ردود الفعل المتشنجة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على ماقد صدر و جرى في التجمع السنوي الضخم للتضامن مع الشعب الايراني و المقاومة الايرانية في باريس و الذي شهد إجماعا إقليميا و دوليا غير مسبوقا على تإييد مطلب الشعب و المقاومة الايرانية بإسقاط النظام، عکست في الحقيقة موقفا واقعيا مطلوبا بإلحاح على الصعيد الايراني و الاقليمي و العالمي، وهذا الموقف من تجمع شهد نجاحا تنظيميا و سياسيا ساحقا، کانت بمثابة رسالة واضحة و مفهومة لطهران، ومن هنا جاءت ردود الفعل غير الطبيعية.
إسقاط نظام الجمهورية الاسلامية، ذلك الشعار الذي رفعته المقاومة الايرانية کمطلب أساسي للشعب الايراني و المقاومة الايرانية، أکدت ضمن تبريرها لرفع هذا الشعار من إنه لايمکن أبدا تغيير الاوضاع في إيران نحو الاحسن و لا إنهاء التدخلات الايرانية في المنطقة و وضع حد لتصدير التطرف الديني و الارهاب، إلا بإسقاط هذا النظام ذلك إنه يعتمد على کل ذلك کأساس لبقائه و إستمراره، خصوصا فيما يرتبط بتدخلاته حيث يمنح لنفسه فقط و إعتمادا على تبريرات دينية مرفوضة حق التدخل في البلدان الاخرى و التلاعب بأوضاعها بما يتلائم و يتناسب مع أهدافه و غاياته.
الاوضاع في لبنان و العراق و سوريا و اليمن و البحرين الى حدما، توضح کلها بصورة أو بأخرى نهج هذا النظام و مايسعى إليه من وراء بسط نفوذه و هيمنته على هذه الدول و غيرها فهو وببساطة جاء ليبقى لإنه يعتبر بقائه متطشابقا لمفاهيمه الدينية و إنسحابه و خروجه من هذه البلدان على الضد منها، وهذا الامر يجب أن يکون واضحا و مفهوما لمن لايزال يسعى لتبرير”براءة” سياسات هذا النظام و من کونه لايسعى لبسط هيمنته و نفوذه عليها.
التصريح الاخير للقيادي في ميليشيات الحشد الشعبي أبو آلاء الولائي، وهو الأمين العام لـ “كتائب سيد الشهداء، إحدى أهم فصائل الحشد، و التي أکد فيها إن “الكتائب تشكيل عقائدي مرتبط بولاية الفقيه ولا يتبع الساسة العراقيين”، هو في الحقيقة يوضح بعد و عمق و المعنى الحقيقي للدور و النفوذ الايراني ليس في العراق فقط بل في المنطقة کلها، وحتى إن موقف الانقلابيين من الحوثيين في مفاوضات الکويت، يعتمد أساسا على هذا النمط، خصوصا والعالم کله يعلم بأن جماعة الحوثي أحدى أدوات طهران في المنطقة.
الاوضاع بالغة السوء في سوريا و الضبابية في لبنان و المتوترة في البحرين الى جانب الاوضاع القلقة جدا في العراق، ترتبط کلها بدور و نفوذ نظام ولاية الفقيه في المنطقة، ومن هنا، فإن الضرورة الملحة لقضية إسقاط نظام ولاية الفقيه تطرح نفسها کحل نهائي أمثل و حاسم لمعظم مشاکل و أزمات بلدان المنطقة.
