23 ديسمبر، 2024 2:01 م

لوزان ..انتكاسة لمن ؟!

لوزان ..انتكاسة لمن ؟!

الخميس الثاني من نيسان 2015 تأ ريخ يسجل للمفاوض الايراني ولسياسة النفس الطويل التي امتازت بها الجمهورية الاسلامية الايرانية على مدى العقود من الزمن ،فبعد اثني عشر عاما من الحصار الدولي الذي فرضته الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون لغرض اجبار طهران على الرضوخ للهيمنة الاميركية والتوقف عن الانشطة النووية ..وبعد مئات الجولات التفاوضية بين ايران ومجموعة (1+5) اجاد مبتكرو لعبة الشطرنج اللعبة واستثمر حاكة السجاد صبرهم الطويل فخرجوا بتسجيل اروع انتصار على هيمنة قوى الاستكبار العالمي وكسروا شوكتها .الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي وصلوا الى نهاية الطريق وحفظا لماء وجوههم وافقت ايران على تخفيض نسبة تخصيب اليورانيوم واستمرار مراقبة البرنامج النووي لمدة عشر سنوات ،وهذان الشرطان لا يعرقلان البرنامج وليس لهما تأثير بارز على استمرار التكنولوجيا الايرانية في ابحاثها المتقدمة في جميع المجالات وخاصة المجال النووي .كانت الولايات المتحدة وشركاؤها قد جربت جميع انواع التهديد والتحذير والتخويف مع ايران واصعبها فرض الحصار على ايران وخاصة في مجال التسليح والتكنولوجيا ،فتحول الحصار الى سلاح مضاد بحيث استطاع الايرانيون الدخول على برمجية الطائرات الاميركية المسيرة التي كانت ترسل لغرض التجسس وجس النبض  وتمكنوا من  انزالها على الاراضي الايرانية ،فضلا عن وصول ايران الى مرحلة الاكتفاء في المنتجات الزراعية والصناعية وتمتعها باقتصاد متين وسياسة ثابتة واستقرار امني .اكثر من ذلك تمكنها من انتاج غواصات وطائرات مسيرة ، وجميع انواع الاسلحة المتطورة ..وآخرها اطلاق مركبة فضائية ايرانية تحمل قردا ،كل ذلك بجهود وطاقات ايرانية بحتة.ولما كانت الولايات المتحدة وشركاؤها يعلمون علم اليقين ان توجيه ضربة عسكرية الى ايران سيقضي على جميع مصالح اميركا في الشرق الاوسط ،وسيمحو اسرائيل ودول الخليج من الوجود ،  لذا لم تجد الادارة الاميركية بدا من التوقيع على الاتفاق واعتباره نافذا  اعتبارا من نهاية شهر  حزيران .الرئيس روحاني هنأ الشعب الايراني بهذا الانتصار ،والرئيس اوباما افتخر بانه منع وقوع حرب غير معروفة النتائج ،والاتحاد الاوربي افتخر بانه شارك في نزع فتيل حرب كارثية ،واسرائيل اعتبرت الاتفاق بداية نهايتها ،والدول العربية اعتبرته انتكاسة لجهودها الرامية الى اضعاف ايران ،وحلف السعودية الجديد هرعوا لاوباما لائذين مستجرين مطالبين بالمزيد من التطمينات.