9 أبريل، 2024 1:13 ص
Search
Close this search box.

لهجتنا العامية والتأثر بمصطلحات الحياة المدنية

Facebook
Twitter
LinkedIn

كنا نعيش في واقعنا الريفي في العراق مع مفردات اللهجة العامية المختلفة بين منطقة واخرى ورغم وجود هذا الاختلاف الا ان بعض المصطلحات في اللهجة الريفية للمنطقة عموما متشابه وكما كنا نسميها اللهجة
((الجلفية)) وكنا نستلذ بمفرداتها خاصة عندما نجد من لا يفقهها ونسميها(( انتفيك براسو)) كانت الحياة قاسية مثل مفرداتها الجلفية وكان الشاب الذي يبلغ الثامنة عشر من العمر يذهب اجباريا الى المؤسسة العسكرية واول بدايتها مراكز التدريب فتجده يصل الى هناك وهو يعيش بين الخوف والنشوة ولكن نجد القسم من شبابنا يريد ان يبرز امام اصدقاءه فيستلمه معلم التدريب ويكون عادة ضابط صف ويقول له سوف اعلمك قساوة الحياة وكافي ((اتبذلگ)) وهذه المفردة لا يعرفها الا من عاش في الارياف ومع مرور الزمن اكتشفنا مفرداتها ومعناها الحقيقي وخاصة بعد غياب المؤسسة العسكرية وانعدام الضبط والاحترام داخل بعض العوائل..
فكم من شبابنا اليوم يعيشون مرحلة(( البذلگة)) وهم بأمس الحاجة الى من(( يبذلگهم)) وكم من عوائل جرفتها الظروف وانتهت بسبب (( بذلگتهم))..
وكم. وكم.. وكم…
لقد عشنا ذلك الواقع وجميعنا تعجبه هذه المصطلحات ((البذلگيه)) واغلبنا يميل اليها اما من باب ان يريد ان يصبح قائد وهو(( متبذلگ)) او من باب الفخفخة والكشخة..
ولكن الطامة الكبرى في يومنا هذا وصول هذه ((البذلگة)) الى بعض كبار القوم من المسؤولين اصحاب حظوظ الصدفة وبعض شيوخ العشائر اصحاب النفوذ الدولاري وانتشرت بذلگتهم في كل مجالسنا وللأسف الشديد هناك من يؤيد ويسمع لهم من باب النفاق والمجاملة وربما من اجل مصالح مادية معنوية او مرض التعلق بالكبار النفسي شافاهم الله….
ما اجملك ايتها المصطلحات الريفية وبمفردات لهجتنا التي اطلقوها علينا اخواننا في المدينة اللهجة العامية او ((الجلفية))… وما اجمل الفروقات بين الامس واليوم واغلب عوائلنا في الوقت الحاضر لا تعرف عن هذه المصطلحات اي شيء لأنها انتقلت الى اللهجة المدنية الخفيفة وخاصة نحن اهالي محافظة نينوى والتي بانت علينا تأثير الهجرة الريفية الى المدينة ومارافقها من مصاهرة وعلاقات الجيرة وغيرها والتأثر بتلك اللهجات وما اجمل منطوقها عندما تسمع ابن الريف او بنت الريف وهم يتكلمون باللهجة الموصلية.. ويكلمك ويقول ((أقلك)) بدلا من ((أگلك)) و(( كوي..بقى…. زي )) والعديد من مفردات اللهجة المدنية في الموصل…وربما سوف نسمع قريبا من احد رجالات التك توك مؤلفي العتابة المصنعين وهو يسمعنا بيت عتابة او زهيري بهذا المفردات المدنية الجميلة ولكن الفرق ان ابيات العتابة المنتشرة في الريف كتبها اصحابها نتيجة ولادة قصص ومعاناة في حياتهم اما من سوف يقوم بكتابة عتابة التك توك وبلهجته المدنية فسوف يقوم بإعادة ذكريات الماضي مع باص المصلحة على اعتباره تراث بالنسبة لهم ويخاطبه بلهجته الحزينة ويقول (( ياباص ويصب صغت ياباص)) والى تكملة البيت…
اتمنى من الجميع تحمل قراءة مقالتي هذه وابعدني الله انا واياكم عن (( البذلگة)) (( ومثل ماقتولكم )) حافظوا على لهجاتكم التراثية الغنية بمفهومها في الواقع الريفي والمدني…
وتحياتي محدثكم الجرياوي الموصلاوي…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب