22 ديسمبر، 2024 9:03 م

لو آنه الله وانته اخليف، جان رضيت اسوي بيك هيج

لو آنه الله وانته اخليف، جان رضيت اسوي بيك هيج

هذا الانسان الجائع المصادر، اخليف عاطل عن العمل، يعمل في العمالة، العمل توقف نتيجة التقشف، والوضع كسيف، الشارع مليء بالحذر والترقب، والتهديدات المبطنة جارية بين الكتل الشيعية، ونهاية النفق احتراب لن يبقي ولن يذر، اخليف عمل في يوم شتائي، وانهى عمله وتسلم اليومية، من بعيد شاهد عربة ورجلا يبيع البقلاوة، تذكر اولاده وصمم ان يشتري بيوميته مزيدا من البقلاوة لاطفاله، اشترى وخف مسرعا الى البيت، نزل المطر، اصبحت الارض موحلة، تزحلق اخليف واختلطت البقلاوة بالاوحال، جلس مسمرا ينظر الى السماء ويعتب: ( لو آنه الله وانته اخليف ، جان رضيت اسوي بيك هيج)، اي واحد منا هو اخليف وان لم ينتمِ، مئات الاعوام من الفقر والجوع والمرض، وكأن الله لم يخلق سوى العراق، والكارثة الاكبر مايجري الآن، فالبلاد تنزلق كما انزلق اخليف واكثر.جلوسي في البيت اتاح لي الكثير، الجوع آتٍ  لامحالة، فمهن التسعينيات تعود وكأن  الحصار عاد على اجنحة حزب الدعوة واخوته في التحالف الوطني، ولذا لم يكن صدام السيىء الوحيد في العراق، حين تخلد الى الراحة تسمع من بعيد خبز يابس للبيع ماطورات للبيع ملح للبيع، عادت النساء تغزو الممالح لتستخرج الملح المطعم بالتراب، والذي يهبط في قدر المرقة بلا تصفية او معاملات، ليكون حصى الكلى اول المرشحين في الامساك بالعراقيين، لو آنه  الله وانته اخليف، ابدا لن ترضى بحياة العراقيين، وربما هاجرت اول المهاجرين، حياة اخليف مرهونة بالتعب والفقر والمقابر، اخليف العراقي الوحيد الذي يدفع ثمن الفساد، من لايملك ثمن الدواء في بلده عليه ان يغادرها، لكن اخليف لبساطته لايعرف هذه المصطلحات، ولد هناك خلف السدة ويموت خلف السدة.اصحاب الملايين المسروقة من الفاسدين واللصوص اقدر على تبني فكرة الهجرة، فانهم لصوص مهذبون، يمتلكون المؤهلات العلمية واللغة، وهم بعد هذا يمتلكون الاسباب لمغادرة العراق، لكن اخليف لايرى في العراق عدوا له، ولايعرف حتى عدد محافظاته، حتى السيادة التي يتكلمون عنها، كان يصغي وهو مندهش ظانا ان الاعلام يتحدث عن (السيّاده) بمعنى الزولية، ولم يدر بخلده ان السيادة تعني عدم الخضوع للاحتلال، وفرح كثيرا حين فسرها له ابن الجيران ابن الـ15 عاما، وعلم ان للوطن سيادة يجب المحافظة عليها، حتى خدمته العسكرية لم يفكر بالهروب منها مع كثرة الحروب، بل على العكس كان يتقاضى مرتبا يكفيه وهو مرتاح، وحين تسأله يقول: مابها العسكرية، (شو اكل ونوم)،  لم يقرأ لنيتشة ولا لعبد الرحمن منيف ولايعرف السياب، ولم يقلب كلمة في حياته كما يفعل البعض في شهونة العقل وعقلنة الشهوة.انا متأكد ان الله سمع اخليف، واطرق يفكر في هذا الوطن البائس ومن اوصله الى هذه الحال، وبقيت حكاية الشيطان ماثلة ، الشيطان الذي جلس على قمة جبل، ونادى بالتغيير، فهرع الابطال يحملون السيوف، ليصعدوا الى القمة، وتنازلوا اثناء صعودهم، فكان الشرف اول المهدورات، فاصبحوا جميعهم شياطين، وصاروا اتباعا للشيطان الاكبر، هذا هو اخليف العراقي، الذي لم يفهم شيئا من الاعتصامات سوى انها اتت بجديد هو الجلوس في البيت لساعات اكثر،( لو آنه الله وانته اخليف، جان رضيت اسوي بيك هيج)، اهتدى اخيرا الى كتابتها والخروج مع الناس، مزقها اول رجل قابله في الطريق، وصفع اخليف على وجهه وهو يقول كافر، اشلون تكتب هاي العبارة، عاد اخليف بعد ان رفضته الاعتصامات، فالاعتصامات تعرف ابناءها.