18 ديسمبر، 2024 11:01 م

لولا الحشد لكنا رمادا

لولا الحشد لكنا رمادا

النار التي اوقودها ماكانت لتكون بردا وسلاما على العراق لو أن الوهن استمر ، والقلوب الضعيفة واصلت ارتجافها من صيحات شراذم الوحوش الداعشية . كانت ستجتاح البلاد من اولها حتى اخرها ، وكان الذين رقصوا حولها فرحا سيواصلون سكب الزيت على كل بقعة تقترب منها لكي لايبقى الا الرماد والرماد فقط .
نار حامية عنيفة تحمل قوة سعيرالحقد المتجذر في النفوس المصابة بسعار الطائفية ، كلما اكلت مدينة صاحت هل من مزيد ، وكلما احرقت اخضر بحثت عن اخضر جديد ، وكان زحفها موجه من خلال عقول تبرع في صناعة الخراب .
كانت جهنما مبكرة ارسلوها الينا ، لكن حشود التصدي هبت نحوها متوحدة تحت راية حشد واحد هو (حشد الحياة) ليحيطها بجدار الرجولة الذي منع انتشارها ، ثم ليندفع نحو بقعها فيطفؤها بسيول من امطار الغضب الذي احالها هي الى رماد .
حشد الحياة هذا جاء في لحظة كانت السنة داعش تتكاثر وتشعب وتسلك الطرقات المعلنة والخفية لكي تتسلل الى مدننا وتبتلعها الواحدة بعد الاخرى ، فصد تلك الالسنة وجعلها تندفن برمال الصحاري وتراب البراري وجعل مشعليها يحترقون بنار هزيمتهم الابدية ويذهبون الى مزابل النسيان .