7 أبريل، 2024 10:54 م
Search
Close this search box.

لوثر وكالفن وإصلاح الكنيسة ! مسلموا العراق يحتاجون الى اصلاح شبيه

Facebook
Twitter
LinkedIn

( أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) المسيح عليه السلام
بهذه العبارات اختصر المسيح مفهوم فصل الدين عن الدولة ..قالها المسيح حين جاءه جماعة من اليهود يريدون الايقاع به واصطياده بكلمة حتى يسلموه إلى الحاكم وسألوه أيجوز ان تعطى الجزية لقيصر أم لا نعطيه فعلم ما في انفسهم وقال لهم ائتوني بدينار فقال لهم انظروا لمن الصورة على الدينار قالوا له انها لقيصر .. فأجابهم بهذه الكلمات للتخلص من الفخ .. قال هذه الكلمات كقاعدة الواجبات في الدين والدولة وأراد أن يقول لهم ان الواجبات للدولة مقدسة وتقع ضمن الواجب الديني … الغالبية من رجال الدين المسلمين وخاصة الشيعة وحتى بعض رجال الدين السنة لا يريدون فصل الدين عن الدولة حالهم حال رجال الكنيسة في أوروبا في العصور الوسطى لسبب بسيط انهم يتمتعون بالامتيازات التي تمنحها لهم سلطة الدين .. فساد ..فساد مادي ..فساد اخلاقي.. سرقات اراضي ..سرقات اموال تماما كما هو حال رجال الدين في العراق من سنة وشيعة فلا احد يستطيع ان ينسى فساد عبد الغفور السامرائي (على ان أسوأ ما فيه كان قذارة لسانه التي لاتتماشى على الاقل مع منصبه ) وامثلة رجال الدين الشيعة مازالت تطفو على السطح رائحة فسادهم .. ما يهمنا هو اننا ننتظر ظهور إصلاحيين من داخل المؤسسة الدينية العراقية شبيه باصلاحي الكنيسة لوثر وكالفن ومايسمى بـ اللوثرية وبالكالفنية فمن هم هؤلاء

لوثر واللوثرية : يعد مارتن لوثر اول من اوضح المباديء البروتستانتية فقد كان راهبا حاد المزاج ذا شخصية قائمة بذاتها تحتوي على فجوات كثيرة مليئة بالاحساس ترهبه قدرة الله وكان متضايقا من نفسه هذا الجرم الصغير خائفا من شرور الشيطان ولم ترتاح نفسه للوسائل التي كانت تقدمها الكنيسة لتهدئة النفس من هذا العذاب .. كالصلاة وحضور القداس فاتجه الى الايمان فأحدث مبدأ التبرير بالايمان فقط وان مايزكي المرء ليس الاعمال التي تعرفها الكنيسة من صلاة وصدقة وحياة مقدسة وانما هو الايمان والهداية الروحية التي منحها الله لكل نفس مباشرة واعتقد لوثر ان الاعمال الحسنة هي نتيجة هذه البركة الداخلية ودلائلها الظاهرة ولكنها ليست سببها وان المرء لاينال البركة بعمل الخير فهو يعمل الخير لأنه يملك الايمان .. اصبح لوثر استاذا في فتنبلاغ وخرج من عزلته اثر حادثة حصلت معه اذ كان احد الرهبان واسمه تيتسل يجوب المانيا موزعا صكوك الغفران على الناس وكان البابا قد خوله جمع الاموال لبناء كنيسة القديس بطرس في روما وكان ( المؤمنون)يدفعون مقابل الصكوك اعتقد لوثر ان الناس يخدعون بهذه الطريقة التي لايمكن لاحد ان يحصل بها على البركة او يخفف عنه الاّم احد اقربائه كما تبلغهم الكنيسة ..وقررلوثر لصق نشره تتكون من خمسة وتسعين مادة على باب كنيسة القلعة في فتنبلاغ استعرض فيها سر الاعتراف المقدس الكاثوليكي وقد تمسك برأيه في ان الاثم يتحرر بعد الاعتراف من ثقل الاثم بالأضافة الى جملة امور انتقد فيها الكنيسة .. وبذلك وضع اسس الاصلاح في الكنيسة وكان بذرة الكنيسة البروتستانتية .

كالفن والمذهب الكالفني : كان جول كالفن فرنسيا ولد سنة 1509 وكان اصغر من لوثر بجيل كامل درس اللاهوت والحقوق واصبح قسيسا ومحاميا وكان يحمل ثقافة المتأدبين من المعرفة اللاتينية والاغريقية والعبرية وعندما كان في سن ال 24 يقول (اهتديت فجاءة ) وتفتحت بصيرته على معان جديدة في الديانة المسيحية فأنضم الى الثوار الدينيين الذين كان لوثر ابرزهم ونشر كتابه تنظيمات الديانة المسيحية ايد اراء لوثر كالتبرير بالايمان وليس الاعمال ورافقه في ابقاء القداس الكاثوليكي ..كلاهما رفضا الاعتراف بالقربان .. ولكن لوثر يصر على وجود الاله بطريقة ما في الخبز والنبيذ اللذان يستعملان في القداس وهو ما يسمى اتحاد المادة بالجوهر في القداس بينما كالفن واتباعه يميلون الى عد ذلك الامر ضربا من ضروب التقوى له صفة رمزية او صفة تذكارية … على ان الاختلافات بين كالفن ولوثر تقع في امرين ان كالفن امن بفكرة القضاء والقدر واعتقد بها اعتقادا ابعد من لوثر واعتقد كالفن ان الانسان لايستطيع ان يحصل باعماله على الثواب في نظر العدالة الالهية وان كل رحمة يمتلكها المرء صادرة من الفعل الاختياري الذي قام به الله وحده فالله القادر على كل شيء قد علم وشاء مسبقا بالاشياء التي حدثت وبضمنها الكيفية التي ستكون عليها كل حياة .. اما الناحية الثانية التي اختلف فيها الكالفنيون عن اللوثريين فقد كانت في موقفهما من المجتمع والدولة فالكالفنيون رفضوا الاعتراف بخضوع الكنيسة للدولة او بحق اي حكومة او بحق الملك او المجلس النيابي او اي من الهيئات الحكومية بسن القوانيين الخاصة بالدين وعلى النقيض من ذلك فقد تمسكوا بالقول بان على المسيحيين الحقيقيين الصالحين ان ينصروا الدولة فقد رغبوا في جعل المجتمع على شاكلة المجتمع الديني الذي يتصف اهله بمتانة الاخلاق والنظام ..

الامبراطورية الرومانية كانت دولة عالمية ليس هنالك غيرها والانسان الوحيد الذي يتمتع بالسلطة هو الامبراطور وليس هناك على وجه الارض مخلوق يساويه فالامبراطور كان الها ( الاله قيصر والاله اغسطس ) الا يذكرنا ذلك بقدسية بعض رجال الدين ؟؟ نعم ! وقد اقيمت العبادة للقيصر وقد رفض المسيحيون ذلك بشدة وامتنعوا عنه وهو بالمقابل اضطهد المسيحيون وقرر انهم جماعة يجب محاربتهم واستئصالهم …

على كل حال نجا العالم الغربي بهذه الثنائية المسيحية البابوية القيصرية التي يجمع فيها شخص واحد سلطتي الحاكم والبابا فالسلطة الروحية والسلطة السياسية انفصلتا احدهما عن الاخرى واستقلتا رغم ان هناك خلاف واضح بينهما الا انه لم تستطيع اي منهما التغلب على الاخرى .. وقرروا العيش هكذا سوية .

وماذا عن العراق ؟؟ حتى نبدأ من الاقل ..رجال الدين السنة ليس لهم مرجعية واغلبهم لايؤمن بولاية الفقيه الاستثناء الوحيد كان عند حارث الضاري رئيس هيئة المسلمين في العراق بعد عام 2003 عندما بدأ بالتدخل في الحياة السياسية ووصل الامر الى تكفير والمطالبة بقتل كل من يشتغل بالدولة حتى وان كان شرطي او جندي اوحتى ابسط موظف وفعلا تم قتل العديد من الموظفين السنة وهذه هي الحقيقة وهو المسؤول عن موتهم .. وكانه يقلد ما قامت به الشيعة عام 1920 عندما حرمت التوظيف في الدولة وخسرت هي وحدها .. الاخوان المسلمين ايضا لديهم ولاية الفقيه فهم يؤمنوا بوحدة الدين وادارة الدولة .. الاّن نأتي الى المذهب الشيعي او الاثنى عشري كما هو معروف هناك في النجف اربعة مرجعيات هم علي السيستاني وهو ايراني ومحمد سعيد الحكيم وهو عراقي وبشير النجفي وهو باكستاني واسحاق فياض وهو افغاني وهناك في ايران خامئني وهو مايسمى بالمرشد الاعلى للثورة الاسلامية ( او مايسمى بولاية الفقيه ) وجده هو حسين الخامئني وهومن اذربيجان وكان مقيما في النجف … مواقف رجال الدين الاربعة ( مع الاحتفاظ بالالقاب وهم يستحقوها ) عدا السيستاني الثلاثة الاّخرين المعلومات المؤكدة انهم لايؤيدون الفساد الذي تقوم به الاحزاب الدينية وهم مع التظاهرات وبالتاكيد هم ضد النفوذ الايراني في العراق ولكن لاسباب عديدة يتعذر عليهم الافصاح عن هذا الموقف لكن الجميع يعرف ما في داخلهم .. هناك رجال دين اّخرين قد يستغرب البعض عندما يسمع عنهم مواقف مشرفة ضد الفساد .. نشر اّية الله حسن الموسوي رسالة مناهضة لأيران بعنوان رسالة الى خامئني طلب فيها منه ترك العراق وشانه والتوقف عن نهب ثرواته والتوقف عن دعم المليشيات ومما قاله ان الحرب العراقية الايرانية بين عام 1980-1988 تركت جراحا عميقة وان الاحزاب الدينية التي كانت تقاتل مع ايران ليس لها قواعد شعبية في العراق … اليس هذه الرسالة تتطابق مع مطالب الثوار ايران بره بره ؟ نعم تتطابق ! اما المرجع الشيعي كمال الحيدري فقد اكد ان الاحزاب الدينية قد فشلت من خلال مشاركتها في نشر الفقر والتخلف والفوضى والجماعات المسلحة والحيدري هو ايضا غير مولعا بولاية الفقيه … اما اّية الله فاضل المالكي فهو يعارض السياسة العراقية منذ عام 2003 ويعارض الهيمنة الاجنبية سواء ايرانية ام امريكية وهو يرفض مؤسسة المرجعية وتدخلها المباشر في السياسة من خلال دعم حكم الاحزاب الدينية ….هذا على مستوى العراق .. ولكن هناك رجال دين في بلدان اخرى ضد ولاية الفقيه مثل علي الامين من لبنان فهو يحاول التقريب بين المسلمين ونابذا للفرقة ومطالبا التفريق بين الولاية الدينية والولاية السياسة وهو من المجددين في الفكر الديني والاسلامي .. وطبيعي هناك شخصيات دينية اخرى تطالب باصلاح المؤسسة الشيعية مثل اياد جمال الدين الذي يعارض انشاء دولة ذات نظام ديني اومايسمى بولاية الفقيه ويدعو الى اقامة دولة علمانية ..

عندما كتبت على اللوثرية والكالفانية كان في ذهني هل سيأتي يوم نرى فيه اصلاح للمؤسسة الدينية العراقية كما اني قلت في العنوان مسلموا ولم اقل شيعة فالفساد موجود في كل المؤسسات الدينية ومنها الوقف السني ..فليس من المعقول هناك الملايين من الشيعة من الفقراء او بالاصح من الجياع بمعنى ليس لديهم مايكفي من الطعام واموال الخمس تقدر بكذا مليار دولار هل هذا الامر لايدعو الى الاصلاح هل من المقبول ان ترى المرجعية باعينها فساد المعمميين ولا تقول لهم كفى …. ننتظر ونرى من يقوم بالاصلاح ولكن الحقيقة يجب ان تذكر قبلت ام لم تقبل

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب