18 ديسمبر، 2024 8:01 م

لهذا الأسباب سيُتهم الامام المهدي بأنه بعثي و داعشي‎

لهذا الأسباب سيُتهم الامام المهدي بأنه بعثي و داعشي‎

في ذكرى مولد الامام محمد بن الحسن المهدي عليهما السلام الثابت في عقيدتنا الامامية نستحضر ظهوره المرتقب لاعتقادنا ان الله يصلح أمره في ليلة كما أصلح أمر نبيه موسى عليه السلام عندما ذهب يقتبس لأهله ناراً فرجع نبياً , وبعيداً عن التوسع واطالة السرد عن العلامات والشروط ومفاهيمها ومصاديقها والظرف الموضوعي المناسب لها وكل ذلك بأذن الله وأمره وكما نقل عن الامام المهدي عليه السلام (أنه لا ظهور الا بأذن الله تعالى ), لكن هنا اريد ان اركز على قضية ما بعد ظهور الامام عليه السلام وإعلان دعوته وبربط موضوعي في واقع معاش مأساوي ولماذا سيُتهم الامام بانه بعثي وداعشي ! فمبدئيا أن الامام عليه السلام يظهر رافعاً شعار الإصلاح والعدل ضد الفساد والظلم , وقد ثبت لكل عاقل وحر أن منظومة الفساد في العراق خصوصاً كبيرة ومتفرعة ومتسلسلة مرتبط بعضها ببعض ( مؤسسة دينية ورموز دين ووعاظ سلاطين خطباء منبر وساسة وقادة كتل وعوام ) وان الامام عندما يظهر مؤمناً ومكلفاً بإصلاح كلي شامل ضمن أطروحة إسلامية إنسانية عادلة مناقضة لمفاهيم ومصاديق الاطروحات الموجودة والتي تسببت في الظلم والفساد , فاصلاحه غير ترقيعي ولا  جزئي وغير مندمج مع أطروحة الفاسدين , وهذا لا يتم الا بتشخيص الأسباب والمسببين ويسمي الأسماء بمسمياتها ويكشف أسراراً وبالأدلة عن رموز ورجال دين ومراجع بما ألهمه الله من القوة القدسية وبما سخر له من الأسباب الطبيعية , ومن جملة ما يطرحه وبقوة وبصراحة مثلاً ..ان السيستاني هو سبب الفتنة وهو مرجع ضلال وفتنة لا يملك أصلا ولا فقها , وان الرمز او القائد الفلاني باطل وضّال ومضّل والساسة جميعاً فاسدين عملاء بريء منهم الإسلام والتشيع وان خامنئي وولايته باطلة وهو ظالم وطاغية وان الحشد مجرم وصفوي منتحل للتشيع ولم يحارب الا لمصالح امبراطورية فارس , وانه سيدعو لحب الأوطان والوطنية والاعتدال ونبذ الطائفية , وسينسف دستور الفاسدين والعملية السياسية من جذورها !! وسيغيث الفقراء والمساكين والمهجرين والنازحين والمشردين من أي قومية ومذهب ودين ! وهنا سيحصل العداء والتحشيد ضد دعوة الامام عليه السلام ولسبب واحدة من مئات الأسباب انه سيسلبهم سلطانهم وواجهتهم وأموالهم وترفهم ؟ ثم يتحولون الى تشويه دعوته ورميه بالتهم لتعمية العامة والتغرير بهم حتى لا ينصرونه ويلتفون حوله , ومن جملة ما يقال ويدعى عليه أنه بعثي وداعشي لأثارة القواعد الشعبية الشيعية عليه بسبب بغضهم وعداءهم للبعثين وداعش وما وقع عليهم منهم ! لكن ماهي وسيلة الاقناع التي سيطرحونها وبأز الشيطان ومعونته سيقولون لهم أن دعوة هذا المدعي بالمهدوية له قواسم مشتركة مع البعثيين وداعش  فكلاهما ضد التشيع ورموز وقادة ومراجع التشيع وكلاهما يتفقون واتفقوا على ضرب مراجع التشيع ورموزه لا ضعافه وتمكين اعداءه عليه فلا فرق اذن هو داعشي وبعثي موقفاً وان لم يكن فكراً , يذكرون هذه الجزئية (فكراً ) حتى يغطوا ويوجهوا النظر عن ما يطرحه الامام عليه السلام من فكر ضد داعش  يُبين انحرافهم وضلالهم من خلال ظهوره واطروحته الشاملة العامة!
وأخيراً سيصلون الى استنتاج يقنعون به أنفسهم والعوام أن هذا المدعي ليس الامام أصلاً  وأنه صاحب دعوة منحرفة إسرائيلية  بسبب تحطيمه وتعريته للأصنام المقدسة عندهم والآلهة المزيفة ! وتجاوزه للخطوط الحمراء عندهم !!
ويمكن أن نستفاد ونخرج بنتيجة جلية واضحة أن كل مدعي للإصلاح ومنتحل للتشيع وكل متظاهر وزائر ومدعي الولاء للامام المهدي عليه السلام لا يترجى اصلاحاً وخلاصاً من هذا الوضع المأساوي ولا توفيقاً  لنصرة الامام عليه السلام ولا رضاً منه مالم يحطم الصنمية بنفسه أولاً ثم يحطم صنمية الأشخاص من مراجع ورموز وقادة ويسميهم باسمائهم كمتسببين بالفساد والافساد والدمار والخراب كلهم سواء وينتفض عليهم كأصل واساس في الفساد, فهذه العقبة لا بد من اقتحامها ولا بد من صرخة ووعي مهدوي إسلامي رسالي بوجه كل من ساهم وتسبب في تسليط هؤلاء الفاسدين واندمج معهم وكان ومازال منهم , وأولهم وأخطرهم وأشدهم (المؤسسة الدينية النجفية والقمية ) على حد سواء , وإلا فأنه قطعاً سيقف بوجه الامام وسيحاربه وان ادعى بالتظاهر وطلب الإصلاح !