23 ديسمبر، 2024 6:52 م

لن تنتهي ببوستين .. بل حتى لو جعلتوها مبوسة

لن تنتهي ببوستين .. بل حتى لو جعلتوها مبوسة

كل المراقبين الذين اطلعوا على وجوه وشخصيات الأجتماع الرمزي الذي اجتهد به مشكورا السيد الحكيم أيقنوا ان الغائب الأكبر هو الدكتور اياد علاوي .. وهو نتاج مميز لمشروع المالكي المبني على الطائفية السياسية الذي أسسه بامتياز طيب الذكر شيخ برايمر .. فقد كانت قناعة السيد المالكي وبما لا يقبل الشك ان مشروع علاوي الوطني ( الصامد رغم كل الظروف ) والذي سيحفظ السلم الأهلي حتما وفق قراءة حيادية صادقة ، هو الأخطر على سياسات المحاور وسياسات الأقصاء وسياسات التفرد والمسك بمقدرات البلد بمركزية حديدية لا تقبل الأخذ والرد .. وبعد أن أضاف لها مميزات شخصية الدكتور علاوي العلمية والثقافية ومقبوليتها ، ومساحة علاقاته الدولية والعربية المميزة ، والتي لو أضفنا لها أيضا يسر حاله المادي المعروف الذي حصنه من كل الأغراءات لتأكدنا من أن تلك القناعة ، أي قناعة المالكي ، ستكون في محلها فيما يخص خطورة مشروع أياد علاوي على مستقبل المالكي السياسي وأتباعه .
 
وبالرغم من ان علاوي قد استنتج وبسهولة منذ ( سرقة ) حقه بتشكيل الحكومة بعد فوزه المشهود في الأنتخابات البرلمانية السابقة .. أن جدار الممانعة الصلد المتمثل بالموقف الأمريكي الأيراني منه شخصيا والمدعومان بموقف داخلي متشدد ، ساندته  بعض المرجعيات الدينية ، بعدم توزيره ، كان فوق امكاناته السياسية .. ذلك الأستنتاج المنطقي وفق قراءة واقعية معتدلة جعلته يتنازل عن حقه ( الدستوري ) حفظا لوضع البلد المتقلقل السائر الى المجهول .. لكن المفاجئة الكبرى التي لم تكن في كل حساباته وخبرته السياسية .. هو رخص ثمن انبطاح شركائه للطرف الآخر ، والذين كانوا هم البادئون بوصف ذلك الطرف ( بفلم كوميدي ) بالدكتاتورية والأنفراد والتسلط واقصاء الشركاء .. وربما كان دهاء قائد الطرف الآخر أو دولة الرئيس المالكي عاملا حاسما في ( تدجين ) خصومه بعد معرفة التسعيرة الزهيدة لاولائك المتاجرين بالوطنية وهم كثر ( والعياذ بالله ) بحيث اصبحوا يمثلون 70% من القائمة العراقية مع قياداتهم البطلة ، التي تمنطقت بمشروع وشعارات طائفية عيني عينك ، لا تقل طائفية عن مشروع المالكي ، وسعيها الحثيث لتقسيم العراق وفق أجندات وأموال أصبحت معروفة للجميع .. تضاف الى ما غنموه من سيدهم الجديد .