23 ديسمبر، 2024 4:31 ص

لن يعود … اياد علاوي مع الشعب لبناء الدولة ومؤسساتها

لن يعود … اياد علاوي مع الشعب لبناء الدولة ومؤسساتها

عندما ابتلي العراق باحتلال جائر دمر كل مؤسساته وبنيانه وحل اجهزته و دوائره ، اجمع بعض الساسه في اجتماعات مطولة برعاية الاحتلال قبيل الغزو على تدمير ماتبقى من العراق ، وكانت اولى مهامهم هي تقسيم المناصب وفق مبدا المحاصصة المقيته التي جلبت الويلات للشعب العراقي وكان للدكتور اياد علاوي موقفا شجاعا برفض المحاصصة والتقسيم و وقف سدا منيعا بوجه المؤامرات التي كانت تحاك لبلدنا مما افقده الدعم الدولي والاقليمي الذي كان يخطط لهتك السيادة والهيمنه على الشأن العراقي.وجاء دور الدكتور اياد علاوي حينما انتخب باجماع مجلس الحكم رئيسا للوزراء في حكومه انتقالية تمتلك السلطتين التشريعية و التنفيذية ، فقام بتاسيس الدولة العراقية من جديد وقطع اوصال المحاصصة عبر حكومة تكنوقراط يشهد لها العالم باسره واسس جيشا مهنيا بعيدا عن الطائفية والولاءات الحزبية وخفض ديون العراق وابرم صفقات مجانية لتزويد الجيش العراقي بالاسلحة والمعدات لما يمتلكه من ثقل دولي ويحضى باحترام كل قادة العالم ، ولم يستغل السلطات التي منحت له واصر على اجراء اول انتخابات في العراق رغم الدعوات التي كانت تنادي بتاجيل الانتخابات ، لكنه رفض كل هذه الدعوات وقال مقولته الشهيرة ( كيف لا اجري انتخابات ، هل تريدون ان يقول الشعب عني اني متمسك بالمنصب) وتعرض خلال السنوات من ٢٠٠٥  الى ٢٠١٠ الى ابشع انواع الاقصاء والتهميش لقياداته وانجرف العراق نحو الهاويه في اتون حرب طائفية مقيتة ونهب للاموال وتدمير مابناه اياد علاوي من مؤسسات رغم انه وضع لهم اسس وقواعد وهيأ ارضيه خصبة لبناء دولة مدنية حديثة، لكن الحكام الذين تلوه في الحكم فشلوا في ادارة الدولة وسمحوا للاجنبي بانتهاك السياده والقرار العراقي ، وبعد ذلك حصل على اغلبية المقاعد وفاز فوزا ساحقا في انتخابات ٢٠١٠ ، حينها زادت التدخلات وهرع اصحاب الاجندات الطائفية لعرقلة تسنمه منصب رئيس الوزراء لعلمهم بما سيقوم به  من اعاده بناء دولة حديثة يكون فيها العراقيون متساوون بالحقوق والواجبات ، حينها اتفقت ايران وامريكا على منع وصوله للسلطة حينها قال مقولته الشهيرة الثانية ( اني لست طالبا للمنصب اذا كنتم وضعتم الخطوط الحمراء عليه فالعراقية تملك ٩١ مقعدا اختاروا واحدا منهم) ولكن ارادة الاجنبي ابت ذلك ، ولم يطلب الدكتور  علاوي يوما منصبا في الدولة بل وضع الحلول دائما لابناء الشعب العراقي لبناء دولة المواطنة منها فيما يتعلق بالفساد والمصالحة الوطنية والغاء الاجتثاث وكان اخرها اشتراكه بالدولة ووضع شروطا لذلك ابرزها ملف المصالحة الوطنية وحينما وجد ان الحكومة غير جادة في معالجه ملف المصالحة كتب فورا استقالته من المنصب ولكن جماهيرهه طالبته بالتريث لما يمر به البلد من احتلال داعش وفي محاولة من رئيس الوزراء العبادي بالالتفاف نحو الاصلاح ابعد نواب رئيس الجمهورية بحجه الاصلاح الذي وقف عنده ولم نرى اصلاحا حقيقيا بعدها وعندها اعلن العبادي التغير الوزاري وعندها قال الدكتور اياد علاوي مقولته الشهيرة الثالثة ( الاصلاح الحقيقي ليس بتغير الوجوه وانما بتغير النهج الخاطئ الذي بنيت عليه العملية السياسية)
رافضا تسنم اي منصب وقاطع اجتماعات الكتل ومفاوضات المحاصصة المقيتة. 
  واليوم وبعد ان اقرت المحكمة الاتحادية بعدم دستورية الاقاله فلا يتوهم اي شخص بان اياد علاوي سيعود للمنصب خصوصا في ضل سلطة تتخبط وليس لديها النية في اصلاح اي شي ، فبعد ثلاثة عشر عاما مازال الشعب يعاني الامرين من سياسيين همهم الوحيد البقاء في السلطة على حساب المواطن واياد علاوي ليس منهم  بل كل مايسعى اليه هو المواطن وليس السلطة .