون إلى قبلتهم الوحيدة .. الكعبة المشرّفة .. يؤمنون بنبيهم الوحيد .. محمد (ص) ، هؤلاء المسلمون صارت قلوبهم مشتتة .. صارت أهدافهم مشتتة .. صارت غاياتهم مشتتة .. صارت آمالهم مشتتة .. صاروا مشتتين ، لسبب وحيد هو؛ عدم إخلاصهم لله ورسوله !
لو أخلص المسلمون لخالقهم لخافوا عقابه في الدنيا والآخرة !
لو أخلص المسلمون لنبيّهم لحكـّموه على مآربهم !
ولو صدق إسلام المسلمين لتوحدوا !
المسلمون ؛ كلّ واحد منهم يحمل اسم مسلم،لكن؛ كلّ واحد منهم لم يحمل في قلبه الله !
لوكان المسلمون يحملون الله في قلوبهم حقاً،لرأوا بنورالله،ولساروا على الصراط المستقيم !
المسلمون اليوم ؛ يتقاتلون ويقتلون أنفسهم فقط !
إنهم بحاجة إلى نبيٍّ جديد يُصلح أمرهم ، لكن المشكلة ؛ إنّ الله كتب على نفسه أنَّ محمداً خاتم الأنبياء ،وأنَّ الإسلام خاتم الأديان !!!
إذن ؛ فليس أمامهم إلا أن يمسحوا الإسلام عن ذاكرتهم ، ويعودوا إلى الجاهلية الأولى !
المسلمون يحتاجون إلى إعادة برمجة (reset & reprogramming)!!!
يقول الفلكيون ؛ إنَّ نيزكاً سيسقط على الأرض عام 2040 فيدمرها !
واللهِ ؛ ياليت لو يسقط علينا ـ نحن المسلمين ـ اليوم !