17 نوفمبر، 2024 11:30 م
Search
Close this search box.

لولا منير حداد لعاد صدام الى حكم العراق

لولا منير حداد لعاد صدام الى حكم العراق

• ارادات طائفية تدمر الوطن الان
• اعتبروه شأنا داخليا عندما اطمأنوا الى قوة بسطال علي حسن المجيد

لست مقربا من رئيس الوزراء نوري المالكي، لكنني علمت من المقربين، ان توقيتات حرجة، تضافرت على انتشال الطاغية المقبور صدام حسين، من حبل المشنقة، تلخصت بعيد الاضحى ورأس السنة الميلادية، وعبوره خط الستين داخلا السبعين؛ التي يمنع القانون الدولي اعدام من يبلغها سنا، وفوق كل ذلك، التواطؤات المرصودة لها مبالغ خرافية، لتهريبه، من سجن المطار بواسطة شركات أمنية، دفعت لها ابنته رغد، وحزب البعث، ودول اقليمية عدة، صنعت المستحيل لاسقاطه، ثم ندمت لاسباب طائفية وبعثية؛ فاربكت العراق تنكيلا بمن لا تحب، ساعية لعودة صدام او رجل بقوته، ولم تجد؛ فحرصت على الايغال بالتنكيل؛ علّ الامريكان “يلعنون الملاك مترحمين على الشيطان”.
على أثر انتفاضة آذار 1991، وبروز الدور الايراني الموارب في العراق، لا هو ناصر المنتفضين ولا ساحب يده؛ كي تنصرهم امريكا التي بادرت الى “دكة ناقصة” بالسماح لصدام بمعاقبة الشعب المنتفض، مرتكبا فظائع بشعة، والمجتمع الدولي يتفرج: “شأن داخلي الشعب وحكومته يصطفون وفق ارادتهم” غاضين الطرف عن فارق القوة، التي لا تصمد امامه ارادة، سوى ارادة بسطال علي حسن المجيد بوجه مسكين دفن نصفه، وهو يرسف في الاغلال!
هكذا كانت المعادلة، مطلع التسعينيات، وهكذا اراد المحيط الاقليمي إعادتها بعد 2003، ولو لا ان بادر القاضي منير حداد.. نائب رئيس المحكمة الجنائية، حينها، في ليلة واحدة، الى تحقيق ما يتطلب اكثر من شهر في الزمان، بطاقة مائة قاضٍ؛ لإعدام صدام؛ لفلت قانونيا او تهريبا، وصارت دولة المالكي مسخرة، وعاد “القائد الضرورة” يحارب العراق من داخل نيويورك، بجيوش دول الجوار، بعد ان ظل خمسة وثلاثين عاما، يقاتل الجيران، بالعراقيين.
انفلت زمام الامور خلال 2007 الى حد قالت الناس “لو ان صداما حي لنصبه الامريكان رئسا مرة اخرى” وتخيلوا الذئب الجريح ماذا يفعل!
في الوقت الذي يستطيع القاضي حداد، محاباة المرحلة الراهنة، باخطائها الجسيمة، فيتنفع منها، راح يعريها معارضا من الداخل مثلما عارض الطاغية، من داخل معتقلاته.
“من له جد كجدي في الورى”.
من كان ذا موقف بقوة منير حداد؛ سيكون من حقه محاسبته، ثم يحاسبه علا مَ؟ على المعتقلات التي فطم فيها رضيعا؟ أم تأسيسه المحكمة الاتحادية؟ ام اعدامه صداما خلال ليلة واحدة، اختزل فيها جهد اشهر تبذله جوقة قضاة.
قي تلك الليلة، اسقط بيد المالكي، ولم يكن بمستطاعه فعل شيء لايقاف الوقت النازف، وعند شروق الشمس سيمنع المجتمع الدولي اعدام صدام، قبل ان تهربه شركة امنية وطدت العزم على ذلك وتقاضت العربون.
يصف المقربون.. ايضا، وقفة المالكي عند باب داره في المنطقة الخضراء.. حائرا لا يعرف ماذا يفعل، والجميع يماطل ويسوف ويدعي التعقل بطلب التريث، وابو اسراء يستعر، حتى جاءه منير قشة تمسك بها من الغرق؛ فانقذته فعلا.
ما يجعلنا نتساءل: “هل جزاء الاحسان الا الاحسان” حسب الاية القرآنية الكريمة، فيجيب الشاعر: “من يصنع المعروف،في غير اهله، يلاقي كما لاقى مجير ام عامر” وحداد أجار المالكي في تلك الليلة التي ظن لن يطلع لها صباح.
بماذا جازاه المالكي؟ غير التنكر لفضله تنصلا من الثواب، بل العقاب.. عاقب من انجز له مهمة ادخلته التاريخ، في توقيت كانت الدولة ستلفظه خارج الحكومة، خلاله.
وها هو بلا حماية، مطرودا من المنطقة الخضراء الى فلوات حمر.. لا نهائية، مكشوفا لمن يريد الثأر لصدام؛ بدليل العمود الذي نشره موقع “البصرة.. لسان حال البعثية” بعنوان “المجرم القاضي منير حداد مستقبل مظلم”.
وضع رئيس الوزراء جهده، من حيث يدري و لا يدري بخدمة روح الثأر البعثي من حداد، الذي لم ينهار لخذلانه من قبل الحكومة، التي لم تثمن بطولته، انما نكلت به، في موقف غرائبي لا يعلمه الا الله والراسفون في اغلال السلطة الحاكمة الان.
فالمستقبل الان طوع ارادة حداد، كأنه يسيره كما يشاء، ممسكا لجام توالي الاحداث تتابعا، فالمستقبل المظلم، بات رهينا باعوان صدام، الذين اخترقونا، لما ارتكبوه من مظالم بحق العراقيين، منذ الثامن من شباط 1963 الى ان وضع الظلم اوزاره بسقوطهم في 9 نيسان 2003.
القاضي منير حداد يعيش الان بجهده الشخصي، كمحامٍ من دون انحياز في الموقف لا للسياسة نفسها ولا لتمفصلاتها، انما يعمل بتفاؤل بعد ان اتخذه العراقيون رمزا وطنيا حقق العدالة اقتصاصا منه لشهداء سراديب الامن وغرف التعذيب، والنظلومين الذين سيقوا لحربي ايران والكويت وما تلاها، وما يحيق القدر السيء الا بأهله.. البعثية المتمسكين بقضية عبرتها المرحلة.. الا تتجددون يا “عتك”.
يظل القاضي منير حداد بطل قومي ثأر لامهات قتلى الحربين وما سبقتهما وما تلتهما من اعدامات جعلت دولاب الدم دائرا، حتى هذه اللحظة في العراق.
لذا مستقبله نير و”تاليتكم سودة” يا بعثيين عفى الزمن على جرائمكم وتعفنتم، عاجزين عن ارواء شهوة الدم المستعرة في ضمائركم، يشارككم، في تلك النهاية، المتهافتون على سلطة زهد بها حداد، واستمتم عليها بطشا بمن ينافسكم، منذ جار “الحرس القومي” على الشعب.
منير حداد وطني بالدلائل الشاخصة على صفحة التاريخ، وهو يظهر من الفضائيات، لاعنا فساد الحكومة وغياب الخدمات وانشغال الساسة بالمال دون الشعب.
فمن له تاريخ متواصل الحلقات المشرفة كمثله!؟ إذن لا تلعنوا رجلا يتحدث بانصاف عن حق السنة والشيعة بعزة وطنية على حد سواء، مناهضة اية محاولة لإمالة دفة السفية، جهة هذا دون ذاك.. انه واقعي منصف فاتبعوه، ولنؤسس لوطن عزيز.

أحدث المقالات