18 ديسمبر، 2024 11:51 م

لو آمن العراقيون بأنفسهم  لإرتدوا جلباب المهاتما

لو آمن العراقيون بأنفسهم  لإرتدوا جلباب المهاتما

يبدو أن العراقيون لم يستفيدوا من التجارب الضاغطة التي عاشوها طيلة الفترات المنصرمة ,والذي ينبغي الوقوف عنده هنا والآن حالة الهلع المتبادل التي شهدها العراق في السنوات المتأخرة , وإذكاء المخاوف  بين طرفي الصراع ,ولنكن أكثر وضوحاً ومصارحة مع النفس ,فلم تعد هنالك خفايا مستترة ,فكل الخفايا معلنة ,وباتت حديث الساعة ,فالصراع المذهبي والإقتتال الطائفي شمل أرجاع العالم ليكون بديلاً ل”كالسيكو الصراع الدولي” ,أو ما يسمى “صراع الأقطاب والمحاور” ,الذي خرج بسلام من الزنزانات الماضوية الأشد عتمة وظلام ,وسلط الضوء عليه بشكل مستفز من قبل المتجلببين بجلباب الدين الذين وضعوا في الطليعة كواجهات قداسوية لتمرير المشروع المعد ,وإضفاء صفة التقديس على مشاريع رفعت عناوين الدفاع عن الوطن ,وبذل الغالي والنفيس في سبيل خدمة البلاد والعباد ,كي  يعود العراق كما تزعم هذه القوى إلى عصور البهجة ,وسنوات الزمن الجميل الذي تتباكى عليه كل الأحزاب والتيارات والعناوين بأساليب مبهرجة مرائية ,في الوقت الذي تعج فيه الشوارع والحارات والأزقة برائحة اللحم البشري المتهرئ من أجساد أبناء البلد ,وبناته الأصليين الذين كانت جريمتهم الوحيدة حبهم للعيش في هذه البلاد التي ولدوا فيها ,وشموا نسيمها مذ كانوا صغاراً ,لا ريب أن في هذه البلاد “جوهرة” ,وأن العراق لا أقول بغداد الجمال فحسب ,بل كل المدن العراقية لاتزال مركز التجارة والحرف والأدب ,ولا زال العراق بلد الفعاليات ,ووطن المفكرين ,وولاًد الرجال  ,وأننا أذ نشخص حالة العراقيين الذين لم يخلعوا بعد رداء الخوف من الماضي الذي لازال عالقاً في الذاكرة الجمعية العراقية التي إكتنزت الويلات تلو الويلات ,ندعو إلى إنضاج تجربة “وطنية مغايرة” يكون فيها الإنسان في صدارة الأولويات ,لا يكفر ولا يحتقر ولا يمتطى لتحقيق المآرب ,والتسلق لنيل السلطة ,ولا يكون نرداً تتداوله أيادي المستجلبين “سياسيو الخارج” المدعين الذي جثموا على الصدور لأكثر من عقد ,حاملين ألوية المذهب ,عندها سيرتدي العراقيون “جلباب المهاتما” ,ويستحقون لقب قادة الأمة وروحها العظيمة هذا الطموح  ,ولكن المرعب بمكان أن سكان العراق الذي تلظوا بنار الماضي والحاضر ,وعانوا الأمرين لم يفيقوا بعد من مصل التخدير ,ولازالوا موضوعين في صالات التخدير الديني ,ما يستدعي البحث عن مصول مضادة لحالة الخدر التي إنتابت غالبية الشعب ,و زلزلة ما أعتقدوا به من خزعبلات موضوعة ,وأوهام يستخدمها المستبدون في كل زمان ومكان لإخضاع الناس ,والسيطرة عليهم تمهيداً لسرقة ثرواتهم لصالح فئات معينة أخذت من العراق مقراً لها لتوريم أرصدتها بأموال لا أسهب كثيراً في أثبات أحقيتها ,وهم كل العراقيين صالحهم وطالحهم ,فالخبز يدخل كل الأفواه ,والله يحب كل الناس حتى المشركين هو يتعقبهم ,ويملأ بطونهم بخبزه ,لأن الخبز للجميع كما أن الوطن وما فيه للجميع ,والمال العام الذي نهبه السياسيون لكل المشردين ,والجالسين في العراء في خضم غضبة هذا الشتاء .