11 أبريل، 2024 1:21 ص
Search
Close this search box.

لوي اعناق الحقائق على ارض الواقع، لعبة مريبة

Facebook
Twitter
LinkedIn

اتفاق السلام الاماراتي الاسرائيلي الذي اعلنه ترامب من البيت الابيض؛ دفع الكثير من الاقلام التي تتبع نهج ومسار التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، بالتدافع على مساحة النشر في صحف معروفة الولاء والانتماء والتمويل، بالدفاع عن الخطوة الاماراتية، واعتبرتها خطوة شجاعة، واصافا ايها بانها؛ سلام الاقوياء؛ اي سلام هذا الذي يقوم على التنازل عن الحقوق التاريخية والاهم التنازل عن حق الحياة والامن والسلام الحقيقي الذي يقوم او يتم بناءه على ارضية ثابتة من الاعتراف بهذه الحقوق. الكيان الاسرائيلي وفي كل حياته منذ نشأته التي قامت على طرد الفلسطينيين من ارضهم؛ لم يف باي التزام، من كامب ديفيد الى اتفاقات اوسلو وليس انتهاءا باتفاق وادي عربة، ولايمكن ان يخرج عن هذا المسار، الاتفاق الاماراتي الاسرئيلي. هذه الكتابات وغيرها تنوه او تشير الى ان الكيان الاسرئيلي قد تاخر كثيرا بالانفتاح على محيطه العربي؛ اي دجل هذا واي نفاق هذا، واي مغالطة تاريخية واي لوي لأعناق الحقائق على الارض؛ وكأن الدول العربية هي من تنتظر من هذا الكيان الانفتاح عليها او هو يتكرم كي يقوم او يبادر بالانفتاح عليها. الكيان الاسرائيلي كان ولم يزل الى الأن يحلم بالانفتاح العربي عليه، لأنه وببساطة ووضوح يعطيها، الانفتاح العربي او التطبيع العربي معها، او يمنحها شرعية الوجود، ويلغي هنا تاريخ وكيفية عمل الاستعمار وهنا اشدد على عمل الاستعمار على وجودها، وهو الى الآن يدعم ويقوي وجودها سواء الاستعمار البريطاني او الولايات المتحدة الامريكية منذ اكثر خمسة عقود الى الآن، عندما تراجعت قوة بريطاينا كدولة استعمارية، واخلت الساحة الدولية، للولايات المتحدة الامريكية. في جانب اخر من هذه الكتابات؛ ان الكيان الاسرائيلي دولة قوية، وعلمية، وصناعية، واستطاعت ان تكون هي الاقوى علميا وصناعيا وما الى ذلك، وعلى الدول العربية، الاستفادة من هذا التقدم الاسرائيلي، والعقل العبقري اليهودي على حد وصفه؛ وهنا تنسى الكاتب ان اغلب المهاجرين اليهود الى ارض المعياد كما يسميها الصهاينة، قد جاءوا من دول اوربا وامريكا، وهي دول متقدمة بالاساس. في مكان أخر يكتب اخر؛ ان الدول العربية عليها ان تكف عن شعارات فلسطين من النهر الى البحر، وان تكون واقعية، وان لكل دولة عربية خياره في علاقتها مع هذا الكيان الاسرائيلي (الدخيل والمجرم)، وان على الفلسطينين استثمار هذه الخطوة للحصول على دولتهم المستقلة، لتعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل. ويكتب اخر؛ كفانا خرابا ودمارا ودماءا وتضحيات، علينا ان نكون واقعين. ويلوم ايرن على موقفها الرافض للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي، اضافة الى تركيا، وغيرهما. نؤكد لهؤلاء ان الحقائق لايمكن ان يحجبها الغربال، وان إرادة الشعوب لابد لها يوما ان تنتصر، وان واقع الكيان الاسرئيلي قد تغير، فهو ليس هو الذي كان قبل سنوات، وان الساحة الدولية هي الاخرى قد تغيرت، وان امريكا هي ايضا قد تغيرت، وان المستقبل للشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب العربي الفلسطيني، وان الهدف من التطبيع مع هذا الكيان ليس السلام بل ان الغاية منه، هي تصفية القضية الفلسطينية، ولا اي شيء اخر غير هذا الهدف. وأن الكيان الاسرائيلي يعاني من معضلة وجودية، شرعية، وديموغرافية، وعلى وجه التخصيص مستقبلا. أما، لماذا هذا الرفض لأتفاقيات السلام مع هذا الكيان، من الدول المقاومة ومن الشعوب العربية المقاومة وفي اولها، الشعب العربي الفلسطيني؛ للوقائع والموجبات التالية، وبأختصار شديد:
اولا؛ ان الكيان الاسرائيلي، يضع عملية التطبيع مع الدول العربية اي اتفاقيات السلام، في اول اولوياته؛ لأنها تمنحه الوجود الشرعي والقانوني، لأن هذا التطبيع وبالذات حين يكون شاملا مع جميع الدول العربية؛ يشكل ضغطا على المقاومة الفلسطينية، وبالتالي (وكما يتصور هذا الكيان وليس ما هو موجود من حقائق على الارض الفلسطينية، ومن وعي وموقف الشعوب العربية، تشتغل بقوة وصلابة بالضد من هذا التصور او الرؤية السياسية؛ والتي ستفشل حتما..) افراغ القرارات الاممية من محتواها؛ 242-338 وقرار اممي اخر ذي صلة، اي ابطال فعلها ومفعولها بفعل اتفاقيات السلام مع هذا الكيان من دون العمل على التطبيق الشامل والعادل للقرارات الاممية سالفة الذكر، مما يمنحه شرعة الوجود القانوني المستدام..
ثانيا؛ ان هذا الكيان، كيان مخادع، يلعب بالزمن لمواصلة عملية القضم والضم لما تبقى من ارض فلسطين..
ثالثا؛ محاصرة المقاومة الفلسطينة، وعزلها عن محيطها العربي، الداعم لها..
رابعا؛ تخليق فضاءات اعلامية كما بيناها في مقدمة المقال؛ تروج للسلام مع هذا الكيان من غير منح، منح حقيقي للفلسطينيين، منحهم، حقهم الشرعي في اقامة دولتهم المستقلة وكاملة السيادة والقرار المستقل على ما تبقى من ارضهم..
خامسا: ان ما جرى ويجري الى الآن في الدول العربية، العراق، سوريا، ليبيا، اليمن، لبنان، من خراب ودمار، له علاقة عضوية مع هذا التوجه في التطبيع…
سادسا؛ ان جغرافية الدول العربية، العراق، سوريا، ليبيا، اليمن، مهددة بالاقلمة اي الكنوفدرلية او التقسيم، كي يتم ضمان استدامة هذا السلام، والذي هو في حقيقته ليس بسلام بقدر ما هو استغلال ونهب للثروات، وتحويل هذه الدول بعد ان تفقد قوتها الى توابع للغرب واسرائيل..غير قادرة بالدفاع الذاتي عن شعبها وعن ثرواتها وعن سيادتها..بعد ان يتم تضييع حقوق الفلسطينيين..
سابعا؛ ان مصائر الدول العربية ترتبط بمصير فلسطين. عليه نلاحظ التزامن في البحث عن الحلول الاستسلامية مع هذا الكيان، مع ما جرى ويجري في الدول العربية سابقة الاشارة لها..
في الختام؛ ان كل ما يجري من تطبيع سوف يفشله الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والاسلامية.. وان التغير في موازين القوى الدولية، هو لصالح كفاح فلسطين والشعوب العربية والاسلامية

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب