23 ديسمبر، 2024 4:04 ص

لولا تكنلوجيا الغرب لهلك العرب

لولا تكنلوجيا الغرب لهلك العرب

ما أحلى حرية التعبير وما أحلى التطور العلمي الذي يشهده العالم وخاصة اوروبا وامريكا واليابان وبقية الدول المتطورة والمتقدمة علميا وتكنلوجيا, حقا نحن مدينون لهم بأشياء كثيرة وكبيرة وذلك بفضل اختراعاتهم واكتشافاتهم العلمية لخدمة هذا العالم الفسيح, لقد جعلونا نكتب وندلي بآرائنا ونحن جالسون في بيوتنا والدليل عما اكتبه انا اليوم وتقرؤه انتم وملايين الناس دون رقيب وخوف او حذف وشطب من تبعيات ما أكتب. منذ القدم والكاتب يبحث عن ملاذ امن لكتابة افكاره بدون رقيب او محاسبة حتى بدا يكتب في الخفاء وتوزع على شكل منشورات او على الجدران واسموه الجدار الحر آنذاك, وكانت هذه الكتابات تكتب او تلصق على الجدران في ليل داكن محفوف بالمخاطر خوفا من المراقبة وانتقام السلطات الذين لا يتقبلوا اي نقد مهما كان لانهم يتخيلوا انفسهم ملائكة منزلين من السماء ومعصومين من الاخطاء لهذا ينفون اي معارض او مثقف يدلي بأي كلمة صادقة وحيث كنا في الماضي القريب نكتب لكن مع الاسف تذهب هواء في شبك وكانت اكثر كتاباتنا ان لم تلاقي النشر يصيبها الاهمال وتحفظ على رفوف المكتبات لتأكلها الاتربة ويمحوها الزمن في سلة المهملات علما انها تصب لخدمة الصالح العام ورغم محاولاتنا العديدة والصعبة المحفوفة بالمخاطر لنشر كل ما هو ناقد وبناء لتصحيح مسار حكوماتنا المستبدة المتمسكة بالكرسي لكن دون جدوى والشاهد على ذلك السجون والمعتقلات والمقابر التي سيقوا اليها وعوقبوا ليغتالوا كلمتهم الصادقة في مهدها, ولان معظم الصحف والمجلات والكتب والاذاعة والتلفزيون وكافة وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمسارح الاهلية والحكومية هي ملك للدولة او بالأحرى لحكامها الدكتاتورين المستبدين بقراراتهم الجائرة بحيث اذا وافقوا على نشر اي مقالة يجب ان تكون بشروط” صعبة وقاسية اولها وآخرها ان تكون مادحا او بصحيح العبارة متملقا لهم ولطغيانهم وبطشهم. ولو نقارن بين الغرب والعرب لوجدنا انفسنا كما نقارن بين الخطأ والصواب او الخير والشر, وهناك فرق شاسع وبعيد جدا كبعد السماء عن الارض لا نستطيع ان نصل اليه ابداً الا اذا اصلحنا أنفسنا المرهقة والمتقهقرة المتمثلة بالديمقراطية وحرية الرأي وثقافة الشعوب و تكنولوجية المعلومات وبناء المجتمعات المدنية والعمرانية والعلمية واحترام الديانات المتعددة , وعزل الدين عن السياسة , ونبذ التفرقة والطائفية المقيتة واحترام الانسان والسعي لبناء منظمات تعنى بحقوق الانسان وحتى الحيوان كل هذا يصب في خدمة البشرية,

ان استطعنا تنفيذ تلك الامور فنحن سوف نصل الى اعلى سلم المجد. لنتساوى مع الانسان الاوربي والامريكي المتطور الذي يعتبر اثمن شيء في الوجود وهذا من حقهم الطبيعي للحفاظ على ابنائهم وجعلهم قدوه نقتدي بهم وكلنا نعرف حادثة الطائرة الامريكية في قضية اللوكربي ماذا فعلت امريكا .سنوات من البحث والتحقيق المضنى والدؤوب لتقصي الحقائق وبدون ان يكلوا او يملوا وعند معرفة خيط رفيع قامت بالطرق الدبلوماسية بفرض عقوبات على الدولة المشكوك بها عن طريق مجلس الامن واخيرا وبعد جهد جهيد اعترفت الدولة الجانية بجريمتها وباشرت بتعويض المتضررين بأموال طائلة استنزفت خزينتها وقدمت اعتذارا رسميا لذوي الضحايا وتنازلات لم نتوقعها من هذه الدولة التي طالما انكرت هذه الجريمة طيلة هذه الفترة الطويلة انكارا قطعيا جعلتنا نصدق ماقالته ونستنكر ما كانت تقوم به امريكا ومجلس الامن من تحقيق عميق حتى انكشف المستور وظهر الحق, السنا اصحاب المثل القائل ما ضاع حق ورائه مطالب, طبعا هذا المعلن وما خفي كان اعظم من الجرائم المدفونة والغير معلنه لأنه حسب اعتقادي ان اكثر الضحايا ارواح عربية رخيصة ولا يوجد ورائها مطالب . وانا بدوري احيي الولايات المتحدة الامريكية بكشف الحقيقة واحترامها لمواطنيها بأخذ حقهم حتى ولو بعد حين لترتاح ارواحهم البريئة التي قتلت بغير ذنب وجعل المعتدين الارهابين عبرة لمن اعتبر لباقي الدول المشجعة للإرهاب وانا بدوري اقدم اعتذاري للضحايا بصفتي عربي خجول بما اقترفوه ابناء جلدتي من ذنب ولجهلنا بالحقيقة من خلال اعلامنا الذي يقلب الحقائق والموازين ويجعلنا نصدق ما يقال من اكاذيب يندى لها الجبين, وعلى حكوماتنا العربية المشهورة بالاغتيالات والدسائس المبيتة والاكاذيب الرخيصة ووسائل اعلامهم المشينة ان يقدموا اعتذارهم وتعويض كل ضحايا العالم بصورة عامة والعرب بصورة خاصة وذلك لعدة اسباب اهمها لإيهامنا بقلب الحقائق وتصديقنا اكاذيبهم , وآخرها احراجنا امام المجتمع الدولي وتشويه صورتنا وان هذا الاعتذار والتعويض لا يساوي قطرة دم بريئة سقطت من غير ذنب الا ان الاعتراف بالذنب فضيلة, وهذا اضعف الايمان .ولو اتجهنا لتقييم انساننا العربي لوجدناه ومع شديد الاسف ارخص شيء في العالم حتى ولو كان ضحية عمل ما واراد المساعدة من حكومته فلا يجد منجد او مجيب ولا من ناصر او مغيث, وهذا يذكرنا بالسفينة التي كانت تحمل لاجئين عراقيين متوجهين الى استرالية عسى ان يجدوا ارض تأويهم وقوانين تحميهم من هول ما عانوا في بلدهم ,الا ان القدر كان بانتظارهم حيث وقعوا بأيدي قراصنة التهريب الذين لا يهمهم سوى جمع المال باي صورة كانت وكانوا هؤلاء الاوباش يعلمون علم اليقين بان سفينتهم المتآكلة والمنتهية صلاحيتها لاتتحمل هذا الكم الهائل من البشر ومتوقعين بانها سوف تغرق بمنتصف البحر,ومتأكدين ان العراقين او العرب بشر من الدرجة الثالثة او الاخيرة وليسوا لديهم دولة قانون تحميهم وتحقق بالحادثة وتطالب بمقاضاتهم كما تفعل باقي الدول المتقدمة الحريصة على مواطنيها, وكانوا على صواب حين وقعت الواقعة, ان احداثها اغرب من سفينة التايتانيك حيث ان لكل غريق قصة عذاب طويلة وحلم تحقيق الوصول لمبتغاهم الا ان المنية كانت في انتظارهم والذي اسعفه حظه بالنجاة وهم القلة الباقية اصبحت تؤرقهم ذكريات مؤلمة بما شاهدوه بتلك الليلة القاسية التي اغرقت اعز اهلهم واصدقائهم امام اعينهم وليس لهم لاحول ولا قوة لإنقاذهم ان مأساتهم تفطر القلوب المتحجرة , وعند سماع العالم نبأ ما حدث ارتعد من الفاجعة المؤلمة وحزن وطالب بمعاقبة الجناة, الا ان جريدة بابل العراقية السيئة الصيت التي يشرف عليها نجل الرئيس العراقي المقبور حينها نشرت خبرا صغيرا وخاطفا واليكم نص الخبر( بأن عراقيين مرتدين وعددهم اربعمائة او اكثر قد غرقوا ولقوا حتفهم جميعا ) والمقصود بالمرتدين اي الكفار وكان المفروض منهم التحقق في الموضوع وتطالب بمحاكمة الجناة وتنشر نعي لأرواح ضحايانا الطاهرة وتحث الحكومة لتقصي الحقائق ومعرفة الاسباب ومعاقبة الجنات,

الا انها بادرت بنعتهم متمنية لهم جهنم وبئس المصير لتذهب ارواحهم سدى بدون مطالب وقد ضاعت حقوقهم وانطمست جثثهم البريئة في اعماق البحار وطبعا هذا الكلام موثق والادهى من ذلك منشور في صفحة الطرائف والتسالي للجريدة المشؤمة ما هذا الاستهزاء والتشمت ايوجد ارخص من انساننا العراقي العربي علما انهم ليسوا معارضين او ارهابين ومعظمهم من النساء والاطفال والشيوخ الهاربين من جحيم دكتاتورية حاكمهم واعوانه وازلامه , انهم كانوا يبحثون عن حياة افضل لمستقبل اولادهم خوفا من زجهم بحروب هم في غنى عنها. وان هذه الحادثة واحدة من بين آلاف الحوادث التي تحدث سنويا للعراقيين سواء” خارج او داخل العراق وتغلق التحقيقات بسرية تامه وكأن شيء” لم يكن, ولو نؤرخ ما اصاب العراقيين من قهر وظلم وقتل ونفي وتعسف واضطهاد لضمت الف مجلد او اكثر ولكانت تضاهي كل قصص العالم الخيالية التي تفوق الوصف , والله اعلم ماذا يحدث لباقي الدول العربية المغلوبة على امرها من مآسي وحوادث لم تكشف لحد الان وذلك لان حكامهم الدمويون متربعين وجاثمين على انفاسهم وحين يسقطوا ينكشف المستور وتبان فضائحهم واعمالهم المقيتة والمميتة والمقززة مثل ما حدث مؤخرا بالعراق وبانت فضائح الصداميون البعثيون ,وهذا ما كان من امر الشعوب العربية اما اذا اصاب مكروه اي اوربي او امريكي سواء” كان معتدي او معتدى عليه وهنا تكمن المقارنة والتقييم حيث ان دولتهم تقوم قيامتها وتدخل انذارا مشددا وكأنها تعد حربا ضروسا على تلك الدولة التي اوقفته او سجنته فتراهم يستنزفون كل طاقاتهم ويقلبون الدنيا ولم يقعدوها بالمفاوضات والتظاهرات والاستنكارات لتحويل الرأي العام الدولي معهم حتى لو يتطلب الامر فرض حصار او محاربة تلك الدولة في سبيل انقاذ مواطنهم الغالي الذي لا يقدر بثمن واطلاق سراحه فوراً وبهذا يكون المواطن الاوربي والامريكي يفاخر ببلده ويتفانى بالدفاع عنه في كافة المجالات. تذكرون ماذا فعلت اسرائيل حينما اطلقت سراح ثلاثة الاف فلسطيني وكانوا هؤلاء اشد خطرا عليها فخاطرت بأمنها مقابل ثلاثة إسرائيليين اسرى, يعني مواطنها يساوي الف عربي وبهذا كسبت الرأي العام الدولي ليطلقوا عليها اسم الدولة المسالمة التي تبحث عن السلام , وبنفس الوقت حقرت العرب ونعتتهم بالإرهابين وكأنما تقول لهم تستطيعون ان تفعلوا مثل ما فعلت اذا كنتم مسالمين وتطلبون السلام, وانا بدوري اتحدى اي دولة عربية ان تحذوا حذوها وتطلق سراح اسير واحد مقابل واحد بالمئة من التي اطلقت اسرائيل سراحهم. وذلك لان حكامنا لا يبالوا بالإنسان العربي حتى ولو يضحوا بتدمير مدينة او دولة كامله باهلها كما فعلوا بالأسير الاسرائيلي المسمى جلعاد شاليط عندما وقع بالأسر فقامت اسرائيل لتصب حمم غضبها على اهلنا في فلسطين وعملت المستحيل لإطلاق سراحه وقد قدمنا خسائر جسيمة بالأرواح والمعدات وتخريب البنى التحتية كل هذه التضحيات من اجل اسير وقد قايضته اسرائيل ب( 1027)

سجين فلسطيني. الله ما اثمن هذا الاسير وما ارخص ارواحنا نحن العرب وكل هذا وذاك نعتبر انفسنا انتصرنا وسحقنا عدونا ,وفي مكان آخر وانتصار هزيل في لبنان اسرنا جنديين إسرائيليين على الحدود , واليكم المعادلة الصعبة, اكثر من الف وخمسمائة شهيد ومئات المعوقين وخسائر جسيمة في تخريب الجسور والبنى السكنية وتدمير الكهرباء والماء وتعطيل العمل والمدارس ولجوء باقي من سلم الى دول الجوار حيث اصبحوا يعيشون بدون مأوى مشردين لتحل عليهم الصدقة ,هذا بالنسبة للتدمير اما اعادة بناء ما دمرته الحرب فيتطلب زمن طويل ومليارات الدولارات لإعادة ما خرب ودمر, باله من انتصار هزيل نضحك به على انفسنا. ولو استعملنا الحكمة المتمثلة بالعلم لا بالجهل وبالتفاوض لا بالحرب و بالصبر لا بالتسرع واخذ القرارات الناقصة, لما وصلنا الى ما نحن عليه الان, ان حكامنا العرب زرعوا في عقولنا اعداء وهميين نتخيلهم عدونا الاول متمثلة بالإمبريالية الاميركية والعدو الصهيوني والاستعمار البريطاني والفرنسي والايطالي وذكريات الحرب العالمية الاولى والثانية والخوف من وعد بلفور وخطط نابليون وانتقام هتلر اذا عاد الينا, لقد غسلوا عقولنا واوهمونا بهذه التسميات المسمومة ليترسخ فينا العنف والارهاب والحقد وكره الحياة وذلك بولادة انتحاريين يحملون حجج واهية وبعيدة المنال واقرب الى الخيال لينسفونا ويرجعونا الى الوراء متناسين بان العالم ترك الحروب ليغزونا بالتطور والتكنلوجية الحديثة المفيدة التي يقدموها الينا ولا نتخلى عنها حتى ولو انزلت آية من السماء بها وها هي صناعاتهم تملئ اسواقنا وبيوتنا وشوارعنا ومدارسنا واعمالنا منذ عصر النهضة والى يومنا هذا وقد بدأنا نشكك في انفسنا. بحيث اغلب الجلسات والندوات في مجتمعنا العربي تتوارد هذه المفردات البائسة واليائسة المتمثلة, بالخيانة, غدر, قتل , استعمار, عدو, صهيوني, مؤامرات ,احتلال, تحرير, استقلال انقلاب , دسائس, وما شابه ذلك من كلام خاطئ وواطي ومبني على الظنون والشكوك والاثم لا يغني ولا يفيد بل يولد الكراهية لدينا بحيث نخاف من دول الجوار وبنفس الوقت دول الجوار تخافنا, كيف لا تخاف ونحن حاربنا كل من يحيط بنا لقد حاربنا ايران والكويت والسعودية والحرب الباردة على سوريا هذا كله في زمن النظام المقبور ولو امد الله في حكمهم لكنا الان نحارب تركيا والاردن وحتى السماء كل هذا لا لشيء سوى زرع الرعب والخوف وعداوات الشعوب في نفوسنا وعقولنا ولا نعرف سوى لغة الحروب وننسى العلم والتكنلوجية والتطور والتسامح لقد جعلونا اشرارا بحيث ننظر للعالم نظرة رعب وخوف مصحوبة بالحقد لنتخيل العالم كله ضدنا وطامع في ارضنا وخيراتنا, وبنفس الوقت نتخيل انفسنا كيف كنا اسياد العالم تاركين المستقبل والتطور ومتمسكين بأضغاث احلامنا وذكريات ماضينا التي لم نصحوا منها لحد الان كيف كنا نغزوا العالم عفوا نحرر العالم بتسميات الفتوحات الاسلامية وحضاراتنا القديمة التي اكل الدهر عليها وشرب , ولو نستعرض ماذا عملنا للعالم من فائدة وعلم ملموس نتباهى ونمني العالم به؟ هل اخترعنا السيارة والطيارة والقطار والكهرباء والتلفزيون والمذياع والهاتف الارضي والنقال والكمبيوتر والانترنيت والكاميرات الفوتوغرافية والسينمائية والمصابيح التي تنير شوارعنا وبيوتنا والمكيفات التي تحمينا من لهيب الصيف هل بنينا مصنعا بيد عربية مائة بالمائة ولو استمريت بتعداد الاختراعات والاكتشافات التي صنعها الغرب لنا لما انتهيت منها .اخي العربي لنكون اكثر واشد صراحة اجلس في بيتك وانظر بما حولك وبكل شيء يحيط بك من صناعات وتطور اذا وجدت اختراعا او صناعة “عربية خالصة لم تتدخل ايادي اجنبية في صناعاتها واكتشافها بأدواتها الخام من بدايتها الى نهايتها فلم تجد اطلاقا وسوف تصطدم بالواقع لتكتشف ثرثرتنا الفارغة وتقليدنا وانتقاداتنا اللاذعة والتافهة النابعة من فراغ كبير وجهل فاحش نراوح في مكاننا ونتقدم به لكن الى الوراء. قف امام المرآة وانظر الى (عقالك) الذي يمثل الشرف العربي انه اما صناعة فرنسية او صينية انظر الى (الغترة او اليشماغ ) او ثوبك (دشداشتك) وملابسك الداخلية كلها ماركات اجنبيه حتى لو كتب عليها صنع في دولة عربية تتفاجئ حينما ترى صناعة المعمل والمواد الخام اجنبية, حتى الخيرات التي في ارضنا فكل الفضل يرجع للغرب ولو لا هم لما كنا نعرف ماذا تخزن باطن ارضنا من كنوز وخيرات كالنفط ومشتقاته والمعادن والفوسفات والكبريت والكيمياويات الاخرى المفيدة للبشرية,

تذكرون الاف الناس الذين كانوا يموتون بالوباء وامراض عديدة وبسيطة احيانا” وليس لنا لاحول ولا قوة سوى نصفق بأيدينا بحسرة والم ونقول لا اعتراض على حكم الله لنجلس نتفرج ولا نحرك ساكن لنترك افة الوباء تفتك بنا كالحصبة والجدري والطاعون والكوليرا والتيفوئيد والتدرن والسل وحتى الأنفلونزا وامراض العصر الحديث كالسكري وارتفاع ضغط الدم والايدز الذي يصيب اكثر الدول فقرا, كثيرة هي الامراض والاكثر منها كسلنا وجهلنا واعتمادنا على خبرات العلماء الغربين ومختبراتهم الكبيرة والمكلفة ماديا والبحوث المضنية وهدر اوقاتهم الثمينة من عمرهم لخدمة البشرية ولاكتشافهم العقاقير المهمة المضادة للأوبئة التي ذكرتها آنفا لصناعة اهم اللقاحات للأمراض المستعصية اعلاه وعقار البنسلين وتبعاته ولولا هذا وذاك لتفاقمت الامراض علينا واصبح شبح الموت لدينا بالجملة يلاحقنا اينما كنا, باختصار ومع شديد الاسف وللحقيقة المرة وللأمانة التاريخية نحن لا نجيد اي صناعة سوى صناعة الفخار الطيني والخوص والحصران والمكانس التي تصنع من سعف النخيل انها فعلا صناعتنا الاصيلة الخالصة مائة بالمائة التي تركها لنا اجدادنا ولو انها في طريقها للزوال حيث قامت الصين في الآونة الاخيرة تنافس صناعتنا البالية ,فلا تلومونني اذا قلت لكم باننا شعوب اتكالية وانتهازية واستهلاكية لا خير فينا نأكل اكثر مما ننتج ومعتمدون على ما نستورده من الخارج ونتأثر بأي حدث سياسي ضدنا كالحصار الاقتصادي والتجاري الذي فرض علينا عندما غزونا دولة الكويت بحيث اوقفت جميع معاملنا وشلت حركتنا المعيشية وانهالت الامراض علينا لشحة الادوية المستوردة مما ادى الى موت آلاف الاطفال والنساء والشيوخ رغم اننا اغنى دولة في العالم من حيث الموارد التي نملكها كلها لا تفيد ولا تنفع لكوننا استهلاكيين معتمدين على خبرات اجنبية لقد كشفنا وبانت حقيقتنا الزائفة فنحن لا نستطيع العيش بدون اكتشافاتهم واختراعاتهم وعلومهم لذا نحن مدينون للغرب بحياتنا وبكل ما نملك من اشياء ثمينة ويجب ان نحترمهم وندعو لهم في صلاتنا وصومنا وحجيجنا ان يحفظهم الله من كل سوء لانه من علمني حرفا ملكني عبدا وها هي صناعاتهم تغزو بيوتنا ومصانعنا وشوارعنا وحتى ملذاتنا الممتعة وانا اقف لكل العلماء مهما كانت جنسياتهم اجلالا واحتراما واقبل اياديهم المباركة بما قدموه لنا من خدمات قيمة لاتزال خالدة تواكب عصرنا الحديث في جميع المجالات العلمية والطبية. لكن مع الاسف انظروا كيف قابلنا صناعاتهم واكتشافاتهم واختراعاتهم بخبث وانانية ونكران للجميل بالتدمير والتفجير. والان نستعرض ما صنعوا لنا وماعملنا لهم ,الغرب صنعوا السيارات لخدمة البشرية ونحن فخخنا هذه السيارات لتدمير البشرية هم صنعوا لنا الكمبيوتر والانترنيت لتثقيفنا وجعل هذا العالم الفسيح قرية صغيرة الا اننا استخدمنا هذا الاختراع العظيم لنشر الارهاب بالتهديد والوعيد ونشر الافلام التي تحتوي على الرعب والقتل الذي تفننوا به وذلك بالذبح او الرمي بالرصاص او الحرق والتفجير واستعراض العضلات بالأعمال الارهابية التي يقومون بها الارهابيون وفي كل ارجاء العالم الذين يدعون الاسلام والذي يحسبوه السذج من العرب انه جهاد ولو بقينا على ثقافات القاعدة والسلفية والتكفيريين والاخوان والدواعش وباقي الاحزاب المتعددة الاتجاهات الدينية المتعصبة والمتشددة بعناوين رنانة والذين يتشدقون بستار الدين ويفسرون الآيات حيثما يشاؤون وباقي الاحزاب البعثية الرجعية المتخوفة من التطور ومؤيديهم الجهلة لكان كل واحد منا في قمة التخلف والانحطاط بحيث نبدل تكنولوجية العالم المتحضر ونرجع للعصور المظلمة لنقتني بعيرا او بغلة للتنقل البطيء ونسكن بيوت الطين ونجلب الماء من الساقية وندفئ انفسنا بالحطب والدخان ونعتمد في عملنا ومصادر عيشنا على الغزوات والسرقات لجمع الغنائم والجواري والعبيد ولولا التلفزيون والسينما والانترنيت لكنا في المقاهي تملؤ افواهنا الغيبة والنميمة والقيل والقال والمشاجرات والفتوات لقبض الإتاوات من الضعفاء. وعلى الدنيا ولإسلام السلام .يجب ان نعترف بأخطائنا ونعتذر لعلمائنا مهما كانت جنسياتهم او دياناتهم سواء” من المسيحيين او اليهود وحتى البوذيين او اي ديانات اخرى ما داموا يقدموا للبشرية خدمة عظيمة وجليلة وانتم تعرفون بان الذي يدخل الجنة بثلاث عن قول رسولنا الكريم (ص):صدقة جارية وولد يدعو له وعلم ينتفع الناس به. وهنا اشدد على العلم لان الاسلام دائما يركز عليه كما يقولون بان العلم نور والجهل ظلام واطلب العلم ولو كان في الصين واطلب العلم من المهدي الى اللحدي , وآيات قرآنية واحاديث نبوية شريفة وامثال كثيرة لامجال لذكرها الان كلها تتكلم عن العلم وفائدة البشرية ونبذ الجهل لان العمل والعلم واحد كلاهما عبادة .ويجب علينا الا تأخذنا بالحق لومة لائم ما دمنا ننطق بالحق لان الساكت عن الحق شيطان اخرس يجب علينا ان نتحرر من الخوف ونتسلح بالعلم , وننتقد حكوماتنا اذا كانت على خطأ مهما كانت العواقب, ونحافظ على مبادئنا, ونعطف على صغيرنا ونحترم كبيرنا, ونجعل التسامح طريقنا, ونرمي ورائنا الحقد والضغينة والشك , ونزرع في طريقنا الامل ونجعل العلم سلاحنا ونرفع شعار لا للحروب والقتل والنهب والسلب بل للعلم والتقدم والازدهار لكي نتساوى بالدول المتقدمة ونكون شعبا محترما تتمنى اي دولة متقدمة ان ندخل اراضيها وبدون تأشيرة سفر وهم بالمقابل نستضيفهم ليدخلوا اراضينا بسلام دون خوف من الارهابين او رجال الدين المتعصبين والمتشددين الذين شوهوا سمعة بلدنا ودمروا سياحتنا التي تدر علينا بعائدات كبيرة وبالعملة الصعبة يجب ان نكون عيون ساهرة لخدمة وطننا ونبذ ومعاقبة كل مخرب او ارهابي يعبث بارضنا فسادا .اذا طبقنا هذا كله فان السماوات السبع سوف تفتح ابوابها لنا ليعم الخير وتنزاح كل الغمائم عنا لنرتقي مع الدول المتقدمة. واخيرا وليس آخرا عندي ملاحظة هامة استحلفكم بالله هل تستطيع اي دولة عربية تفتقر للديمقراطية وحرية الرأي ان تنشر هذا المقال في جريدة يومية او مجلة اسبوعية طبعا لا والف لا, ماعدى العراق الجديد الذي ينعم بذلك ويخطوا خطوات واثقة تسودها الديمقراطية وحرية الرأي وتعدد الاحزاب ولو ان بعض العثرات والمنغصات موجودة من قبل الرجعيين مما تبقوا من النظام المنحرف البائد كالبعثيين الصداميين والارهابيين المتمثلين بالقاعدة والتكفيريين والدواعش المجرمين المتخلفين الذين لا يحبون التطور وهم قلائل ومزبلة التاريخ في انتظارهم مما اقترفوه بحق شعبنا لايقاف مسيرتنا وصحوتنا. وأخيرا لابد ان اذكر الفاسدين الذين اضاعوا ثروات البلد على ملذاتهم وكلنا ثقة بالتحول المدني الذي سيطرأ على العراق لبناء دولة مدنية خالية من الطائفية والتفرقة العنصرية على اساس مذهبي واثني ولابد يأتي اليوم الذي نعزل فيه الدين عن السياسة فأن الدين لله والوطن للجميع تمنياتي لكل العرب ان يتحرروا من حكامهم الدكتاتوريون المستبدون الطغاة, ليطووا صفحة الماضي السحيق ويعيشوا احرارا في ظل الديمقراطية التي تسود العالم الحر. وشكرا للاختراع العظيم المتمثل بالأنترنيت الذي اوصل كتاباتي اليكم كاملة وبدون مقص الرقيب ,وتقبلوا مني فائق شكري واحترامي لكل قارئ هذا المقال وارجو ان يكون النقد حضاري وعلمي لنصحح اخطائنا وبهذا نكون قد عبرنا الى بر الامان مع تحياتي لكم وخالص احترامي وحبي والله ولي التوفيق .