18 نوفمبر، 2024 12:31 ص
Search
Close this search box.

لهبٌ والتهابٌ في جَسَد المِنطقة .!

لهبٌ والتهابٌ في جَسَد المِنطقة .!

في التعمّقِ في التأمّل ” ولو قليلاً ” فيما يجري من مجرياتٍ في انحاءٍ واجزاءٍ من دول المنطقة , وعلى صُعُدٍ عربيةٍ واقليميةٍ ودوليةٍ متداخلة , فكأنَّ خطوطَ مثلّثٍ ” غير دقيق الهندسة ” تحددّ اضلاعه بنحوٍ ما الخارطة الطبوغرافية – الجيوبوليتيك لألسنة اللهب والإلتهابات السارية واحتمالِ امتداداها وانتشارها من ناحيةِ ارتفاعٍ لدرجة حرارتها في هذا البرد القارس .!

أحدُ اضلاعِ هذا المثلث الإفتراضي ” المرسوم على الأفق الأرضي ” يبدأ إنتشاره وتشظياته من العاصمة الأيرانية طهران , حيثُ < وإذ لم تنجح القيادة الإيرانية في التعامل مع امواج التظاهرات والإحتجاجات التي تحوّلت الى اضطراباتٍ لا تُعرف نهاياتها الدراميّة > , فما يوازي ذلك هو المُسيّرات ” الدرونز ” الإيرانية المرسلة الى روسياً والتي تلعبُ دوراً حيوياً بنسبةٍ ما في الساحة او الميدان الأوكراني , لكنّ ردود الأفعال العالمية وسيما الأمريكية – الأوربية ” وخصوصاً في وسائل الإعلام الغربية ” فإنّها اشدّ تأثيراً ممّا تقوم به تلك الدرونز , والى ذلكَ كذلك , فإنّ آخر الغارات الجوية – الصاروخية الإسرائيلية ” لحدّ الآن ” على مقرّات واوكارٍ لميليشيات تابعة للحرس الثوري الأيراني في امكنةٍ محددة في دمشق , فإنّها لا تقتصر على محاولة إيقاف او تحديد وتحييد عملية ارسال الأسلحة من طهران الى سوريا وحزب الله , فإنّها رسالةٌ ” سياسية – عسكرية ” اخرى من تل ابيب حول تلكم الطائرات المُسيرة الأيرانية وابعادها , وما يعزّز ذلك هو التلويح والتلميح الأسرائيلي بصيغةِ تهديدٍ غير مباشر لتدمير وقصف القواعد الجوية والمطارات في كلا سوريا ولبنان لإيقاف الدعم التسليحي الأيراني < ولعلّ ذلك سابق لأوانه قليلاً ! > سيّما والقيادات العسكرية الأسرائيلية غالباً ما تُركّز على عنصر المباغته , وهذا أمرٌ من فقه اولويات المعارك والحروب , وهذا ما يُشكّل بدايات الضلع الثاني من هذا المثلّث المُدَبّب وغير متساوٍ في الأضلاع .!

الأمر الآخر الذي يشكّل ” القاسم المشترك الأعظم ” وِفقَ مصطلحات علم الحساب او الرياضيات , فإنّه يتمثّل ويتجسّد في إحدثِ تصريحٍ للناطق الرسمي للقيادة المركزية الأمريكية , بأنّ : < الولايات المتحدة في صددِ إيجاد تكنولوجيا جديدة لتعطيلِ عمل ومفعول الطائرات المُسيرة الأيرانية > , ويقيناً او نحوهِ حتّى , فلولا أنّ الأمريكان قد توصّلوا الى حالةٍ متقدّمة من إنتاج هذا السلاح الجديد , فما صرّحوا بذلك مسبقاً .!

في ذات السياق , ومن إحدى زوايا هذا المثلّث , فيترآى أنّ موسكو ستسارع الى توجيه وتسديد الضَرَبات الجويّة – الصاروخية المكثفة الى مناطقٍ واهدافٍ ستراتيجيةٍ منتخبة في اوكرانيا , قبل وصول منصّة الباترويوت الأمريكية الوحيدة التي بصدد الإرسال والشحن , والتي إستخفّ بها الرئيس بوتين .!

تصعيدُ التصعيدِ عسكرياً هو المرشّح الوحيد والفريد , وصولاً الى سلامٍ مفترضٍ .! وخصوصاً قبلَ الوصول القريب والمنتظر ” لهيمنة الجمهوريين على الكونغرس الأمريكي ” , وهي إحدى مشاهد ” لعبة الأمم ” .!

أحدث المقالات