23 نوفمبر، 2024 1:23 ص
Search
Close this search box.

لن ينقضي عني يوم من البلاء،الا انقضى عنك معه يوم من الرخاء

لن ينقضي عني يوم من البلاء،الا انقضى عنك معه يوم من الرخاء

منذ ان التحق الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله بالرفيق الأعلى ،وأهل بيته يقتلون تارة بالسيف ،ومرة بالسم ،ولم يترك طواغيت الارض لتلك الانوار المقدسه ان تأخذ دورها في نشر الاسلام المحمدي القائم على أسس العدالة الالهيه.
وَمِمَّا لاشك فيه ان الطواغيت الذين جلسوا على منابر السلطة، وحكموا بغير شريعة الاسلام عملوا على إطفاء نور الأئمة وقد سلكوا بذلك كل السبل الغير مشروعة .
وأقول ان خط الخلافه قد سار جنبا الى جنب مع الخط الالهي الذي يمثله خط الإمامة ،وخط الخلافه يمثل السلطة والمال والجبروت والقهر والحرمان وهو بالضد مما يدعوا اليه خط أئمة الهدى الذي يريد تطبيق شرائع الاسلام المتمثّلة بالعدالة والانصاف وحفظ الحقوق ونشر الاسلام المحمدي.
ولذلك كان خط السلطة والمال أقوى بطشا وترهيبا بالأئمة عليهم السلام ،فابتدءوا بقتل الامام علي (ع) بعد ان منعوه فترة من تولي إمرة المؤمنين في حادثة السقيفه ،وبعدها تم قتل الامام الحسن (ع) بدس السم اليه بعد ان اجبر على التنازل عن الخلافة بشروط ولم تنفذ هذه الشروط لاحقا،ومن ثم كانت معركة ألطف التي استشهد بها الامام الحسين وأهل بيته عليهم صلوات الله،وهكذا كان الامر يتكرر مع جميع الأئمة من ال محمد.
وقد برزت نوايا خط الخلافه بقوه ،لتجريد خط الإمامة الذي صارع كل انواع القهر والتسلط والفساد من اجل ديمومة الاسلام ومبادئه  ،التي انزلها الله سبحانه وتعالى على رسول الانسانية محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
فنرى في كل زمان كانت هناك منازلة بين أهل الحق والباطل،ينتصر فيها أهل الحق على طواغيت الباطل،ونرى ذلك بوضوح في كلمات وتوصيات الأئمة لإتباعهم ومحبيهم التي انارت دروب الظلام وبقيت تحاكي الأجيال وقلوب المؤمنين .
ونحن في هذه الايام نعيش ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر (ع)،وصراعه مع طواغيت عصره،وكم اعجبتني تلك الرسالة التي بعث بها الامام الكاظم الى الخليفه العباسي هارون والتي ذكرتها كتب السير والتاريخ، فقد ذكرها الذهبي في سير الاعلام ص ٧٢٧ونصها(لن ينقضي عني يوم من البلاء الا انقضى عنك معه يوم من الرخاء،حتى نقضي جميعا الى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون)..
والمتأمل لتلك الكلمات النورانيه ومعانيها،يفهم كيف كان الأئمة  يخاطبون خصومهم ويذكروهم بما يؤول اليه مصيرهم وأعمالهم ،فأين انت ياهارون من ذكر موسى بن جعفر (ع)،والذي حاولت بكل ماتملك من قوة وجبروت ،ان تمنع نوره ان يشع ،وقد نسيت ان إرادة الله فوق إرادة الطواغيت مهما كان ارهابهم وجبروتهم وقد قال عز من قائل في سورة التوبة الآية (٣٢)..(يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم ويابى الله  الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون).

أحدث المقالات

أحدث المقالات