قرأت تصريحاً في إحدي وسائل الإعلام أذكر للقراء نص ما جاء فيه ( أعرب المستشار في وزارة الثقافة والدعوة الإيرانية محمد جعفر محمد زاده عن قلقه العميق حيال ما أسماه إطلاق القناة السعودية الناطقة بالفارسية ، وذكر عبر تدوينة على حسابه في «تليغرام» بحسب موقع «اعتدال» ، أن القناة السعودية بدأت بث برامجها الأسبوع الماضي ، في إشارة إلى البرنامج ( همسايه ) وإعتبر المستشار زاده أن ما تقوم به السعودية يعتبر الخطوة الأولى نحو ما أسماها بـ «الحرب الثقافية» ضد إيران ، داعياً إلى ضرورة مواجهة هذا المخطط . )وهذا التصريح يؤشر لنا مدى الضعف الإيراني ، فإيران تخشى من برنامج أو فضائية موجهة رغم أن إيران تبث الكثير من البرامج عبر عدة فضائيات موجهة للعرب ، بل أكثر من ذلك ، فإن العديد من الفضائيات العربية تعمل لصالحها وتبث أفكارها ، ونستنتج أيضاً من هذا التصريح أن المواجهة شاملة مع المشروع الإيراني ، وهذا ما أشرت له في مقال سابق ومنها الجانب الثقافي ، وأن أسباب القوة الإيرانية الظاهرة ليست ذاتية ، وإنما هي بسبب ضعف العرب وعدم قدرتهم على التعامل مع نقاط الضعف الإيراني ومنها التعدد في القوميات والمذاهب الذي جعلته إيران خنجراً في خاصرة الدول العربية . بل سأقول أكثر من ذلك لو أن الدول العربية تعاملت بذكاء مع إيران لتمكنت من تحويل نقاط القوة لديها إلى نقاط ضعف يمكن إستغلالها في إنهاء التوسع الإيراني على حساب دول المنطقة ، فمثلاً التنوع السكاني من حيث الديانات والمذاهب والقوميات إستخدمته إيران بذكاء ضد العرب ، فكان على العرب التعامل بخطين متوازيين لتفريغ هذا العامل من قوته وتحويله إلى نقطة ضعف لدى الجانب الإيراني من خلال إستخدام نفس الأسلوب مع إيران وذلك بدعم الأقليات العربية والبلوشية والكردية وغيرها خصوصاً وأن هذه الأقليات تعيش في ظل نظام دكتاتوري سلب منها حق العيش بكرامة هذا أولاً ، أما الخط الثاني فهو التعامل بهدوء وعقلانية وحسن دراية مع الهجمة الإيرانية لتفريق المجتمعات العربية الى طوائف وقوميات ومذاهب وأديان بإحتواء الجميع من قبل دولهم والإبتعاد عن التصعيد الإعلامي الفارغ الذي يصنف الشعب العربي إلى مذاهب مما أدى بالدول العربية من حيث تدري أو لا تدري إلى التناغم مع المشروع الإيراني وخدمته لأن من أهم وسائل ايران هو الطرق على الوتر الطائفي ، فعلينا كعرب ان نوسع مشروع المواجهة ليشمل كل المفاصل أولاً ، وثانياً إستغلال نقاط الضعف لدى الجانب الآخر وإنتهاز الفرص لزيادة ضعفه والتعامل بذكاء مع نقاط قوته وتحويلها إلى نقاط ضعف وتوجيه الضربة المناسبة للمشروع التوسعي لكي يبتعد خطره عن الأمة ، ومن ثم وجود المشروع العربي الإسلامي البديل للمنطقة الذي يكون رحمة للإنسان ومنطلقاً للرقي به . وهنا أود أن أشير إلى رؤية المرجع العراقي العربي بخصوص إيران حيث قال ( لنكن واضحين الخاسر الأول والأكبر هي إيران فلا يغركم هذا الإستكبار وهذا العناد وهذه العزة الفارغة ، حيث كانت إيران تملك كل الشام وكانت تملك كل العراق ، ماذا بقي لها ؟ فقدت أكثر من ثلثي لبنان وأكثر من ثلثي سوريا وأكثر من ثلثي العراق وهذه الخسارة الكبرى ، إيران دخلت بحروب إستنزافية سريعة التأثير ، إيران منهارة اقتصادياً ، والشعب الإيراني مغلوب على أمره ) .ومن هنا يجب أن نركز كدول على حماية شعوبنا وأوطاننا ومواجهة هذا المشروع التوسعي وهذا حق مشروع لنا ، وأن نتعامل بذكاء لإضعاف هذا المشروع وتقديم البديل الصالح لشعوبنا بما فيها الشعب الإيراني وأن نخرج النظام الإيراني من الساحة ليس فقط الساحة السياسية وإنما أيضاً الساحة الفكرية من خلال ضرب نظام ولاية الفقيه الدكتاتوري التوسعي والدعوة إلى دول مدنية تمارس فيها الحريات مع إحترام للعقائد والدين وهذا ما تولاه المرجع العربي الصرخي الحسني من خلال تقديمه مشروع خلاص لإنهاء مأساة الشعب العراقي وهو صالح لحل قضايا وأزمات دولنا لأن أحد أهم أسباب مشاكلنا هو المد الإيراني الذي دعى المشروع لإخراجه من الساحة . https://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=415439