23 ديسمبر، 2024 2:22 م

لن نقبل بك طبيباً مخدراً

لن نقبل بك طبيباً مخدراً

كلُ ما طرحه الدكتور حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب غير قابلٍ للتنفيذ بالسرعة التي يريدها الشعب.كلامٌ بكلام لا أفعال مرتجاة .هي مخدر مؤقت ومسكن للآلام .ولنْ تجدِ نفعاً .والسبب إن أركان الدولة القائمة ومنهم الوزراء ووكلائهم والمديرون العامون ما هم إلا عناوين للفشل والفساد. وكذلك أغلبية النواب وقادة الجيش والأجهزة الأمنية والقضاء وأركانه.فلم يقدم نواب رئيس الجمهورية ونواب رئيس مجلس الوزراء إستقالاتهم إلا السيد بهاء الأعرجي الذي قدمها مرغماً لا طائعاً.فلم توعز الكتل السياسية لمن شملهم إلغاء المناصب بالأستقالة.وأملهم أمل إبليس بالجنة.

والقضاء كما هو لم يتقدم خطوة فلم يغُيِّر السيد مدحت المحمود الذي سيس القضاء. ولم يُفعَّل دور المدعي العام المسؤول عن تحريك الدعاوى الجزائية ضد كل متجاوز على حقوق الشعب وأمواله وحرياته.ولم يكن إلا متفرجاً لا يهش ولا ينش .وكأن شيئاً لم يكن .وكما يقول المثل مكانك سِرْ.

ولم نلمس أي ورقة إصلاح للأقتصاد فلم تُشكَّل أي مراكز بحوث ودراسات,لأن من يشكلها ويقوم بها لا وجود له.

فمنْ الذي سينفذ ورقة الأصلاح التي أقرها مجلس النواب .هم يطبلون ويزمرون ويعلنون إنهم مع الأصلاحات ولكنَّ الفعل والتصرف خلاف هذا. لا بل عكسه.فما هي إلا محاولات بائسة لأستنزاف الزخم الجماهيري وإمتصاص الغضب مع الوقت والوعود الكاذبة الغير قابلة للتحقيق, لضغوطات الكتل السياسية والمكونات التي تمتلك السلطة والمال والقوة وهي الأحزاب والكتل التي نهبت العراق وتسلطت على الشعب وإمتلكت القوة بمليشيات مسلحة .ولا ندري كيف برزت هذه الميليشيات للوجود

فجأة وتواجدت علناً رغم أن الدستور والقوانين تحظرها .فباتت شرعية وصاحبة قرار.

إن الظروف الدعم الحالية للسيد العبادي والتأييد الدولي والأقليمي والشعبي العراقي والمرجعية الدينية كلها تقف مع السيد العبادي وتحثه على الأصلاح والتغيير وإجتثاث الفساد ومعاقبة المفسدين.فلماذا يتوانى عن هذا ويلجأ للتسوف والمماطلة والتخدير؟ .

دولة رئيس الوزراء المحترم أنت لم تحرك ساكناً إلا بعد أن ثار الشعب ودعمته المرجعية الرشيدة المباركة .ونحن نحترمك وسنسس مسؤوليتك عما سبق حيث كنت وزيراً للأتصالات ورئيساً للجنة المالية في مجلس النواب وهي المسؤولة عن مراقبة أموال الدولة التي نهبت وسلبت. وتطالك المسؤولية كونك قائداً لحزب حكم البلاد 10 سنين. لذا نحذرك بأن الشعب لن يقبل بك طبيب تخدير بل يريدك ثائرأ على الفساد والمفسدين كائنين مَنْ كانوا ولمن ينتمون.مُصلحاً مُغيّراً لواقع فاسد دمر العراق والعراقيين.

أنت قلت إن البعض يطالب بتغيير الدستور وحل مجلس النواب وهذا ليس بمقدورك.لأن مجلس النواب منتخب والدستور صادق عليه الشعب. وقلت أيضاً إن الدستور كُتِبَ بعجالة.ونحن نقول لك نعم وألف نعم .ولكنك ومجلس وزرائك المتخم المترهل هوالمخول. ومن صلاحياته إقتراح مشاريع القوانين وعرضها على مجلس النواب ,بعد أن حجب مدحت المحمود هذا الحق عن مجلس النواب لأغراضٍ سياسية بحتة.فمن منعك سيدي من تشكيل محكمة خاصة لضياع الموصل وتكريت والرمادي وجزء من ديالى وجريمة سايكر؟ومن منعك من تقديم مشروع قانون يسمح بتعديلات في الدستور لمجلس النواب بجلسلت علنية ليعرف الشعب من يقف بوجه العراقيين ويرمي بهم للتهلكة. وهو بموقفه هذا يدعم الفساد والأرهاب وضالعاً فيهما. ثم يطرح التعديل على الشعب للمصادقة .ومن منعك سيدي من إعفاء مدحت المحمود والنائب العام من منصبيهما؟ وتعيين بديلين عنهما من أصحاب النزاهة والعفة والخبرة والوطنية الصادقة ومن منعك من طرح مشروع قانون محكمة خاصة للفساد بدرجة

خاصة ومن منعك من تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة ؟.ومن منعك من طرح مشروع تعديل لقانون الأنتخابات والنظام الداخلي لمجلس النواب عن طريق مجلس الوزراء أو من كتلة القانون أكبركتلة في مجلس النواب,التي يفترض بها الوقوف مع إصلاحاتك كما وعدتك ؟ أليست هذه من ضرورات الأصلاح وجوهره؟أمْ إنه كلام بكلام لا كلامٌ بفعال.فإن وفتْ كتلة القانون وحزب الدعوة بوعدهما فبها . وإلا عليك التصرف كرئيس للعراقيين جميعاً, وإن عجزت تنحَ عن المنصب ووضح هذا للشعب مع أسبابه.وهذا ما ينتظره الشعب منك.وأنت الآن على المحك.فإختر الأصوب.

سيدي دولة العبادي المرجعية حثتك وطلبت منك الشروع في بناء الدولة المدنية.وهذا واضحٌ وجلي .فلماذا تتوانى فتقدم رجلاً وتأخر أخرى.

سيدي الكريم لن نقبل بك طبيباً مخدراً بل ثائراً مصلحاً .فماذا تنتظر؟ هل تنتظر أن نغوص في الدماء الى الرِكب؟؟؟.سيما أن مؤشرات لتدخل عناصر شغب الى المظاهرات تهدف للتوتر, وحرف التظاهرات عن مسارها الوطني. ليسهل عليها النهب والسلب وتخريب ما تبقى من مؤسسات .وإشاعة الفوضى والأرهاب.وأنت وما ترى.