22 نوفمبر، 2024 5:00 م
Search
Close this search box.

لن يعيد اسعار النفط الى حالها الا ….والساتر الله !!

لن يعيد اسعار النفط الى حالها الا ….والساتر الله !!

يوما بعد يوم تنحدر اسعار النفط في الاسواق العالمية ؛ ومعها تزداد دهشة الاقتصاديين والسياسيين والناس البسطاء حول العالم عن الاسباب الحقيقية التي هوت بالاسعار الى مستوى الاربعين دولارا في اولى تعاملات هذا الاسبوع .
بالنسبة لي اؤمن ايمانا راسخا ؛ بنظرية المؤامرة وان هناك ايادٍ خفية ومافيات تقود العالم في كل مجالاته حسب مصالحها .. ومن هذه المافيات صنّاع وتجار السلاح والحروب الذين يروق لهم ان يحصلوا على مصادر الطاقة بابخس الاثمان ويصدرون بضاعتهم باعلى الاسعار .. سيما ان سوق السلاح العالمية تحتضر اذا قلت موارد الدول المشترية .. ولذلك فعلى هذه الجهات ان تبحث وتثير كل ما من شأنه ان يجعل العالم مضطربا لتصريف ( البضاعة الكاسدة ).. ولذلك فقد فشلت حتى الان عدة محاولات لاثارة الاضطرابات حول العالم وكل فشل له اسباب ..لا مجال للحديث عنها مفصلا في هذا المقال ..فلا سيطرة الحوثيين في اليمن على مقاليد الحكم واستقالة الرئيس وحكومته نفعت في تصعيد الموقف في الى درجة التهديد سواء في الخليج العربي او البحر الاحمر وهما شريان تجارة النفط العالمية ..ولم تفلح الغارة الاسرائيلية على مدينة القنيطرة السورية ومقتل المستشارين الايرانيين ومقاتلي حزب الله في تصعيد الموقف بعد ان احتوى الجانبان الموقف واجلا الرد ربما لحساسية الموضوع وارتباطه بالازمة السورية المستعصية .. كما لم تودِ وفاة ملك السعودية المتوقعة الى اثارة حفيظة وشهية المضاربين ورفع اسعار الذهب الاسود .. ومن قبل ذلك كانت ( مسرحية ) المجلة الفرنسية والهجوم الارهابي عليها وتداعياتها وردود افعال العالم الاسلامي قد مرت بشكل باهت ولم تزد الاسعار الا تدهورا .. اضافة الى ذلك فأن ظروف الطقس العالمية لم تشهد انخفاظاً كبيراً في درجات الحرارة هذا الموسم بفعل التغير المناخي والاحتباس الحراري .. والشيء الوحيد الذي زحزح الاسعار الى الاعلى قليلا جدا هذه الايام هو تحقيق اليسار اليوناني فوزاً كاسحاً في الانتخابات التشريعية ؛ مما دفع العملة الاوربية الى التراجع بفعل المخاوف من انكماش اقتصاد منطقة اليورو..
الاسعار هذه جعلت دول الاوبك والدول المنتجة للنفط من خارجها كروسيا مثلا ؛ جعلتها تصرخ وتندب حظها وتراجع موازناتها وخططها الاستثمارية وتعطل وتعلن برامج تقشفية حادة وتؤجل برامجها التنموية ( ان وجدت ) .. اضافة الى ان دولاً تعتمد كلياً على تصدير النفط او استهلاكه مثل العراق وروسيا او دولا يشكل النفط عصب صادراتها وايراداتها من العملة الصعبة كاليمن وليبيا ومصر والتي تعاني اساساً من مشاكل امنية واضطرابات بالتسويق والتصدير ستكون المصيبة فيها اكبر واشمل والنتائج اكبر كارثية .. كما ان شركات النفط العالمية العملاقة مثل شل وايلف وبرتش بتروليوم واكسون موبيل وغاز بروم وغيرها تتكبد يوميا الخسائر بالمليارات جراء حالتين : اولها رخص سعر المنتجات والمشتقات النفطية التي تبيعها للجمهور .. وثانيها الانخفاض المريع في اسعار النفط الذي تستخرجه هي وتصدره لحسابها .. والدول الوحيدة التي تهلل فرحا للموضوع برمته هي الدول الفقيرة ذوات الاقتصادات الصاعدة او الناشئة ؛ او تلك التي تعتمد على استيراد النفط ومشتقاته في ادامة دورة الحياة فيها .
ازاء كل هذا فان الذي يعيد للاسعار بريقها واسعارها القديمة او يقترب منها هو ( هزّة عنيفة ) في الوضع الاقتصاد او السياسي او الامني او اللوجستي العالمي ؛ كأغلاق الخليج او باب المندب او قناة السويس او اشعال حرب ضروس هنا او هناك ؛ لاسيما ان هناك اكثر من ساحة في العالم تمور فيها النيران تحت الرماد .. وان مافيات العالم وعصابات السياة وتجار الحروب والسلاح والايادي الخفية قادرة على ايجاد الاسباب والمبررات لهذه الهزّة في اي مكان او زمان .. وحرب العام 1991 مازالت طرية في اذهاننا حيث اسهم الحقد الدفين والتامر على شعب العراق وانخفاض اسعار النفط الى مستويات قياسية اضافة الى تخبط رد فعل ؛ وغباء قيادته انذاك ورعونتها ؛ اسهم في تدمير البلد ومن ثم فرض الحصار عليه واحتلاله فيما بعد .
اتمنى ان اكون مخطئاً وان لا يحدث شيئا من ذلك ؛ لان عالم اليوم مليء بالبؤس والحروب والقتل والتهجير والتدمير ؛ كما ان جيوش اللاجئين تزداد في عالم يقود فيه الظلم الى مزيد من العذابات .. للشعوب اولا واخيرا ..
*[email protected]       

أحدث المقالات