حقيقة لابد أن تقال؛ ولا يختلف عليها اثنان, وإن اختلفت توجهاتهم “لولا السيستاني لهلك العراق”, حيث أقترنا معاً السيستاني والعراق.
طيلت عشرون عاماً (1994_2014), مرت الحوزة العلمية بالنجف الاشرف بعدة مراحل, أهمها, التنافسية حتى واجهة تداعيات خطيرة أدت الى الصاق تهم غير مبررة فيها, كما تعرضت لتحديات مهمة أبرزها؛ الاحداث الامنية والسياسية, التي مرت فيها البلاد أبان العقد الفائت, الا أن ذلك لم ثني القائمين عليها, ولن يوقف عطائها الهادر, ما جعل المرجعية العليا تمسك بزمام المبادرة, وتعيد المياه لمجاريها.
وإن حوزة النجف الاشرف العلمية؛ تعرضت لتغييب قسري لاسيما ما بين عامي (1980_ 2003) ما جعل الاضواء تتجه نحو “مدينة قم” ما يزيد على عقدين, لتصبح الأخيرة قبلة للتشيع, ثم يعود وهج النجف الاشرف وحوزتها يسطع من جديد حتى اضحى “شارع الرسول” قبلة للعالم, وليس التشيع فحسب, بفضل المواقف العقلانية والمتأنية لمعالجة أزمات البلاد المتكررة, خاصة ما بعد عام 2003.
اما بعد تعرض العراق لتمدد العصابات الارهابية صيف 2014, فقد بات الجميع على المحك, أي معادلة البقاء من عدمه, بمعنى وجود مخطط لطمس الهوية الدينية والوطنية والعرقية لشعب يمتد في عمق التاريخ لستة ألاف سنة, أريد له أن تمحى كل ملامحه, ليتحول الى مجتمع متخلف يحكمه طالبان بمختلف الجنسيات ذات المعتقدات السلفية, ليفسد بالحرث والنسل, كما فُعل بسكان الموصل وغيرها.
حيث لابد من الاعتراف؛ ونحن نقف على عَتبة التاريخ, إن ما تعرض له العراق كان منهج أبادة لكل المعالم, وهلاك للعقل الإنساني, لولا قيادة ودراية السيد السيستاني “أدام الله وجوده”.