23 ديسمبر، 2024 12:05 م

لون شعلان يدري انباكَت الثورة !

لون شعلان يدري انباكَت الثورة !

حياتنا مليئة بالمتناقضات وهو محض خياراتنا البائسة مذ جائت اول حكومة عراقية بعد الأحتلال البريطاني ! وتلك الحياة التي نعيش كانت في بداياتها بسيطة وكلٍ اخذ منها مايريد من الساسة ومن الذين ارتبطوا بأبو ناجي وحلفائه . مرة واحدة مارس الشعب دوره في أخذ زمام المبادرة لينتزع الأستقلال وفي تلك المرة لم يكن التحرك طائفياً بل كان عراقياً صرف وكان ماكان في ثورة عام 1920 التي تحل مناسبة ذكراها في مثل هذا اليوم . اشتعلت الثورة والتهبت في كل انحاء العراق من السماوة الى غيرها من المدن ليذعن بعدها ابو ناجي وينسحب من العراق تاركاً لشعبه حرية العمل والأنطلاق بحياة جديدة ملكية كانت نهايتها ايضاً كارثية دموية ! ومن ذلك التأريخ لم يجد العراق ولاشعبه الراحة ولن يجدها بعد ان قبل الشعب ان يكون تابعاً لأحزاب تنتقص منه وتنهب ثرواته .

انتهت حقب من الزمن وانتشر الموت والقهر بين العراقيين . وكان الموت منتشر بين سجون ومعتقلات وتهم جاهزة على اساس قومي فيتهم البعض بالتبعية فيترك على الحدود ليذهب الى ايران وبين من معارض يتهم على انه ضد الحزب وتلتصق به صفة العمالة وينتهي الى مقابر دار السلام وغيرها من المقابر التي انتشرت على نحو غير مسبوق وبين من يموت على جبهات القتال في مواجهة طموح ايراني لتصدير الثورة فكان القتل في هذه الحرب التي اشتعلت ودامت ثمان سنوات بارقام مخيفة . لكنها انتهت لتأتي حرب الكويت التي انطلقت في ضوء خديعة امريكية واضحة واستفزاز كويتي اكثر وضوح ! ثم حصار اكثر قساوة من كل الحروب اذ مات الآلاف من الأطفال والشيوخ والشباب نتيجة لنقص حاد في الدواء والطعام .

كل تلك المآسي كانت كفيلة بأن نراجع حساباتنا ونتعلم التجارب والدروس لنستغل الظروف احسن استغلال لنبني بلدنا من جديد بعد ان عرفنا ان التغيير في العراق حاصل لامحالة .

وجاء الأمريكان ومعهم صنائعهم من رجال ليكونوا محررين فأتضح بسرحة على انهم محتلين وشنوا حرب ابادة لاهوادة فيها ضد الشعب للتغطية على ماسيقومون به من افعال مشينة من تدمير ممنهج لكل موارد البلد وثرواته ونهب كل مدخراته !

اعطونا هوامش من الحرية لكننا كنا ولازلنا اغبياء الى حد النخاع أذ لم نستفد من الحرية لأختيار من يبني وكان اصرارنا على اختيار من يسرقنا ويقتل ابنائنا ليستمر نزيف الدم العراقي حتى يومنا هذا بينما العملاء يسكنون منطقة محصنة بنتها لهم ربيبتهم امريكا .

قتل من العراقيين مالايمكن حصر اعداده ودمرت كل البنى التحتية وسرق من البلد اكثر من 1000 مليار دولار

ونحن منشغلون بمناسبات نلطم فيها ونضرب على الخدود !

في ايام محرم الحرام ننقطع عن العالم وننشغل بطقوس غير موجودة لافي ايران التي زرعتها فينا ولافي اي بلد آخر . بينما ساستنا وجلهم من الشيعة ينشغلون بمتابعة حساباتهم التي نهبوها من اموال الشعب وسفراتهم بين المحيطات والبلدان مع جواريهم وحماياتهم . بينما اطفال العراق يتسولون في الشوارع والطرقات والملايين من العراقيين يعيشون حالة بائسة نتيجة لنزوحهم من مدنهم التي سلمت للأرهاب دون قتال .

كارثتنا التي حلت بنا منذ العام 2003 وحتى الآن لم يسبق لبلد ان مر بها . استباحوا العراق وقتلوا وهجروا خبراته المدنية والعسكرية واشاعوا فيه الطائفية لتكون سبيلاً لبقائهم لصوص لاهم لهم سوى النهب والسلب

وعندما تأتينا زيارة اربعينية الأمام الحسين عليه السلام نتوجه بالملايين سيراً على الأقدام طالبن العفو والشفاعة . ولا اعرف ان كان الأمام الحسين سيكون نصير من تسؤق امواله وهو ساكت او يقتل ابنائه وهو ساكت . يقيناً لو كان الأمام الحسين موجودا لكان قد ذمنا وأنبنا جميعاً من اننا نتخذه شعاراً لنا بينما نسكت عن الذل والمهانة .

في هذا اليوم وهو ذكرى ثورة العشرين اتذكر ذلك الشاعر الشعبي الذي يقول .

لون شعلان يدري انباكَت الثورة _ جا شكَ التراب وطلع من كَبره

أهي عند السوير المسألة الكبر’ – الشاهد عدنا الشاهد . كلنا ايتام من العشرين

نعم هذا الشعر قيل في زمن النظام السابق وينطبق علينا ونكرر ان عند السوير المسألة الكبرى فما لنا ساكتين خانعين أذلاْ . تباً لكل مدعي وأفاق ومنافق .

[email protected]