18 ديسمبر، 2024 7:55 م

لن تضيق رحمة الله تعالى كتابات قديمة لن تضيق رحمة الله تعالى كتابات قديمة

لن تضيق رحمة الله تعالى كتابات قديمة لن تضيق رحمة الله تعالى كتابات قديمة

قال الله تعالى في كتابه العزيز: بسم الله الرحمن الرحيم
(يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله )
وقال:
(رحمتي وسعت كل شيء)
وحين يناجي العبد ربه يقول: اللهم يا ارحم الراحمين

وفي الدعاء الكريم

ان لم ترحمني فمن يرحمني

ولهذا فمن يقنط من رحمة الله فهو كافر.

كتبت السطور اعلاه ونفسي تفيض خشوعا ورهبة ويملئني الامل والرجاء برحمة ربي التي وسعت كل شيء واريدها ملاحظة مهمة لعبارة استفزتني فهي عبارة قدمت كمقدمة لبرنامج خيرات رمضان المقدم من قناة الشرقية اذ تقول ( ماذا يفعل الانسان حين تضييق به رحمة الله )…؟كيف …؟؟؟اتضيق رحمة الله بالإنسان …؟؟؟ ورحمته وسعت كل شيء …سؤالي لكاتب هذه العبارة من اين استمد قوته وحركاته في الحياة وحتى امكانياته المادية والمعنوية …؟ أليس الله تعالى هو المنعم والمفضل والقائم على عباده والعائد عليهم بالنعم وان جاد المعطي فمن فضل الله عز وجل وعطائه يجود العباد ومن نعمته التي لا تنقص ولا تنفد يتفضل الاخيار ببعض ما وهبهم الله تعالى او يبخل الاشرار نكرانا لنعمة الله وجحودا لكرمه والذين تمر بهم قناة الشرقية وتقدم ما تقدم من خيرات لشرائح فقيرة ومعوزة وترسم البسمة على شفاه اطبقها الحرمان طويلا بفضل من يحدث كل هذا …؟؟؟

اليس بفضل الله ونعمه تجود الشرقية او غيرها ممن يسعون للخير في هذه الحياة الدنيا وهل بغير رحمة الله ان هيأ قلوبا رحيمة تشعر بمعانات الضعفاء وهل رحمة الانسان للإنسان إلا جزءا ضئيلا وبنسبة لا تكاد تذكر من رحمة الله تعالى.

ما اريد قوله هو ان نتنبه للعبارات التي نكتبها عموما وعلى الخصوص ان تضمنت عناوين مقدسة واي عنوان اقدس من رحمة الله تعالى التي لا يمكن ان تضييق بالبشر والكائنات جميعا فالسماوات والارض مطويات بيمينه وهو على كل شيء قدير.

ربما كتبت العبارة من قبل كاتبها سهوا او دون قصد او دون ان يتعمق بحقيقتها وكان الاولى ان يتصدى مراقبو البوابات لها لبيان قيقة ما تمثله من اجتراء على ذي الجلال والله ولي القصد.

اخيرا أتساءل هل يستطيع اي فرد ان يرحم من لا يرحمه الله …؟ يقول الامام السجاد عليه السلام في دعائه الشريف : ( ان لم ترحمني فمن يرحمني) ويقول ايضا: ( ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك) وفي ذلك البلاغ المبين.