19 ديسمبر، 2024 6:17 ص

لورنس العرب الجديد ( قاسم سليماني ) ما خلّه مجزرة للعراقيين ما لطم بيها !؟؟

لورنس العرب الجديد ( قاسم سليماني ) ما خلّه مجزرة للعراقيين ما لطم بيها !؟؟

من منا لم يقرأ عن لورنس العرب أبان الثورة العربية التي انطلقت عام 1916 … أي بعد سقوط الدولة العثمانية أو كما كان تسمى في آخر عهدها وقبل سقوطها … بدولة الرجل المريض , إلي طاح وكثرة سكاكينه , حيث استبشر العرب حينها خيراً , ظانين أو متوهمين بأنهم سيحققون حلمهم العربي في استعادة مجدهم التليد بعد سقوط دولة الخلافة الاسلامية والأنهيار الذي لحقه بعد ضياع الأندلس وسقوط آخر معاقل العرب في غرناطه عام 1492.

لكن هذه الفرحة لم تدم طويلاً … أي فرحة وتفاؤل العرب بغدٍ مشرق , فتداعت عليهم دول الأفرنج من كل حدب وصوب وخاصة الأنكليز والفرنسيين وشرعوا على الفور بتقسيم منطقة الشرق الأوسط إلى مناطق نفوذ بين الفرنسيين والإنكليز,  الذي تكلل بوعد بلفور ومعاهدة .. سايكس وبيكو , وضاعت أولاً الأحواز العربية عام 1925  وتبعتها فلسطين عام 1947 … وحتى آخر القصة ونهاية المطاف الذي أوصلنا إلى ما وصلنا إليه  عام 2003 وما تبعه من أحداث تفائل العرب المساكين بربيع عربي مشرق أيضاً سيطيح بالأنظمة الدكتاتورية المستبدة ويأتي بحكومات دم قراطية – ميليشياوية مازالت تتقاتل وتذبح على الهوية والمذهب وعلى الأسم والشكل وطول اللحية وقصر الدشداشة كما هو حاصل في ليبيا أو مصر أو العراق أو اليمن …ووو ألخ !؟؟.

فعام 2011 جاء لنا  بما سمي بــ ” ثورة الربيع العربي “, التي بقدرة قادر قامت بعد احتلال العراق وخروج القوات العسكرية الأمريكية المحاربة منه مباشرة ً ؟؟, واستبدالها بجيوش جرارة لا قبل لنا بها ولا علمَّ لنا بعملها ونشاطها على أرضنا وتراتبنا الوطني المصون !؟؟, تعمل تحت غطاء الشركات الأمنية والحمايات الأمنية للمواقع السيادية في البلد ؟, ناهيك عن  أعداد الموظفين الأمريكان الذين وصلت أعدادهم حسب آخر التقارير إلى أكثر من 16 ألف موظف يعملون في أكبر سفارة أجنبية تبنى في تاريخ العالم والعلاقات الدبلوماسية الغير متعارف عليها على الاطلاق .. كالسفارة الأمريكية في بغداد !؟, و التي تضاهي في مساحتها وبنائها وأسوارها وحمايتها وتأميناتها حتى من القنابل النووية البيت الأبيض نفسه , الذي يمثل رمز السيادة الوطنية لأقوى وأكبر أمبراطورية في عصرنا الحديث !؟.

فبالنسبة للثورة العربية … كما أسلفنا كان يتزعمها شخص بريطاني أسمه ” توماس إدورد لورنس ” ( 16 أغسطس 1888- 19 مايس 1935 ) ضابط بريطاني اشتهر بدوره في مساعدة القوات العربية خلال الثورة العربية عام 1916 ضد الامبراطورية العثمانية عن طريق انخراطه في حياة العرب الثوار والدخول والتعرف على أدق تفاصيل حياتهم وغرف نومهم  , وعرف حينها بلورنس العرب , وقد قال عنه رئيس وزراء بريطانيا العبقري ” ونستن تشرشل ” (( لن يظهر له مثيل مهما كانت الحاجة ماسة له )) !؟؟. والحديث عنه يطول ويطول … لكن هنا سنظرب به مثل وهذا المثل يظرب ويقاس تماماً بشخص ورجل كان في البداية غامض , حيث كنا نسمع عنه ولا نراه يدعى ” قاسم سليماني ” , ولكن الآن ويبدو بعد أن تحقق الحلم الإيراني , بعد أن كانت تهيمن فقط على لبنان وسوريا منذ عام 1982 وحتى أن بسطت هيمنتها بفضل ومساعدة أمريكا والغرب على العراق منذ عام 2003 وألحقت به البحرين والآن اليمن بشكل طبيعي ورسمي وتطمح في الهيمنة على كل دول الخليج وعلى رأسها السعودية التي وصفوا حكامها بالعائلة المنقرضة قبل عدة أيام !؟.

ولكن اليوم  صرنا وأمسينا وأصبحنا بقدرة قادر نرى ونستمع لنصائح وارشادات وخطط   “قاسم سليماني ”  في كل مكان وزمان , فتارة تراه في المنطقة الخضراء يأمر وينهى ويرسم الخطط العسكرية ويدير المعارك عبر الهاتف هنا وهناك , سوى أن تلك التي حدثت في فترة الاحتلال الأمريكي المباشر للعراق على سبيل المثال وليس الحصر ” مجزرة الزركه ” وقبلها ” معركة النجف ” و ” معركتي الفلوجة الأولى والثانية ” أو ” صولة الفرسان في الجنوب ” !؟,  أو تلك التي تجري منذ أكثر من عامين وحتى هذه التي تدور رحاها مع ما يسمى ” داعش ” الآن في غرب وشمال العراق الفدرالي !؟؟ , ناهيك عن مسكه للملفات الأمني والعسكري والطائفي  “السوري واللبناني ”  .. ومن يدري .. ربما غداً أو بعد غد سنراه في صنعاء أو الرياض الله ورسوله والراسخون في اللطم أعلم .

حقيقة الأمر يمكننا أن نطلق على هذا الرجل بدون تحفظ وبكل ثقة وجدارة بأنه ” لورنس العرب الجديد في القرن الواحد والعشرين ” كونه يصول ويجول في العراق شرقاً وغرباً , شمالاً وجنوباً بكل حرية وثقة , وكأنه القائد الأوحد في هذا العراق – الجديد .. جداً , فتارة كما ذكرنا نراه في القصر الجمهوري وتارة يرقص في قرية ” آمرلي ” التركمانية بعد تحريرها من داعش , واليوم شاهدناه يرقص على أنغام الدبكة الكردية في أحدى القرى الكردية شمال العراق بعد تحريرها أيضاً من ” داعش ” !؟؟.
يعني بالعراقي بدون زعل خاف يزعلون علينا أخوانا أتباع الولي الفقيه … أخونا قاسم .ما خلّه مجزرة للعراقيين ما لطم بيها .

فألف مبروك لإيران وحلفائها في المنطقة والعالم بهذا الرجل ” الفلته ” الذي يستحق هذا اللقب بجدارة وكفاءة عالية , ويبدو أن العرب يحتاجون بين كل قرن أو قرنين وأخر لشخص بمواصفات ” لورنس العرب السابق ” ولورنس العرب الحالي ” السيد قاسم سليماني ” قدس الله سره , ولكن هذه المرة بالنسخة الفارسية طبعاً بعد أفول النجم الأمريكي والأنكليزي اللذان كانا ساطعان على مدى أكثر من قرنين من الزمن … فألف ألف مبروك … يا عرب … وللحديث بقيــــــــــــــــــة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات