24 نوفمبر، 2024 12:37 م
Search
Close this search box.

لو أراد ترامب كسب الانتخابات فليبدأ الان

لو أراد ترامب كسب الانتخابات فليبدأ الان

كثر الحديث في الاعلام وفي وسائل التواصل الاجتماعي عن احتمالية قيام امريكا بضرب ذيول ايران في العراق التي يمكن ان يؤدي ذلك الى صدام مباشر بين امريكا وايران .. وهناك من يشكك في ذلك بالرغم من قناعتنا ان القرار الحاسم بمثل هذة الاجواء المشحونة قابل للتغيير وفق ما يستجد من احداث تجعل من الصعوبة بمكان التكهن بنوع القرار الذي سيتخذ وكيف سيكون رد الفعل في ضوء تلك المستجدات .. ولكن في ظل تضارب تلك الاخبار المشحونة بالقلق عن قرب نهاية تواجد الميليشيات الموالية لأيران في العراق بسبب تحديها للتواجد الامريكي واطلاق الصواريخ بين الحين والآخر على القواعد العسكرية في الاراضي العراقية ضناً منها ان هذا الفعل سيعجّل برحيلها دون ادراك العواقب سوى انها تنفذ ما تريده ايران وان من بين تلك العواقب انها تعطي فرصة ومبرر للامريكان امام العالم بأن الولايات المتحدة غير ملامة على ما سوف يحصل من ردود افعال عنيفة لو اندلعت الشرارة التي سوف تخلط الاوراق وتجعل الرئيس ترامب امام الامر الواقع خصوصاً حينما يصبح خيار الحرب مرهون بنجاحه في الانتخابات القادمة مما يعني ان الاحداث سوف يتحدد مسارها وفق بورصة الانتخابات الامريكية القادمة .. بمعنى لو أراد الرئيس كسب الانتخابات علية ان يبدأ دون تأخير في انهاء تلك الميليشيات كما يتصور البعض لان استمرار بقائها بالشكل المتزامن مع الانسحابات الامريكية من اغلب قواعدها في العراق سوف يشاع ان تلك الميلشيات قد حققت نصر على امريكا وهذا بحد ذاته هزيمة للرئيس امام منافسيه مالم يفعل شيئ يعيد هيبته وهيبة امريكا والا سوف يتكرر أمامه مشهد اللوم والنقد الذي حصل للرئيس اوباما أثر تراخية امام ايران في مسألة الاتفاق النووي وقبله خسارة الرئيس كارتر على اثر عدم انقاذ الرهائن الامريكان في السفارة الامريكية في طهران عام ١٩٧٩ بمعنى ان فوز الرئيس اصبح مرتبط في انهاء الميليشيات في العراق لذلك الرئيس ترامب اليوم امام خيار صعب حيث سيفقد الولاية الثانية في حال بقاء الوضع على ما هو علية في العراق لهذا لم يعد أمامه من خيار سوى تحقيق نصر على تلك الفصائل المشاغبة لانة لم تعد ينفع الضربات التأديبية لان استمرار وجود تلك الميليشيات يعني استمرار ضرباتها على ما تبقى من قواعد امريكية في العراق وان اي خسائر جسيمة خصوصاً في حدة ايّام الانتخابات سوف يستغل من قبل الديمقراطيين واكيد سوف تهبط أسهم الحزب الجمهوري الى الحضيض لذلك ليس أمام ترمب من وسيلة لضمان الولاية الثانية الا انهاء تلك الميليشيات ويفترض ان تكون قبل فترة وجيزة من حلول موعد الانتخابات كما يعتقد اصحاب هذا الرأي وبخلاف ذلك سوف يكون هناك اتهام جديد بالتخاذل يضاف الى رصيد الاتهامات السابقة عندما كانت تتمادى ايران وميليشياتها على المصالح الامريكية من غير موقف حاسم ولكن يبدو المخاوف التي تراود الرئيس ترامب من اتخاذ قرار عاجل في ضرب تلك الميليشيات في مثل هذة الايام العصيبة نتيجة تفشي وباء كورونا هو تصعيد العمليات العسكرية ودخول ايران وحزب الله على الخط وربما سيؤدي ذلك الى خسائر مادية وبشرية غير محسوبة ومع ذلك ليس هناك خيار آخر للمناورة غير خيار الحرب لو أراد الرئيس ترامب ضمان الولاية الثانية كما مبين آنفاً لان عامل الوقت والتأخير لن يكون في صالح الرئيس لذلك فأن التوقيت المبكر لأنهاء الميليشيات في العراق قبل الانتخابات هو الامثل كونها الفرصة الذهبية التي ستكون لصالح امريكا بمثل هكذا ظروف لان ايران الان في وضع لا يحسد علية من الناحية الاقتصادية في ظل الحصار وهبوط اسعار النفط بالاضافة الى الوضع الصحي المنهار جراء تفشي وباء كرونا لهذا ايران لا يمكن ان تجازف في مغامرة قد تنهي نظامها المهزوز او تدمر مدنها ومنشآتها في سبيل عملائها التي طالما وقد تخلت عن الكثير من امثالهم، بمعنى اذا كانت الحديدة حارة وامريكا جادة في تصفية الذيول فأن خيارات ايران ستكون اصعب اذا تدخلت عسكرياً في ضرب المصالح الامريكية او اغلاق مضيق هرمز لان امريكا سوف لن تتوقف عند حد تصفية الذيول في العراق خصوصاً اذا قامت باغلاق المضيق عندها ستحل كارثة اتساع نطاق الحرب على ايران لان اغلب دول العالم ستتضرر من اغلاق المضيق وسوف لن تقف مكتوفة الأيدي .. اما الموقف من حزب الله الذي هو الاخر سوف لن يقف مكتوف الأيدي واسرائيل اكيد سوف تتكفل في التعامل معه وفق توجيه ضربة استباقية خاطفة تشل قدراته اذا أخذت الحمية نصر الله بمهاتراته المعروفة للدفاع عن ايران خصوصاً وان الظروف الحالية التي يمر بها لبنان في ظل الأجواء المشحونة ليست في صالح الحزب .. وبعد ذلك سوف يكون التعامل اسهل مع الميليشيات الاخرى الموالية لايران في سوريا واليمن اي سوف يكون العمق الاستراتيجي لايران مكشوف الظهر وهنا سيبدأ الخوف من ان يأتي الدور على الداخل الايراني الذي يغلي بالمصائب جراء بلاوي النظام واولها تداعيات الحصار الاقتصادي وتدني اسعار النفط وتدني قيمة العملة الايرانية وانحسار سبل العيش بالاضافة الى مصيبة كرونا بمعنى ستكون ايران مرغمة امام خيارين اما بقبول التفاوض او الفوضى الخلاقة وخيار التفاوض هو الذي تريده امريكا لانة يعني الاستسلام الكامل وفق الشروط التي اعلنها وزير الخارجية بومبيو .. وفي وسط هذا المشهد العصيب لا خيار لايران الا التضحية في ذيولها او احتراقها من الداخل وبالتأكيد سوف تتخلى عن ذيولها وما تصريح ظريف الاخير باعتبار ذيول ايران أصدقاء وليس اتباع مما يعني خطوة أولى نحو التراجع لذلك على الطبقة السياسية المتنفذة في العراق ان تدرك مدى خطورة الموقف وحجم الكارثة التي ستحل على العراق عندما يكون ساحة للمعارك وكبش فداء من اجل إنقاذ نظام ايران الذي يمكن ان يعيد حساباته مع الأمريكان وسهولة التخلي عن ذيوله في الخارج في سبيل بقاء النظام بالشكل المحسن الذي ترضى عنه امريكا على رأس دولة فاشلة وهو افضل من رحيل الملالي وضياع الحكم .. بمعنى هل من رجل رشيد يجنب العراق من هذا الانهيار !!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات