طوال 4 عقود من عمر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، والتي شهدت فصولا وأحداثا مأساوية جسيمة ليس على الصعيد الايراني وانما على صعيد المنطقة والعالم أيضا، سعى هذا النظام الى فرض نفسه کأمر واقع على الشعب الايراني وشعوب وبلدان المنطقة من خلال قمع الشعب الايراني ومن خلال التدخلات في الشٶون الداخلية لدول المنطقة والتأثير السلبي على هذه الدول من مختلف النواحي، وقد صار واضحا بأن هذا النظام قد أصبح کالکابوس بالنسبة لهذه الدول مثلما إنه جعل من الحياة في ظله في إيران جحيما لايطاق، وکما طفح الکيل بالشعب الايراني ودفعه للخروج في أربعة إنتفاضات ضد هذا النظام وممارساته الاجرامية وترديد شعارات مطالبة بإسقاطه، فقد شهدت بلدان المنطقة أيضا نشاطات مضادة لهذا النظام وعملائه فيها وبشکل خاص في العراق ولبنان وهو مايدل على إن رفض هذا النظام ونهجه لم يعد أمرا وشأنا مقتصرا على الشعب الايراني لوحده وإنما صار شأنا يهم المنطقة کلها لأنه”أي هذا النظام” يعتبر خطرا وتهديدا للجميع، ومن هنا فإن الانظار کلها تتجه الى التغيير السياسي ـ الفکري الحقيقي في إيران بإعتباره أساسا للخلاص من شر هذا النظام وضمان الامن والاستقرار والطمأنينة والعيش بسلام.
إنتظار حدوث التغيير في إيران وعدم السعي له أمر يخدم الاستراتيجية بعيدة المدى للنظام الايراني، ولذلك لايجب على بلدان المنطقة أن تقف مکتوفة الايدي وهي تراقب عبث هذا النظام بالاوضاع في المنطقة والسعي لإجراء مجموعة من التغييرات السلبية فيها، بل عليها أن تنتقل من حالة الدفاع السلبي الى الحالة الهجومية من أجل الدفاع عن مصالحها وعن السلام والامن والاستقرار في المنطقة، وإن الخطوة العملية الاولى بهذا السياق يکمن في دعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية والذي يدعو من أعوام طويلة الى مساندة نضاله من أجل إسقاط هذا النظام الذي يشکل خطرا و تهديدا على الشعب الايراني وشعوب المنطقة والعالم، ولاريب من إن على بلدان المنطقة أن تعمل مابوسعها من أجل التخلص من هذا النظام الذي يمکن تشبيهه بالحشرات الضارة التي تتطفل على الآخرين وتعتاش على دمائهم ومن دون شك فإن إيکال هذا الامر للشعب الايراني والمقاومته الايرانية هو الحل الافضل والاسرع خصوصا إذا ماتم دعمه وتإييده بالصورة اللازمة والمطلوبة، خصوصا وإن هناك ملف مجزرة صيف عام 1988، الخاص بإعدام أکثر من 30 ألف سجين سياسي إيران و الذي من المٶمل إثارته في الاجتماع القادم للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر2020، بعد أن تبنت کنت مشروع قرار خاص بذلك وإن التصويت لصالح هذا القرار وإعتبار تلك المجزرة جريمة ضد الانسانية”وهي حقا کذلك” وإدانة النظام الايراني والمطالبة بتشکيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في الجريمة، سوف يکون من شأنه بعث الامل لدى الشعب الايراني ورفع معنوياته والتأکيد على إن ماقد إرتکبه هذا النظام ضده لن يمر بردا وسلاما وإن بلدان المنطقة مطالبة الى أبعد حد لکي يکون لها موقفا حديا من هذا النظام وأن تقف الى جانب الشعب الايراني وتکون نصيرة له.