23 ديسمبر، 2024 12:54 م

لن تتولى السلطة يا مالكي حتى لو حصدت جميع الاصوات الانتخابية

لن تتولى السلطة يا مالكي حتى لو حصدت جميع الاصوات الانتخابية

ظهرت بوادر اللعبة و بدات علامات عقدة المالكي تؤرق خصومة و حساده و اولئك الطامحين و المتلهفين و الشغوفين بالمنصب الاول الذي سال اللعاب له و استفرد به الكثير و فاز به الكثير لا بل سجن الكثير و مات الكثير من اجله انه داء الطموح القاتل لدى الباحثين للاستئثار بالسلطة و تحويل الناس الى مجاميع و مكونات مذهبية و اثنية و هي خطة اعدت و رسمت منذ زمن بعيد و نحن اصبحنا دائها و وقودها مع الاسف اهدافها معروفة محلياً و عالمياً فالمطلوب رؤوس و عقول تتقبل ان تكون راس رمح لتنفيذها.
و مع بداية مشوار اللعبة تم خلق وضع جديد متشابك التقاطعات و الخطوط و مطلوب ان يحسم امره و قد يطول الحال و يستمر السجال مستغرقاً وقتاً و جهداً و مثابرة.
الكل عينة على راس الحكومة يخوضها و يستقتل من اجلها لا حباً بخدمة الشعب كغاية نبيلة بل طمعاً بالحصول على مركز للاثراء و فرصة لجمع المال الحرام باي اسم او مسمى (ديني، قومي، لبرالي) و لاجله تحتدم الزيارات و تكثر النقاشات دون ان يتطرق البعض او يذكر قانون الميزانية و نتائج تاخيره السلبية او اي مكسب اخر يقطر على الناس قوتهم تقطيرا و الاهتمام بهذا الشأن بعيد عن اي نقاش لكن المواقع و المراكز هي المقصودة بعينها فهذا هو ديدنهم و لنعرض بعض جوانبها:
اولاً: السيد نوري المالكي حصد ٧٠٠ الف صوت و هذا رقم يفوق ما حصلت عليه جميع الكتل المحسوبة على كوتة الشيعة في بغداد و هي (كتل الاحرار الثلاث و المواطن و الاصلاح و الفضيلة و الصادقون) ماذا سيقولون اذاً و بماذا يفكرون؟ هل يهنئون المالكي بفوزه ام يقترحون اسم من سيتوكئون عليه تولي رئاسة الوزارة من دون المالكي الذي تجاوز اصوات الجميع و ربما هي مناسبة لتبرير فشل قائمة علاوي عن ان اسباب فوز المالكي هو وجود العسكر و الاجهزة الامنية تحت سيطرته.
ثانياً: الملاحظ ان من حصد اكثر الاصوات بدرجة ثانياً و ثالثاً هم محسوبون على كتلة المالكي و مثال ذلك فقد حصل الدكتور خلف عبد الصمد على ١٢٤ الف صوت في محافظة البصرة و السيدة حنان الفتلاوي التي حصلت على ٨٧ الف صوت في محافظة بابل و هذا يعني ان حصاداً واضحاً لتقدم كتلة المالكي قد حدث لكن بالجانب الاخر فان بعض قياداته لم تحصل على اكثر من تسعة الاف صوت لكل منها و هذه الصورة ليست للمفارقة لكن المالكي قد يتحمل الوزر الاكبر كونه ينزع الى الفردية و الهيمنة و التسلط بحيث غطى على جهود بعض قياداته في دولة القانون و هو ما ينسحب ايضاً على تصورات حلفائة به من كتل المواطن و الصدريون الخ.
ثالثاً: ما ينبغي ذكره امر قد يكون استثنائياً لكنه ليس محيراً على اي حال و هو تواضع الاصوات التي حصدها بعض قادة الاخوة المتشاكسون منهم السيد بهاء الاعرجي عن تجمع الشراكة الوطنية للصدريين فقد انفق من المال الكثير في الترويج لكتلته متأملاً ان يحصد اكثر الاصوات ليقدمها كهدية لمقتدى الصدر كي يطالبه بالعودة لكنه لم يحصل سوى على سبعة الاف صوت و هذا التواضع يعكس تاثير مقتدى الصدر شخصياً على نشاط الصدريون الانتخابي.
اما ابراهيم الجعفري فقد كان كل جهده و نشاط فضائيته و فلسفاته الحوارية و النتيجة انه لم يحصد سوى عشرة الاف صوت و يبدو ان هذا الرجل مشكلته فيه فهو يعيش في المنطقة الخضراء المحصنة في حين ان عائلته تنعم بجو الضباب في لندن و دون المزيد في تحليل هذا الرجل فقد اقترح بعض معارفه قولهم: لو قام الاشيقر بارتداء الجبة و العمامة و اختار احد الجوامع للصلاة في يوم الجمعة لالقاء الخطب لكان افضل له و اكثر فائدة من الاستمرار في السياسة و لكن ما الحيلة في امره اذ انه يجهل حتى مشاكل و حاجات المدينة التي ولد فيها (كربلاء)!
رابعاً: لو بدأنا بترتيب الكتل حسب المراتب لجائت دولة القانون بالمرتبة الاولى و الكتلة الصدرية بالمرتبة الثانية و ائتلاف عمار الحكيم بالمرتبة الثالثة فهذا الترتيب قامت به شبكة عين العراق في ١/اذار من خلال استطلاع شمل ٩١ من المشاركين و تشير الشبكة ان هذه ثالث انتخابات تمت بعد عام ٢٠٠٣ و اول انتخابات تتم بعد خروج المحتل الامريكي بصورة علنية. هذه صورة متواضعة للوضع الانتخابي على مستوى اعداد المصوتين و حصاد النسب حيث يظهر التفوق العددي الكبير لصالح دولة القانون لكن ما يدور في الغرف و المكاتب المغلقة ان زيارات مكوكية لتهيئة المالكي لرئاسة الحكومة ام ان هناك امور اخرى بدات لا نعرف ما هي. و استباقاً لظهور النتائج فقد تمت عمليات جس النبض كمحاولة لتليين المواقف و معرفة وجهات النظر و استجلاء مسبب التغيير في القناعات خاصة بعد ظهور بوادر معرفة النتائج و هي كالتالي:
أ- جرت بعض الاحاديث و المناقشات حول امكانية عقد صفقات تقاسم السلطة بين دولة القانون و كتلة المواطن التي حصلت على المرتبة الثالثة و قد تركز جوهر موضوع النقاش بين المالكي و الحكيم (ان تكون السلطة للسنتين الاولى من نصيب المالكي و السنتين الباقية من نصيب باقر الزبيدي او اي شخص اخر خاصة صاحب الطموح الكبير عادل عبد المهدي) هذه مجرد تسريبات لما دار من احاديث الزيارتين.
و من الجدير ذكره ان المالكي يواجه صعوبة في قبول ولايته الثالثه من قبل الاخرين و لربما صح هذا الراي لتذليل العقبات و تليين المواقف و خلق حال من التفاؤل لتجاوز هذه المرحلة دون مشاكل.
ب- هناك موقف واضح و صريح برفض تولي المالكي السلطة للمرة الثالثة رغم عدم تحديد الدستور لذلك بفترة رئاسة الوزارة لكن يبدو ان السيد علاوي و المطلك و المتحدون و اخرون لديهم موقف اخر واضح و ذلك برفض قبول المالكي حتى لو صوتت له الملايين.
ج- لقد بدا المالكي مقتنع ان كتلتي الصدريين و المواطن يرفضان ايضاً ولايته و ان اي تفاهم معهما يبدو مستحيلاً.
د- اما الاتحاد الكردستاني و كتله الوطنية و متحدون و العربية فان لديهم قناعة و هي انهم متفقون على رفض اي حديث حتى من حيث المبدأ بقبول تولي المالكي لا بل بدأوا يطلبون صراحة تولي احد قياديي المجلس الاعلى و لا يعارضون ان كان الجلبي او الزبيدي او حتى عادل عبد المهدي كما يشير البعض ان المالكي نصح عمار الحكيم في لقائه معه ان لا يتم ترشيح الجلبي بعد ان علم و ادرك ان الجلبي غير مؤهل لقيادة التحالف كونه من اكثر المتطرفين داخل التحالف ممن يرفضون تولي المالكي لدورة ثالثه.
هذا ما ذكرناه و ركزنا عليه سابقاً عند مباركتنا للمالكي على الفوز لكننا نبهناه انه ليس كل من حصد اكثر الاصوات ان يكون بالضرورة رئيساً للسلطة و على المالكي ان يدرك ذلك فقد يكون للامريكان رأي اخر فيه و ليست مسالة علاوي ببعيدة كي تنسى!!! و سنرى..

*[email protected]