وأخيراً دخلت جمهوريّة إيران الاسلاميّة النادي النووي , والّذي يعترض من الدول العربيّة وعلى رأسها الخليجيّة فليضرب رأسه بالجدار “بالحايط” ! , نتسائل هنا : ماهي نوع المقايضة الّتي تبادلت بها الإدارة الأميركيّة بنووي إيران ؟ .. ما هي قيمة هذه الصفقة أكيد لا تقدّر بثمن إن كانت هنالك حقّاً “صفقة” قد أبرمت سوى ثمن واحد لربّما ذلك الّذي نطق به السيّد السيستاني بالتزامن “ويا للمصادفة !” وكما ورد ؛ عن أردوغان عن فلان عن فلان عن أوغلو , أنّه قال : قال السيّد السيستاني , “أنّ الوقت قد حان لرحيل السيّد المالكي والرئيس بشّار الأسد عن السلطة” !! من المؤكّد أنّ ما نقله السيّد أوغلو وزير خارجيّة تركيا لم يأت من فراغ أو فرقعة إعلاميّة تصبّ في مصلحة “المعارضة” السوريّة ..
عندما اعلن “بوش” بأعلى صوته وأميركا كانت لا زالت بأوج قوّتها , محدّداً دولاً بالإسم انّها “محور الشرّ” لم يكن حكم “طالبان” ضمن تلك الدول , فقط إيران وسوريّا والعراق وليبيا وك الشماليّة وفنزويلا وكوبا , وحبس العالم أنفاسه بسقوط برجي التجارة , وظننّا أنّ الهجمات بدأت على واحدة من دول الشرّ , وإذا بالولايات المتّحدة بجلالة قدرها وبكامل ملابسها الفضائيّة تشنّ هجومها ليزريّاً على أفقر بلد في العالم , ومثل ما يقول المثل الدارج “أحاجيج يا بنتي وأسمعج يا جنتي” تبيّن أنّ المقصود من محور الشرّ هو العراق ولكن عن طريق أفغانستان ؟ كي لا يُقال “كلمن عدوّه گبال عينه” أنّ “سبتمبر” هدفه العراق ! .. سرعان ما تجمّعت الحشود حول العراق بعدما كانت الظنون متّجهة لغيره , حبس العالم أنفاسه مجدّداً بعد أن ظنّ الجميع أنّ الهدف هو يا إمّا السعوديّة بداعي “مفجّري” البرجين أو إيران ولم يكن التحشيد لأجل احتلال العراق رغم أنّ الدلائل تشير إليه , ولكنّ الحرب خدعة مثلما يعلم الجميع ! فقد تُستهدف إيران بحجّة استهداف العراق! , لكن يلعب “الحظّ” دوره مرّةً أخرى لصالح إيران فيتمّ احتلال العراق ! .. بعد ذلك يحبس العالم أنفاسه لأنّ كوريا الشمالية على قائمة الاستهداف , وبينما للأنظار متّجهة كذلك , تقصف سوريا وقصر رئيسها من قبل اسرائيل! .. وبينما العالم في حيص بيص ينظر لمواجهة بين كوريا وأميركا! وإذا ببوش يوشك أن يضرب القوّات السوريّة بلبنان فينسحب جيش سوريّا منه! , .. 2009 .. وبينما مظاهرات مير حسين موسوي وكرّوبي وخاتمي تهزّ إيران , حبس العالم أنفاسه , مقتل ندا أغا سلطان فاقم قلق العالم ظنّ الجميع الضربة الاميركيّة لإيران قادمة لا محالة , فتقصف الطائرات الأميركيّة “آلبو كمال” للمرّة الثانية ويقتل العشرات من الجيش السوري بحجّة وجود “إراهبيين” على الحدود السوريّة ! .. ثمّ يُسخّن ملف ك الشماليّة النووي ويصل العالم ليقين الصدام , ليسمع العالم أثناء ذلك دويّ انفجار في دمشق ناتج عن طيران إسرائيلي ! , .. ملفّ إيران النووي يعود للواجهة وتشارك “إسرائيل” استهداف إيران “ومن أين سيتم قصف منشآت إيران النوويّة ؟ من قبرص أم من تركيا” ؟ “يوشك” قرار أميركي ـ إسرائيلي “سرّي للغاية!” : “لقد حان ضرب 80 أو 800 هدف لا أتذكّر من ضمنها مفاعلات إيران انطلاقاً من بلغاريا” ! وإذا بالطيران الاسرائيلي “يُخطأ الهدف” ويتّجه للأراضي السوريّة ليُغِير على مكان “يُشتبه” باحتوائه نشاطات نوويّة ! .. تعود نغمة نووي ك الشماليّة وملفّها النووي , وإذا بدمشق تتطوّق “بالشعب السوري” يريدون إسقاط النظام ! وتُهدّم ثلث مدن سوريّا بمساحات بناء أضعاف ما تهدّم في العراق ! .. ففيما الملف النووي ال كوري ال شمالي يصعد ويهبط وبجنبه ملف إيران , وإذا ب”لجان التفتيش” وبحوزتها كيمياوي سوريا جميعه ليُدمّر لتصبح سوريّا بلا ملف نووي وبلا درع واقي ضدّ نوويّ إسرائيل ! وعين تبجي وعين تضحك كما نقول بالعامّي الدارج ..ذهبت جيوش اربع الى 3 دول عربيّة محسوبة على “دول المواجهة” كونها جزء من محور الشرّ ! فيما بقيّة الدول الأربع تنعم بالنووي وبما استلذّ لها من الأسلحة ذات الدمار الشامل واستطاب , وسط فرح وبهجة بندر بن سلطان وشيوخ الدين والبترول ! .. واخيراً يتوافق الجميع بترك مفاعل إيران يخصّب بهدوء وتنتصر إيران ويستقبل العالم مع قدوم أعياد رأس السنة الميلاديّة عضويّة جديدة للنادي النووي ويرحّب بها أسوةً بباكستان , فيما نسي العالم أنّ من الممكن أنّ للعراق أيضاً ملف نووي سلمي ! لكنّ لم يسمع به أحد فقط سمعوا بدويّ انفجار نفّذته طائرات إسرائيليّة في “التويثة” النووي وسط بغداد , شلون ؛ لا أحد يعرف من أين عبرت تلك الطائرات لحدّ الآن ! ..