للتغلب على ردود الفعل الشعبي ضد الاحزاب الاسلامية ، بادر القائمون على هذه الاحزاب ، و من ورائهم ايران بالتخطيط البارع و العمل الكيدي ، و أتخذو كل التدابير اللازمة لضمان فوز عملائهم من الاحزاب الموالية لهم ، و لهذا فقد إجتمعت كلمتهم على تسمية رئيس الوزراء مسبقاً قبل الانتخابات و إجراء الاقتراع ، و كذلك تم توزيع المقاعد النيابية لتكون حصص كلاً من قوائم الفتح و النصر و دولة القانون و الحكمة و القائمة الوطنية و حزب الاستقامة معلومة مسبقاً.
كما لجؤوا الى تحريك الورقة الخبيثة ، بتهديدهم بالاتيان بنوري المالكي ، ليكون رئيسا للوزراء إذا لم يوافقوا على الشروط و الإملاءات التي تصب في خدمة مآرب ايران.
كما عمدوا الى عمل شرخاً بين القوائم ذات التوجهات المدنية ليكونوا أشتاتاً متفرقة و يستميلوا قسماً منهم ليكون فاقد الارادة و تحت عباءة أحد الاحزاب الاسلامية ، كما هو في تحالف سائرون.
علاوة على ذلك ، فان الحراك المدني يمثله شخصاً هزيلاً مهرّجاً مثل فائق الشيخ علي ، و الذي جعل من نفسه إضحوكة ، و هو يعتقد أنه يخدم توجهات المسار المدني و كأن التيارات المدنية يعوزها العناصر المؤهلة.
سترجع معظم العناصر السيئة و بقوة ، مدعومة بأساليب التضليل التي أثبتت الايام أنهم يجيدون اللعب على أوتارها ، و في مقدمتهم مشعان الجبوري و حنان الفتلاوي و عاليه نصيف و عتاب الدوري و عواطف نعمة و مَن هم على شاكلتهم.
كما حاولت جهات منتفعة من الابقاء على العراق بهذا الوضع من خلال التفريق بين القوائم ذات التوجهات المدنية و الوطنية ، تجنباً لخلق كتلة مناهضة للاحزاب الاسلامية ، و لهذا سعوا جاهدين لتشويه صورة القائمة الوطنية ، و إتهامها بشتى التهم الرخيصة ، لتفويت الفرصة أمام تكاتف القوائم المدنية و القوى الوطنية ، كي لاترجح كفتهم في مقابل كفة الاسلاميين ، و هذا ما تريده إيران للحفاظ على الانقسامات الطائفية والعرقية والسياسية ، لمنع عودة العراق من جديد كقوة مستقلة ومستقرة.
ماهر سامر