حرصت إيران أن تتعامل مع دول الشرق الأوسط كمكونات لا كشعوب، مثل العراق تتعامل معه كشيعة فرس، ولا تعترف بوجود المكونات الأخرى بل ولا تعترف بالشيعة العراقيين العرب، واليمن تتعامل معها كبلد حوثي، ولبنان كحزب الله، والبحرين كجمعية الوفاق الوطني الإسلامية، وسوريا كعلويين..
في حين لم تسمح إيران لأحد أن يعاملها كمكونات بالرغم من أن إيران فيها أتراك وأكراد وعرب وبلوش، بالإضافة إلى أن لليهود صلات تاريخية قوية بإيران، لكن عددهم تناقص كثيراً بسبب الهجرة، ومع ذلك يعتبر يهود إيران أكبر تجمع يهودي في الشرق الأوسط خارج إسرائيل وعددهم مختلَف عليه، لكن الكثير من المصادر تشير أن عددهم أكثر من 25 ألف يهودي، وهو دين معترف به رسمياً، حيث تحاول حكومة إيران عدم نشر إحصائية رسمية بالتوزع العرقي، بسبب سياستها القائمة على تفضيل العرق الفارسي.
إن السياسة الخارجية الإيرانية متجددة ومتغيرة صباحاً ومساءً تجاه الشرق الأوسط، كل يوم لها شكل من الأشكال، فيوماً نراها تتدخل في العراق، ويوماً نراها في سوريا، ويوماً في اليمن، ويوماً نراها في البحرين، ويوماً في لبنان وهذا النوع المتجدد في سياستها الخارجية يشير إلى أن إيران يومياً تدخل في نزهة جديدة داخل دول عمق الشرق الأوسط بالرغم من العقوبات الاقتصادية الخانقة التي كانت تُفرض عليها بسبب برنامجها النووي.
أما الآن بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني تغيرت خارطة إيران السياسية، فإيران اليوم ليست إيران الأمس، حيث فقدت إيران خلال العامين الماضيين، من جراء تدخلاتها الواضحة في الشرق الأوسط رصيدها من القيم السياسية التي كانت تناور بها ضمن خطابها السياسي الموجه، وهو إفلاسها القيمي والأخلاقي تجاه الشعوب المستضعفة بشأن محاربة الطغاة وأنظمة الاستبداد ونصرة المستضعفين كما تزعم.
وستحاول إيران تعويض هذه الخسارة الفادحة من خلال تحويل جميع الأفعال التي قامت بها في دول الشرق الأوسط من نزهة مؤقتة إلى إقامة دائمة، ومن السذاجة الاعتقاد أن السياسة الخارجية للنظام الإيراني ستتغير نحو الأفضل، وأن إيران سوف تتجه نحو سياسة بنّاءة ودور إيجابي مع دول الشرق الأوسط والمجتمع الدولي.
أن لإيران أهدافاً وسياسة خارجية موحدة ولن تتغير مهما تغيرت الأحداث ولن تتأثر أهدافها وسياستها الخارجية بتغيير الشخص الذي يحكمها سواء كان محافظاً أو معتدلاً، ما الذي تغير بعد مجيء الرئيس المعتدل حسن روحاني بعد سنوات طال انتظارها من حكم المحافظ المتعصب أحمدي نجاد؟!
وترى صحيفة الغارديان البريطانية أن إيران اليوم تحتل بجدارة المرتبة الأولى من بين دول العالم الأكثر قمعاً وتدخلاً، فالحرس الثوري الإيراني يرتكب جرائم حرب في سوريا إلى جانب قوات نظام الأسد، وحزب الله -حليف إيران- يقوم بدور أساسي في حصار مضايا، حيث يموت عشرات الأطفال والنساء والشُّيَّاب جوعاً، والحوثي يقوم بتدمير اليمن أرضاً وشعباً، وأكثر من 50 مليشيا عراقية مدعومة من قبل إيران تقتل على الهوية ومهمتها الأساسية تغيير ديمغرافية مناطق بأكملها.
ويجب أن لا يخفى على أحد أن المتشددين في إيران قبلوا بالاتفاق النووي لتخفيف الخناق الاقتصادي على بلادهم، من أجل البقاء في السلطة، وليس لرغبتهم في تحسين سياستهم الداخلية والخارجية، خاصة بعد جولة حسن روحاني في أوروبا، والتي تمت بعد أيام من توقيع الاتفاق النووي، وهذا ما يؤكد على قدرة إيران إخفاء صفتها كدولة مارقة ولها أهدافها التي بدأت تترجم على أرض الواقع من خلال رسم ملامح جديدة لخارطة الشرق الأوسط.
لن تطول نزهة إيران في الشرق الأوسط !
حرصت إيران أن تتعامل مع دول الشرق الأوسط كمكونات لا كشعوب، مثل العراق تتعامل معه كشيعة فرس، ولا تعترف بوجود المكونات الأخرى بل ولا تعترف بالشيعة العراقيين العرب، واليمن تتعامل معها كبلد حوثي، ولبنان كحزب الله، والبحرين كجمعية الوفاق الوطني الإسلامية، وسوريا كعلويين..
في حين لم تسمح إيران لأحد أن يعاملها كمكونات بالرغم من أن إيران فيها أتراك وأكراد وعرب وبلوش، بالإضافة إلى أن لليهود صلات تاريخية قوية بإيران، لكن عددهم تناقص كثيراً بسبب الهجرة، ومع ذلك يعتبر يهود إيران أكبر تجمع يهودي في الشرق الأوسط خارج إسرائيل وعددهم مختلَف عليه، لكن الكثير من المصادر تشير أن عددهم أكثر من 25 ألف يهودي، وهو دين معترف به رسمياً، حيث تحاول حكومة إيران عدم نشر إحصائية رسمية بالتوزع العرقي، بسبب سياستها القائمة على تفضيل العرق الفارسي.
إن السياسة الخارجية الإيرانية متجددة ومتغيرة صباحاً ومساءً تجاه الشرق الأوسط، كل يوم لها شكل من الأشكال، فيوماً نراها تتدخل في العراق، ويوماً نراها في سوريا، ويوماً في اليمن، ويوماً نراها في البحرين، ويوماً في لبنان وهذا النوع المتجدد في سياستها الخارجية يشير إلى أن إيران يومياً تدخل في نزهة جديدة داخل دول عمق الشرق الأوسط بالرغم من العقوبات الاقتصادية الخانقة التي كانت تُفرض عليها بسبب برنامجها النووي.
أما الآن بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني تغيرت خارطة إيران السياسية، فإيران اليوم ليست إيران الأمس، حيث فقدت إيران خلال العامين الماضيين، من جراء تدخلاتها الواضحة في الشرق الأوسط رصيدها من القيم السياسية التي كانت تناور بها ضمن خطابها السياسي الموجه، وهو إفلاسها القيمي والأخلاقي تجاه الشعوب المستضعفة بشأن محاربة الطغاة وأنظمة الاستبداد ونصرة المستضعفين كما تزعم.
وستحاول إيران تعويض هذه الخسارة الفادحة من خلال تحويل جميع الأفعال التي قامت بها في دول الشرق الأوسط من نزهة مؤقتة إلى إقامة دائمة، ومن السذاجة الاعتقاد أن السياسة الخارجية للنظام الإيراني ستتغير نحو الأفضل، وأن إيران سوف تتجه نحو سياسة بنّاءة ودور إيجابي مع دول الشرق الأوسط والمجتمع الدولي.
أن لإيران أهدافاً وسياسة خارجية موحدة ولن تتغير مهما تغيرت الأحداث ولن تتأثر أهدافها وسياستها الخارجية بتغيير الشخص الذي يحكمها سواء كان محافظاً أو معتدلاً، ما الذي تغير بعد مجيء الرئيس المعتدل حسن روحاني بعد سنوات طال انتظارها من حكم المحافظ المتعصب أحمدي نجاد؟!
وترى صحيفة الغارديان البريطانية أن إيران اليوم تحتل بجدارة المرتبة الأولى من بين دول العالم الأكثر قمعاً وتدخلاً، فالحرس الثوري الإيراني يرتكب جرائم حرب في سوريا إلى جانب قوات نظام الأسد، وحزب الله -حليف إيران- يقوم بدور أساسي في حصار مضايا، حيث يموت عشرات الأطفال والنساء والشُّيَّاب جوعاً، والحوثي يقوم بتدمير اليمن أرضاً وشعباً، وأكثر من 50 مليشيا عراقية مدعومة من قبل إيران تقتل على الهوية ومهمتها الأساسية تغيير ديمغرافية مناطق بأكملها.
ويجب أن لا يخفى على أحد أن المتشددين في إيران قبلوا بالاتفاق النووي لتخفيف الخناق الاقتصادي على بلادهم، من أجل البقاء في السلطة، وليس لرغبتهم في تحسين سياستهم الداخلية والخارجية، خاصة بعد جولة حسن روحاني في أوروبا، والتي تمت بعد أيام من توقيع الاتفاق النووي، وهذا ما يؤكد على قدرة إيران إخفاء صفتها كدولة مارقة ولها أهدافها التي بدأت تترجم على أرض الواقع من خلال رسم ملامح جديدة لخارطة الشرق الأوسط.