خرج الباشا يتفقد احوال الناس في احد النهارات الشتوية المشمسة، فمر على شاطىء النهر، وشاهد حمارا يدور وفي رقبته (جرس)، ورجلا جالسا على ضفة النهر، فنادى الرجل وسأله: لماذا يعلق جرسا في رقبة الحمار، فرد الفلاح : خشية ان اغفل عنه، فيقف ولايدور عندها اشعر بانه توقف حين يتوقف الجرس، فقال الباشا: وافرض ان الحمار توقف واخذ يهز رأسه ليحرك الجرس، فماذا تفعل، فقال الرجل: ( لو بيه هيج خير ويفتهم جان صار باشا)، ازمة الغاز في تزايد مستمر، والاسباب كثيرة، الناس خائفون مما تخفي لهم ميزانية عام 2015 ، اما الاخ العبادي فلايريد ان يخرج على احدى الفضائيات ليوضح للشعب مالذي ينتظره من مصير، قنينة الغاز ب12 الف دينار، والكثيرون لم يتسلموا مرتباتهم الشهرية، لكن الشعب العراقي وجد ضالته بعادل عبد المهدي فراح يزن الكلمات بالاطنان ويرمي التقصير بجيب السيد عادل عبد المهدي ويستذكر معه احداث مصرف الزوية.
ليس للعبادي ذنب في ازمة الغاز كما تقول مافيا الاعلام العراقي، ولا احد يريد ان يدخل اسم رئيس الوزراء بصغائر الامور، المرتبات وازمة الغاز، وانسحاب بعض المقاتلين من جهات القتال مع داعش، جميعها امور صغيرة ولاتستحق من الاعلام النظر باتجاهها، القوات الاميركية ستدخل بغداد بصفة مستشارين، والطيران الاميركي ينتقي اسماء يعملون تحت امرة الجيش العراقي ويقوم بقصفهم، لم نر محمد العسكري مبررا، ولا المتحدث باسم رئيس الوزراء شاكا بنوايا اميركا، الصمت مطبق تماما ويغلف الافواه التي كانت لاتفارق انتقاد الدولة العراقية وابراز فضائحها.
الباشا صامت وعربات الغاز بدأت تحصد صبر اعوام تبيع خلالها دبة الغاز بخمسة آلاف، حتى جاء العصر الذهبي لتصبح العربة سيارة، ولنعود الى طوابيرنا، وعباءات نسائنا التي تحمل قناني الغاز، هذا يجري مع الفقراء، لم نجد احدا يتظاهر، ولا احدا يعتصم على فسخ الكثير من عقود الاجر اليومي، ولاقناة فضائية خرج مقدم برامجها يتحسر على ايام صدام لما وصل اليه العراق في الوقت الحالي، لم اتمالك نفسي من الغضب حين رأيت جنديا يعمل في الطابوق، لانه لم يتسلم مرتبه، يقاتل ويعود الى البيت في اجازته ليقضيها عاملا في العمالة.
الجميع لايلوم العبادي، ويعتقد ان الاقتصاد العراقي هو هش بطبيعته، فلا قطاع خاص يعمل فيه، ولا وسائل انتاج مملوكة للدولة، وهذا الامر بحسب بعض العباقرة هو وليد اليوم وليس البارحة، لقد كانت الاوضاع سيئة جدا بالامس، ولكنها اسوأ بكثير اليوم، والصمت الذي يمارسه الاعلام هو صمت مدفوع الثمن لاريب، عمليات الخطف والقتل وصلت الى مستوى عال جدا، التفجيرات طالت المدارس والطلبة الصغار، وكانت حصيلة التفجيرات بحسب بعض الفضائيات ثلاثة شهداء من الورود التي خرجت من المدارس، في حين احترقت السيارات ونصبت خيام العزاء بكل مكان، من يقف وراء هذا ايها الاعلام، اميركا ام السعودية ام تركيا ام قطر، لا احد يقف خلف تفجيرات المدارس وغيرها، الذي يقف بحسب الخارجية العراقية والتي رأى وزيرها ان يكون العناق مع وزراء خارجية هذه الدول ورؤساء وزرائها، افضل من المصافحة، هم العراقيون، جميع باشواتنا يحركون الجرس وهم لايدورون، وانما يحركون رؤوسهم فقط، ليوهموا الشعب بانهم عاملون، لقد سمعوا نصيحة الباشا الحقيقي، وراحوا يضجروننا بتحريك رؤوسهم ليمنعوا عنا غفوتنا التي اعتدناها منذ آلاف السنين.