18 ديسمبر، 2024 11:12 م

لن تتحقق المصالحة الوطنية في ظل تهميش ووضع الفيتو على هذا وذاك.!

لن تتحقق المصالحة الوطنية في ظل تهميش ووضع الفيتو على هذا وذاك.!

 سمعنا وقرانا  عن لجان المصالحة التي تكاثرت وتكاثرت الاموال التي صرفت عليها وهي بمليارات الدنانير من خلال فروع لها في المحافظات وتعيين موظفين بالألاف واليات ومكاتب وصرفيات كان الهدف منها هو تجيير اصوات العاملين فيها في الانتخابات وهم بالألاف لصالح راعي المصالحة.!! ولكنها لن تحقق شيء اسمه مصالحة منذ اكثر من عشر سنوات عجاف مضت، حيث لم تحمل مسالة التنسيق  في المشتركات المهمة محمل الجد ولم تطرح السؤال الصعب من اين نبدأ؟ اعتقد ومثلي الكثيرين من المواطنين العاديين والسياسيين والمثقفين ولمختلف الشرائح والطبقات الاجتماعية لا يمكن ان تنجح هذه المصالحة في مسعاها طالما ظل العنف والقتل والخطف  والكواتم والمفخخات مستمرا في الشوارع في اكثر مدن العراق  دون رادع ومن اطراف محددة ومعروفه للقاصي والداني والصغير قبل الكبير. فكيف تجتمع وكيف تتفاهم هذه اللجان لتحقيق اهدافها والعنف أمامها ووراؤها تقوم به جماعات مسلحة خارجة عن القانون لايمكن لمثل هذه اللجان أن تلتقي بها ولم تدعو لوقفه فورا عبر تصريحات صحفية وبيانات سياسية فيكون نبذها وادانتها للعنف مدخلا صحيحا ورئيسيا لبداية المصالحة الوطنية المجتمعية المطلوبة، والشيء الاخر ان هذه اللجان قد اعلنت بانها ليست لجانا سياسية بقدر ما هي لجان اجتماعية تتوجه للقاعدة المجتمعية الاوسع، ولكن من خلال تسليط الضوء على اعضائها وجدناهم سياسيون ينتمون الى حزاب  وكتل بعينها لم تحقق المصالحة سابقا وقد اتخذت موضوع المصالحة للاستهلاك الاعلامي فقط. ومثل هكذا للجان لن تحقق الغاية والهدف المنشودين من انشاؤها. وليس الغاية اصدار بيان إنشائي مسهب عن أهمية المصالحة الوطنية التي لا يختلف أحد حولها.. .. وإنما المطلوب صدور بيان يكون بمثابة المدخل والبوابة الجديدة لمصالحة وطنية جامعة لن تتحقق ولن تفتح هذه البوابة ما لم تصدر الاحزاب السياسية الحاكمة جميعها بياناً صريحاً لا يحتمل التأويل ولا القسمة على اثنين بإدانة العنف الذي ترتكبه جماعات بعينها من حرق وتدمير وتخريب وقتل وغلق شوارع وغيرها. هذا هو البيان وهذا هو الموقف الذي قد يفتح لمصالحة وطنية يأتي الحديث عنها بعد أن تدين كل القوى السياسية عنف “جماعاتها” تحديداً فهو البداية لكل أشكال العنف في ردات الفعل. ففعل العنف ينطلق من مسلحي هذا الحزب او تلك الكتله ومن تحريضاتهم وهو ما سوف يجهض كل محاولة للمصالحة الوطنية وهو ما سوف يقف عقبة كأداء امام مساعي اللجان الوطنية للمصالحة.. فكيف تنجح هذه اللجان في تحقيق هدف المصالحة ما لم تتهيأ المناخات الصحية للمصالحة.. بمعنى كيف ينجح اجتماع لإحدى لجان المصالحة الوطنية وخلف نافذتها شارع يشتعل بالمفخخات او بالخطف والقتل والسلب والنهب تقوم بها  عمداً “جماعات” معروفة هي في النهاية جزء من هذه المصالحة المطلوبة.
وليعلم الجميع ان  لجان المصالحة ليست للوجاهة الاجتماعية ولن يفيد اجتماعها مع أطراف ليست مؤثرة وليست جزءا في صياغة وتأسيس المصالحة الوطنية المطلوبة. فالعنف ظاهرة سوف تتحطم عليها كل مساعي هذه اللجان ما لم تعمل أولا ومع الاطراف التي ترتكبه عمداً وقصداً لإيقافه نهائيا ونبذه ثم بعد ذلك تتهيأ مناخات وأرضية لعملها والوصول الى هدفها الشامل، تحتاج هذه اللجان الى قرار وطني وشجاع يسعى مع الطرف المعني بارتكاب العنف والتشجيع عليه لإيقافه فوراً وإن حققت هذه اللجان هذه المهمة كفاها إنجازاً  للعراق وشعبه الجريح  وايقاف نزيف الدم ولإعادة الحياة الكريمة الهانئة والسعيدة لشعبنا الابي  الغيور …