8 أبريل، 2024 7:24 م
Search
Close this search box.

لو ان احتلال البيشمركة لكركوك اصبح واقعا .. لكانت الكويت اليوم عراقية ..

Facebook
Twitter
LinkedIn

“ان المادة /140/ قد انجزت بالنسبة لنا، ولن نتحدث عن هذا الأمر بعد الآن” هذا ما صرح به رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ  معتبرا ان احتلال كركوك اصبح واقع حال منقلباً على الدستورضاربا به عرض الحائط ,هذا الدستور الذي حقق الكرد من خلاله مالم يحققه الاخرون طيلة فترة ما بعد 2003  واضاف  ” ان دخول قوات البيشمركة الى محافظة كركوك انهى المادة 140 من الدستور العراقي الخاصة بالمناطق المتنازع عليها ”  ان لهذا الخطاب  اكثر من دلاله سياسية  اضافة الى انه فتح صفحة جديدة في تاريخ العراق باتجاه تهديد وحدته واغراقه بمزيد من المشاكل وهو يفسر الى حد بعيد اسباب ما حدث في محافظات الموصل وصلاح الدين وديالى وانها لم تكن بالشكل الذي تحدثوا عنه خاصة التحرك العسكري للبيشمركة واحتلاله مباشرةً  لكركوك ومناطق من الموصل وصلاح الدين وديالى إذ ان التهيؤ لاستغلال هذه الاحداث بهذه الطريقة يشير الى ان هنك تخطيط مسبق وتنسيق بين اطراف هذه الاحداث وان الكرد طرف فاعل فيها وهذا ما يفسر انقظاظ القوات الكردية على تلك المناطق ومن ثم الوقوف متفرجة على سقوط المدن الاخرى واحدة تلو الاخرى، ولوتوقفنا قليلا عند اسباب هذا التمادي والاستهتار بوحدة العراق  ارضا وشعبا وموارد لوجدناها كثيرة لا تحصى واهمها هي تلك المساحة الواسعة التي تمتع بها اقليم كردستان سياسيا وعسكريا على حساب المركز ويبدو ان هذا لم يكن عفويا بل جاء بتدبير حيث عمد اقليم كردستان على بناء  قوات البيشمركة وتعزيزها بالعدد والعدة لتشكل قوة واجهت احيانا الجيش العراقي كما كاد ان يحصل في ديالى مع قوات دجلة، ان تجارب دول العالم الاتحادية وفي اهم الدول تاثيرا في السياسة الدولية مثل الولايات المتحدة الامريكية او الهند او اي بلد اخر لم نلحظ تشكيل جيش مستقل لكل ولاية او اقليم بل على العكس فهذه الدول تملك جيش واحد قوي يحفظ امنها بكافة طوائفة وقومياته واديانه الا في العراق وتحديدا البيشمركة حيث مثل قوة عملت احيانا ضد المركز وفي هذا تفسير لنوايا مبيتة مبنية على تحقيق مكاسب بعضها غير مشروعة مثل احتلا ل كركوك والمناطق المتنازع عليها كما ان هذه القوة كانت الحافز للتمادي في كثير من القضايا الخلافية مثل تصدير النفط من الاقليم الذي وصفه بعض الساسة بالسرقة  وايردات منافذ الحدود الامر الذي عمل على تهديد العراق ووجوده  كبلد متماسك له حضور اقليمي ودولي فاعل سياسيا واقتصاديا  .. ان جملة هذه الامور مرفوظة وبالتاكيد انها لاتمثل راي الشعب الكردي وهذا ما سيبينه الاتي من الايام مع التحول في التوجه السياسي للمواطن الكوردستاني الذي افرزته الانتخابات الاخيرة سيما وان علاقات رصينة لايمكن ان تبنى بمثل ما يجري الان وان كان غاية الساسة الكرد الاستقلال بدولة كردية يسبقها جني كافة المكتسبات المشروعة وغير المشروعة من الاستحواذ على الاراضي وتكوين جيش قوي وبنى تحتية بالاعتماد على الميزانية الاتحادية دون مشاركة الحكومة الاتحادية في ايرادات نفط ومنافذ الحدود اقليم كردستان وحتى الجولات التي قام بها الساسة الكرد لدول المنطقة مثل زيارة رئيس وزراء الاقليم لتركيا من الواضح انها ترمي الى حشد التاييد واستطلاع المواقف لمثل هذه الخطوة مع النسيم الذي يسود العلاقة بين الاقليم وتركيا وبيع النفط باسعار بخسة مستفيدة من برود العلاقة بين تركيا والحكومة المركزية وهنا نود الاشارة الى ان سياسة تركيا لا فيها ثوابت منها امن تركيا وان الفائدة الاقتصادية الوقتية قد تؤجل مواقف معينة من تشكيل دولة كردية تمتد الى تركيا وايران وسورية وبالامس القريب دخلت القوات التركية الى اقليم كردستان بسرعة البرق ردا على عمليات عسكرية قام الاكراد في تركيا مما حدى بمسعود البرزاني من الاستنجاد بحكومة المركز لغرض التدخل كون الاقليم جزء من العراق …؟  ونفس الهاجس لدى ايران فهي  تقصف بشكل مستمر تقريبا القرى الحدودية مع كردستان مع الفرق بان علاقة ايران بحكومة المركز توصف بالوطيدة والمصيرية الامر الذي يجعل تحركات من قبيل التي تقوم بها حكومة اقليم كردستان مرفوظة من قبل طهران والساسة الكرد يعلمون قبل غيرهم ان ترحيب دولي غير موجود لما يقومون به وان الزيارات المكوكية التي قامو بها لدول اوربا والولايات المتحدة الامريكية لم تؤتي ثمارها وعادت ادراج الريح لذلك نقول ان تغير الواقع بقوة السلاح امر غير ممكن مع هذه المعطيات ولو كان هذا ممكنا لكانت الكويت اليوم عراقية على الساسة  الكرد ان يستفيدوا من عبر ودروس التاريخ القريب لانهم سيكونون عرضة لما يقومون به من ايذاء للاخرين،  ولازالت الفرصة مؤاتية لحكومة اقليم كردستان من ابداء مواقف اكثر عقلانية بخصوص كركوك والمناطق الاخرى والكف عن التصريحات العنترية مثل ما ورد فى المؤتمر الصحفي المذكور وارجاع الامور الى نصابها قبل احداث الموصل  وبالمقابل نقول الى الكتل السياسية والاحزاب العربية  ان حكومة اقليم كردستان ما كانت لتجروء على القيام بهذه الافعال لولا التشرذم والانقسام المذهبي السياسي الذي انتم عليه  فكاد البلد ان ينزلق الى المجهول لولا وقفة المرجعية الشريفة والخاسر الوحيد هو هذا الشعب بماله ودمه وارضه يكفي خوض بالمجهول ووحدوا صفوفكم على برنامج سياسي موحد وميثاق يضم كل المكونات لتفويت الفرصة على كل من يهدم بهذا البلد وخاصة اولئك الذين يأكلون من مائدته ..
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب