لقد احدث الخبر الذي تناقلته وسائل الاعلام السمعية والمرئية الرسمية وغير الرسمية والذي اكدته كتلة الاحرار خبر اعتزال السيد مقتدى الصدر للعمل السياسي والاجتماعي مفاجئة لم تكن في الحسبان لامن هو موالي للسيد ولا ممن يعاديه وهو ليس بمستغرب وذلك لما يشكله السيد مقتدى الصدر من ثقل في الساحة العراقية سياسيا واجتماعيا ودينيا وبمجرد ان ظهر هذا الخبر بدئت موجة واسعة بين من يرفض ومن يكذب الخبر ومن يؤوله ولكل قراءته للموضوع ولو سلمنا بوقوعه (اي الاعتزال) فلنا قراءة خاصة به وهي :
1. ان السيد مقتدى الصدر شخصية علمية دينية تنحدر من عائلة علمية معروفة لها اثاراها في التاريخ الشيعي والاوساط الحوزوية لا يمكن انكارها باي حال من الاحوال اذن فهو (اي السيد مقتدى الصدر ) له من العقلية والقدرة على تشخيص المصلحة فهو اعرف بنفسه وبتكليفه من حيث انه يستمر في عمله او يعتزل .
2. ان الوضع الذي يمر به التيار في هذه المرحلة يستلزم اتخاذ اجراء كبير وقوي جدا ولايمكن البقاء على هذا الوضع بالطريقة الاعتيادية والرتابة فالتيار الصدري يمتلك من الوزارات المهمة في الحكومة ومن والوكلاء والمدراء العامين والمحافظين ونواب المحافظين والمناصب التنفيذية الاخرى في حكومة اقل مايمكن ان نصفها انها حكومة فاشلة وغير قادرة على ادارة الامور فضلا عن كونها تسعى الى تفرقة الشعب العراقي وترسيخ الطائفية فيه وهذا الوصف او التقييم للحكومة ليس مجرد تنظير او تقييم وانما حقيقة لاينكرها الا واهم أومضلل او منتفع مغروراو عدو لايريد الخير للعراق واهله اذن كيف يتم التعامل مع هذا الحال فاذا قام السيد بسحب وزرائه وكل منيتصل به منوكلاء ومحافظين وتنفيذين فان ذلك سيؤدي الى حالتين لاثالث لهما الاولى توقف الخدمة التي يقدمها هؤلاء المسؤولين في مناصبهم وبالتالي التأثير سلبا على الشعب العراقي اكثر مما يمر به من ظروف مؤلمة والثاني ان رئيس الوزراء يعين من يدير هذه المناصب بالوكالة وكأن شيئا لم يكن .
3. البرلمان العراقي هو اعلى سلطة تشريعية رقابية في البلد تم افراغه من محتواه واصبح محلا للتندر بين ابناء الشعب العراقي ولأسباب عديدة اهمها عدم كفاءة من تبوء المقاعد البرلمانية وهذا هو السبب الرئيسي اضافة الى اسباب اخرى يطول المقام بذكرها .
4. ابناء التيار الصدري وهم الذين يعتقدون بحكمة وقيادة السيد مقتدى الصدر الى الان لم يرتقوا الى مايريده قائدهم فبمجرد ان تلوح فرصة يستشفون منها ان هناك مجالا للرد بغير الطرق الدبلوماسية رايتهم يتسابقون الى العودة للعنف والرد العسكري وهو الذي يرفضه السيد مقتدى الصدر جملة وتفصيلا ان لم نقل انه قد الغاه من قاموسه نهائيا .
5. اغلب الجهات السياسية في العراق لاتفكر بعقلية السيد مقتدى الصدر والتي اساسها (خدمة العراق وبس ) وانما تبني تلك الجهات كل مايصدر منها من تصرفات على اساس المنفعة لاغير .
6. الظروف الاقليمية المحتقنة والتي تزداد يوما بعد يوم لاتسمح بإحداث تغيير في العراق بل ان التغيير فيه قد يكون فرصة لتصدير الازمات اليه .
7. الحكومة والمتمثلة بحزب السلطة ورئيس الحكومة لم يضعوا في قاموسهم التضحية من اجل البلد او لأجل هذاالشعب المظلوم الذي عانى الويلات وعلى مر السنين ابان الحكم الاستبدادي الظالم .
8. كأني بالسيد مقتدى الصدر يكرر مقولة جده امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام اذ يقول (يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَلاَ رِجَالَ! حُلُومُ الاْطْفَالِ، وَعُقُولُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ, لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَلَمْ أَعْرِفْكُمْ مَعْرِفَةً، وَاللهِ، جَرَّتْ نَدَماً وَأَعَقَبَتْ سَدَماً. قَاتَلَكُمُ اللهُ! لَقَدْ مَلأتُمْ قَلْبِي قَيْحاً، وَشَحَنْتُمْصَدْرِي غَيْظاً، وَجَرَّعْتُمُونِي نُغَبَالتَّهْمَامِأَنْفَاساً، وَأَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ وَالْخذْلاَنِ). اذن لم يبق للسيد مقتدى الصدر الا ان يتخذ هذا الاجراء وكنت أأمل من ابناء التيار الصدري اولا ان يعوه ويفهموه لا ان يبحثوا عن نفيه او تأويله وثانيا الشعب العراقي بصورة عامة والشيعة بصورة خاصة والسياسيين بصورة اخص ان يستوعبوه ولايضيعوه وانا لله وانا اليه راجعون .