كثيرة هي الاوصاف التي يوصف بها سقوط الموصل بيد قوى الارهاب المتمثلة في الوقت الحاضر بداعش فمن الناس من يقول انها خيانة ومنهم من يقول بيعت الموصل ومنهم من يقول هزيمة ومنهم من يقول انها اتفاق سياسي ……وحقيقة هذه الاوصاف كانت حاضرة في ذهني حتى متابعتي للقاء الذي اجرته قناة البغدادية مع قائد عمليات الموصل الفريق الركن مهدي الغراوي واللقاءات الاخرى التي تبعته مع قائد شرطة الموصل اللواء الركن خالد الحمداني وبقية الضباط من مختلف الرتب وبمختلف المناصب حيث تيقنت ان الموضوع ليس فيه بيع ولا خيانة وانما الموضوع ببساطة يتلخص في ان القوات الامنية من الجيش والشرطة الاتحادية وما تشمله قيادة عمليات الموصل كانت وعلى مدى عدة سنوات من تواجدها في الموصل عبارة عن قوات وهمية او لنقل قوات شكلية حيث نخر الفساد في كل المجالات فالوحدة العسكرية التي تتألف من مئة شخص تجد ان عددها الفعلي على الأرض لا يتجوز العشرة جنود واما اسلحتها فهي اما ان تكون غير مجهزة بالأسلحة او ان اسلحتها بدون اعتدة او اسلحة فاسدة وغير صالحة للاستعمال واما على مستوى القيادات المتمثلة بالضباط فهم بين من يتعامل مع الارهابيين وبين من يعتبر مهنته هذه تجارة من خلال رواتب الجنود والمنتسبين وبين من لا يفقه من امور العسكرية شيئا وهذه القوات بأكملها تتلقى الاوامر والتوجيهات من مكتب القائد العام للقوات المسلحة او الوكيل الاقدم عدنان الاسدي وكلا الجهتين غير صالحتين للقيادة جملة وتفصيلا فأما مكتب القائد فهو بؤرة للفساد ولا يمتلك ذرة من الوطنية والحرص على البلد واهله واما الوكيل الاقدم فهو يتعامل مع القادة على انهم بطاطا وباذنجان واصدار الاوامر عبارة عن زيادة او نقصان بالميزان فالرجل لا يستطيع ان يخرج من كونه بائع خضروات (مع كبير الاحترام لهذه المهنة الشريفة) وفوق الجميع يتربع جاهل ارعن وكذاب مخادع وهو نوري المالكي وبسبب كل هذه المآسي استطاع الارهابيون ومن يتعامل معهم من اهل الموصل من بعض الضباط القدماء والبعثيين ان يكونوا تصور واضح عن الجيش والقوات الامنية وكانوا ينتظرون ساعة الصفر للانقضاض على تلك القوات واحتلال المدينة وفعلا استطاع هؤلاء من بلوغ ذلك الهدف اللعين مستغلين الفوضى السائدة في الاوامر بين القطعات والتنافس غير الشريف بين القيادات العليا والتعنت والرعونة التي كان يتبعها مهدي الغرواي والتي ورثها من قائده وسيده المالكي وحالات التذمر التي كان يعيشها افراد القوات المسلحة هناك والذين هم من محافظات الوسط والجنوب حيث كانوا يموتون في كل يوم الف موتة فهم
يعيشون الارهاب والخوف في نزولهم في اجازاتهم الاعتيادية وعند التحاقهم اضافة الى الكبت النفسي عندما يشاهدون انهم يقضون الساعات الطوال في الواجب بينما يعيش غيرهم من الجنود في بيوتهم وعند اهلهم كل هذه الاسباب ادت الى رجحان كفة الارهابيين ليقوموا بين ليلة وضحاها باحتلال مدينة الموصل امام مرأى ومسمع العالم اجمع . نعم هذه هي الا سباب الحقيقية التي ادت الى هذه المصيبة واما غيرها فكل ما يقال هو لتشتيت الافكار ولذر الرماد في العيون عن السبب الحقيقي وليس هناك بيع او خيانة وانما هناك تقصير من قادة الجيش وعلى مختلف المستويات وهناك غباء ورعونة من قائد القوات المسلحة ادت الى هذه الفاجعة وانا لله وانا اليه راجعون .