منذ أن بدأ هاشمي رفسنجاني، بإطلاق مزاعم الاصلاح و الاعتدال و مهد السبيل لظهور و بروز محمد خاتمي و من بعد حسن روحاني في إيران، فقد صدق الکثيرون في بداية الامر هذه المزاعم و أخذوها على محمل الجد و إنتظروا حدوث التغيير الايجابي المرجو في سياسات و مواقف نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وهو إنتظار لايزال مستمرا رغم إن عدد المنتظرين يقل عاما بعد عام.شعارات الاصلاح و الاعتدال و تحسين أوضاع حقوق الانسان في إيران و کذلك تحسين الاوضاع المعيشية للشعب الايراني و الانفتاح على العالم، هي من ضمن الشعارات البراقة الطنانة التي حملها و نادى بها کل من رفسنجاني و خاتمي و روحاني، لکن الغريب و المثير و الملفت للنظر، إن تصاعد القمع و الاعدامات و تزايد إنتهاکات حقوق الانسان و زيادة و تفشي الفقر و المجاعة في إيران الى جانب إزدياد التدخلات الايرانية في دول المنطقة، أتت کلها في عهود هٶلاء الثلاثة، بحيث يمکن القول بأن معاناة الشعب الايراني و شعوب المنطقة في عهودهم قد تضاعف.المراهنة على الصراع الدائر بين المرشد الاعلى للنظام خامنئي و بين رفسنجاني، رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، هو صراع لاجدوى من ورائه أبدا، ذلك إنه ليس من أجل التغيير أو أجل مصلحة الشعب الايراني و ماإليه وانما هو صراع على السلطة و النفوذ، وقد أجادت زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي الوصف کثيرا و أبدعت فيه عندما قامت بتوضيح حقيقة و واقع هذا الصراع خلال مقابلتها الاخيرة مح صحيفة الشرق الاوسط عندما أکدت بأن”الصراع مابين خامنئي و رفسنجاني هو صراع على السلطة و إقتسام الکعکة بينهما. وإن الصراع الدائر بينهما يعکس حالة التأزم و الضعف التي يعيشها النظام داخل صفوفه. لکن هما مثل توأمين متناقضين لبعضهما، لايستطيع أحدهما أن يقضي على توأمه، لأن شطب أحدهما يٶدي الى شطب النظام”.التأمل في کلام السيدة رجوي هذا، يعکس و يجسد حقيقة مهمة وهي إن أقطاب النظام القائم في إيران قد يختلفون مع بعضهم و يتواجهون، لکنهم في نفس الوقت يشترکون معا في الدفاع و الذود عن هذا النظام و عدم التخلي عنه الى النهاية، ولهذا فإنه لايمکن التعويل أبدا على التغيير من داخل النظام.