23 ديسمبر، 2024 9:29 ص

لوبي عائلة إيرانية ثرية وراء الاتفاق النووي!!

لوبي عائلة إيرانية ثرية وراء الاتفاق النووي!!

هناك شيء غريب في هامش المفاوضات النووية بين النظام الايراني ودول مجموعه 1+5 ولوانه سنوات عديدة نظام الملالي كان يطلق شعارات رنانة «الموت لفلان و….» ولكن في نهاية المطاف انكشفت امور تنمّ على أنه النظام الايراني يحظى بمن يعمل له خلف الكواليس وطبعا لاجل مصالح اقتصادية باهضة الاثمان مع الغرب .

لعبت أسرة إيرانية في أمريكا دورا محوريا في تشكيل لوبي إيراني قوي، في العاصمة واشنطن. عائلة نمازي التي تنشط في مجال الأعمال، كان لها بحسب الإعلام الأمريكي، مهمة خطيرة في إقناع صناع القرار بكل من طهران وواشنطن، للبحث عن حلول دبلوماسية بدل المواجهة.

وسبق وأن سلّط موقع “العربية.نت” الضوء على أنشطة اللوبي الإيراني في أميركا واقترابه من صناع القرار في واشنطن وتواجد عضوة سابقة منه في منصب مستشارة الرئيس الأميركي باراك أوباما. كما كتب عن زواج ابنة وزير الخارجية الأميركي جون كيري من طبيب إيراني وحضور نجل وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، لحفل الزواج. كما تطرق موقع “العربية.نت” للإيراني السويدي تريتا بارسي ودوره في الدفاع عن المصالح الإيرانية تحت شعار “الدفاع عن الأميركيين من أصول إيرانية”.

وفي هذا السياق ونظرا للتقارب بين الإدارة الأميركية وطهران، نشر موقع “ذي ديلي بيست” مقالا كشف خفايا الدور الذي لعبته أسرة إيرانية غامضة في ردم الهوة بين البلدين ومحاولاتها الآن استثمار ذلك خدمةً لمصلحتها.

يرى من يعتبر الاتفاق النووي الذي أُبرِم في يونيو الماضي انتصارا لطهران، بأن هذا الفوز لم يمنح شرعية للأنشطة النوية الإيرانية فحسب بل شكل نجاحا ملحوظا للوبي الإيراني الذي يتعاظم نفوذه في أميركا.

من هي “أسرة نمازي”؟

لم يتردد اسم أسرة “نمازي” كثيرا في وسائل الإعلام الأميركية حيث لم تبد هذه العائلة رغبة في إبداء الرأي حول ما نشرته “ذي ديلي بيست”، حسب كاتب المقال ألكس شيرازي الذي يبدو من اسم الأسرة بأنه إيراني هو الآخر ولكنه فضل استخدام اسما مستعارا حتى لا تتعرض أسرته للمضايقة في إيران، حسب ما جاء في الموقع الأميركي.

يؤكد أقارب عائلة “نمازي” أن هذه الأسرة بعيدة كل البعد عن السياسة وتميل للأنشطة الاقتصادية والمالية أكثر من أي نشاط آخر في حين تستفيد من الحريات السياسية والاقتصادية الغربية لتتعامل مع الديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران على حد تعبير ألكس شيرازي.

كبير الأسرة يدعى “محمد باقر نمازي”، وكان لفترة، خلال حكم محمد رضا شاه بهلوي (1941-1979)، محافظا لإقليم خوزستان الإيراني، إلا إنه لم يتعرض للمحاسبة بعد الثورة التي أسقطت الشاه وسُمح له مغادرة إيران متوجها إلى أميركا في عام 1983 مع أسرته، التي تضم ابنيه بابك وسيامك وابنته بري التي تزوجت من بيجن خواجه بور، وهو عضو مؤسس في شركة “آتيه بهار” القريبة من “ناياك” كما أنه كاتب مساهم في صحيفة “مونيتور”.

وأضاف شيرازي: “بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) شهدت إيران انفتاحا اقتصاديا نسبيا، فعادت بري نمازي وزوجها بيجن خواجه بور إلى إيران في عام 1993 وأسسا شركة “آتية بهار” (اقبال الربيع) في طهران. وبعد فترة قصيرة التحق كل من سيامك وبابك نمازي بالشركة التي ركّز نشاطها على تقديم الاستشارات للمستثمرين الغربيين بغية تسهيل الاتصال بينهم وبين الطرف الحكومي الإيراني”.

سماء إيران الملبدة بغيوم الملف النووي

ولم يتوقع مؤسسو شركة “آتيه بهار” أن تغطي غيوم الملف النووي الداكنة سماء إيران وتتوسع دائرة العقوبات المفروضة عليها من قبل أميركا، الأمر الذي حال دون انتعاش الأسواق الإيرانية التي كانت أعين المستثمرين الغربيين تراقبها، فتركوا إيران واحد تلو الآخر رغم محاولات أسرة نمازي إعادتهم إلى إيران.

يذكر أن أسرة نمازي كانت، ومن خلال شركتها “آتية بهار”، على علاقة جيدة بالرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني والرئيس الحالي حسن روحاني، الذي كان في السابق يترأس فريق إيران المفاوض بالشأن النووي خلال رئاسة الإصلاحي محمد خاتمي لإيران.

ومنذ 2006 ساد المزيد من التوتر العلاقات بين طهران والغرب على خلفية الكشف عن ضلوع “فيلق القدس”، ذراع الحرس الثوري الإيراني للتدخل الخارجي، في مقتل جنود أميركيين في العراق وتطوير أنشطة نووية إيرانية. هذه الأمور مهدت الطريق لنقل الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الذي قام بإصدار عدد من القرارات التي فرضت الحظر والعقوبات على طهران.

جهود أسرة نمازي للحفاظ على “شعرة معاوية”

وأوضح سيرازي أنه في خضم هذه الظروف العتمة، بذلت أسرة “نمازي” قصارى جهدها لإبقاء الأمل ببدء التبادل التجاري حيا، حيث يمكن القول إنها “حافظت على شعرة معاوية بين إيران وأميركا” وحاولت بأي ثمن أن تُبعد خطر الحرب عن إيران وأن تدفع الإدارة الأميركية التي أتعبتها الحروب نحو التصالح مع إيران وأن تقدم “النظام الإيراني” كصديق للولايات المتحدة الأميركية.

وفي هذا السياق، أشار شيرازي إلى العلاقات بين أسرة نمازي وأنشط شخصية إيرانية معروفة للإعلام الأميركي والإيراني وهو “تريتا بارسي” الذي يترأس “الرابطة الوطنية للأمريكيين-الإيرانيين”. تريتا بارسي مواطن سويدي من أصول إيرانية، انتقل إلى الولايات المتحدة بعد حصوله على جنسية السويد التي جاءها كلاجئ.

والتقى كل من تريتا بارسي وسيامك نمازي في مؤتمر عُقد في عام 1999 بقبرص حول “الحوار والتعامل بين الشعبين الإيراني والأميركي”، حيث ناقش الاثنان في مقالة مشتركة سبل تقارب البلدين.

وبعد عامين أي في عام 2001، أسس تريتا بارسي “الرابطة الوطنية للأميركيين-الإيرانيين” في واشنطن بمساعدة أسرة نمازي وأخذ على عاتقه إدارتها شخصيا.

يذكر أن تريتا بارسي حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة “جون هوبكينز”، وهو من تلاميذ “فرانسيس فوكوياما”، وكان يكتب مقالات مدفوعة الأجر لفائدة شركة “آتيه بهار” التابعة لأسرة نمازي.

ضمت “الرابطة الوطنية للأميركيين-الإيرانيين” الكثير من الشخصيات الأميركية من أصول إيرانية التي تحتل في الوقت الحاضر مناصب حكومية في واشنطن وتعمل بقوة لصالح طهران وتنافس أي لوبي معادي للنظام الإيراني.

وبحسب شيرازي، فإن “الرابطة الوطنية للأميركيين-الإيرانيين” وعند حديثها عن نظام “الجمهورية الإسلامية الإيرانية” يختصر نقدها وبصورة باهتة للحرس الثوري وذراعه الخارجي “فيلق القدس”. وبالمقابل، تؤكد الرابطة أن النظام الإيراني شريك الولايات المتحدة في حربها ضد “داعش”، وتتجنب الإشارة إلى دعم فيلق القدس لبشار الأسد أو لتدريب الفيلق مليشيات قتلت أميركيين.

وفي نفس السياق، يرفض تريتا بارسي رفضا باتا وصف الحرس الثوري بـ”الإرهابي”، كما تربطه علاقات صداقة بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

تلقى الدعم من واشنطن.. وتدافع عن طهران

تنشط “الرابطة الوطنية للأميركيين-الإيرانيين”، وبشكل علني، كلوبي يدافع عن مصالح النظام الإيراني. وبصفتها منظمة أميركية غير حكومية تلقت الدعم المالي في بداية تأسيسها من “الصندوق الوطني لدعم الديمقراطية” الأميركي، بهدف بناء شق طريق نحو بناء علاقات مع إيران، على حد تعبير مؤسسها. ولتتلقى دعم الصندوق الأميركي، أكدت الرابطة على صلاتها بشركة “همياران” التي تنشط أيضاً كمنظمة مدنية داخل إيران التي أسسها كبير أسره نمازي، محمد باقر نمازي.

ولكن بعد أن قامت “الرابطة الوطنية للأميركيين-الإيرانيين” بالدفاع عن طهران توقف الدعم المالي الأميركي عنها.

وفي عام 2013 مع استلام الرئيس حسن روحاني السلطة التنفيذية في إيران، يبدو أن الأبواب باتت مشرعة أمام الغربيين، ومساعي اللوبي الإيراني على هذا الصعيد أتت أكلها.

وكان حضور مشترك وملموس لـ”الرابطة الوطنية للأميركيين-الإيرانيين” و”آتيه بهار” في فندق “ماريوت” بفيينا على هامش المفاوضات النووية بين الدول الكبرى وطهران، حيث عقدا مؤتمرا صحفيا حينها حول فرص الاستثمار الاقتصادي للغرب في إيران. وبهذا قدم تريتا بارسي وأسرة نمازي نفسهما كوسطاء موثوقين يعملون لصالح عودة الشركات الغربية إلى أسواق إيران.

وفي النهاية يمكننا ان نفهم الدعم الغربي للنظام الملالي طيلة السنوات الماضية والحفاظ على عدم سقوطة لاجل مصالح اقصادية باهضة الاثمان على حساب الشعب الايراني والمقاومة الايرانية ونقول تبا لهذه السياسية الفاشلة وسيتلقى هذا النظام ردا ملائما من الشعب الايراني والمقاومة الايرانية.