19 ديسمبر، 2024 12:14 ص

لن يهجرك العاشقون

لن يهجرك العاشقون

مسافر هو وحقائب الذكرى تأبى مُفارقتهُ . وتَعصفُ بِه وجوهُ غِريبه فلا يَستكَين  إلاحينَ يَخون عَهدك يا وَطن ويَذكركَ . نَدخلُ في مَتاهةٍ فيها المُحزنُ ,المُبكي , المُضطهدُ والمُهجرُ لَقد طالت هذهِ القِصص التي تُذَكُرنا بصورةِ العِراقيّ واليَوم تَفوقُ ما تَعرضَ لهُ آبائُنا واجدادُنا . أصبحت أنهارُنا ثَلاثة دِجله الخَير وفُرات العَذب وثالثِهما نهرُ الدمِ , لم تَشبَعُ الارضُ نِفطاً فَزادت رَونقُها بدماءِ الناس , جاءت السَماءُ تُهَمهمُ في آذان بلادي “كفى بالموتِ عزاً فَقد إمتلأت السَماء بشهداءِ العراق ” .وَقفَ عِراقنا مشلولاً جَريحاً لايمدُ يَده لدموع تُذرف كلّ يومٍ من ام هاجرَ ابتها ويَصعبُ عَليها رُؤيه صورتهُ لا يَتَسنى لها ان يُفارق ذاكِرتها ولو للحظهٍ اصبحت تُصدقُ قارئه الفنجانٍ ومن تَدعي انها تراهُ برسمِ خُطوطٍ مُبَعثرةٍ على قماشٍ اسود وتَرمي الحصى لترى ماذا يحل به. وتُمسي مُتَمنيه ان تَراه في احلامها طيفاً فيُلامس دَمعها وسادنها قبلَ خَدها . امام الناس اصبحنا دولهً طاردةً لشبابِها . لقد كَسرتم مُفتاح طالما صَقلتهُ الحضارة وزينه ترابُ الوطن بالجمالِ فأرتفعَ عزاً بالعلمِ وكلمه الله اكبر. هكذا هو العراق ,بلادي, فهو كالبدرِ يُثلِم كُلما تَركُه احد وما يَزيدهُ ذالك الا الماً الى اليوم نرى بدرُنا المَثلوم جميلُ. 
يَعيش قلبنا مع الحَيرة وبين خَوف , حُزن وفَرح تلاشت هُمومنا واصبح همنا سلامُ على ارضٍ لم ترى السَلام. لا وجود للفعلِ ثم كَثُر القادة دون حِراك فَتَفَشت مقابرُ البَشر ليسافر الناس غضبا وعندما يُسالون ماذا خَسرتم يقولون كلَ شئ فَقد خَسرنا بَلدنا بحسرةً قَطعت اوتارَ قَلبهم ليَخيطوا بها بلد مُمزق بين حاكم واخر بسبب الدينِ والطائفة. خُذوا الاموال التي استَفقَرتم اليها سابقاً واتركوا شبابُنا يَعيش هكذا اصبحت طُموحاتنا. اختَنَقت قُلوبنا وتقف الدُموع عند ذِكر بِلادنا ولا سَبيل للناسِ غير الخُروج لانهاء كَوابيس الليل وبدأ فَجر جديد يُبنى على الذِل في بلاد الغربة. لكننا لا نَستَطيع الا ان نَعيش في بلادِنا فيَتَلاشى النَجم عند تَغير المَدار ويَموتُ النَخيلُ اذا زُرِعَ في الرمالُ …. هذا وَفاءُنا للعراق .