19 ديسمبر، 2024 2:11 ص

لويس أراغون يكتبُ عن داعش

لويس أراغون يكتبُ عن داعش

1
مات أراغون منذ سنوات ، وحبيبته اليزا ماتت ، لكن بغداد وباريس والشعر ، مازالوا على قيد الحياة ، فالأنسان مجرد راكب عجلة ، والمدن مجرد حجر ، والنبض المشترك بينهما قصيدة.
أتخيل شاعر فرنسا منحوتا ضمن شخوص نصب التحرير ، اتخيلهُ يسمع سليمة مراد ، وخطاب النجيفي البرلماني الباهت في مطرقة القوانين المعطلة .
 أسمعهُ يفرأ شعرا في المتنبي أو يغري الركاب بكراج النهضة ــ بصرة على الشجرة ــ
الشجرة الطيبة مدينتي .
قطعوا الطُرق فيها ، قالوا : سيارة مفخخة تسللت . وداعش في الفيزا الأفغانية تتجول في زي نساء..!
في هذا المشهد ، يمسك اراغون تفاصيل الحلم لوجدان الورد ، ويهدي تاريخ مقاومته السرية للنازية ، يكتب ملحمة من اربعة اسطر : بابل ، لاتخشيّْ شيئا ، داعش مثل النازية ، آخر مشاهدها في الفيلم ( تنتحر..!)
2
 هو شاعر فرنسا ، ونحنُ شاعرنا النفط ، والنخل ، وأقداح الشاي ، و200 متر وزعها رئيس الوزراء على فقراء بلاد يعتقد ماركيز ، انها مثل مائة عام من عزلة هولاكو .تنجب ذهبا ، وتأكل خريطاً آت من اهوار الله يعربات مارسيدس…
البلاد التي رقتها صواني قيمر ، وهواء المكيفات اليابانية وديكة يوم العباس ، وسمفونيات تكية كستزانية .
داعش فيها ، مرتدية أثواب مشرشبة وتحمل قاذفات ، ولا ورد في اللحايا كما في لحيا المندائيين .
لحايا داعش مجرد أصابع داناميت.
سيكتب اراغون عن هذا المشهد .
يبكي . يضحك ..
لكنه في النهاية ، سيأخذ دوشا في حمامات الكاظم ، ويعبر صوب الأمام الأعظم ، ينشد عن عيون المها ، وأستودع الله في بغداد لي قمرا ، ولكن بصوت ( شارل أزنافور ) وليس بصوت مذيع الشرقية..!
3
في معلومة منقولة عن اراغون ، لاأعرف صحتها من فبركتها داخل كتب التأريخ .
سألوا المنصور باني بغداد : هل سمعت بداعش؟
قال نعم : هي مجرد كومة قش .وبغداد أكوام حدائق ………!
4
في العشق ، كما في الرق ، كما في الطَرقِ ، كما في العنقِ ، لايكتمل المعنى إلا في صوتِ القاف.لكن بغداد حتى لو رفعت الدال من آخرها تبقى نفس المعنى ( بغدا ) .
هذا كشفُ لاراغون ، ومعه كتب وكذا باريس لو ( شِلتْ ) السين لصارت باري أي ( رب ).
5
أراغون يكتبُ عن داعش… وأنا أبحث من بين كتاباته عن طلسم يحفظ بغداد ، بخط نبي الله سليمان ، والخطاط هاشم البغدادي ، وباني مدينة الثورة ( عبد الكريم )…!

أحدث المقالات

أحدث المقالات