وفق ما صرح به السفير الأمريكي السابق في سوريا والمستثسار الخاص لأوباما فريدريك هوف لصحيفة كريستيان ساينز مونيتور” في 287 ان أوباما يرغب في الثمانية عثسر ثسهرا الباقية من ولايته ان يحقق تقدما في الموضوع السوري وان الاتفاق الاخير مع تركيا الذي سمح لها بما تسميه منطقة عازلة هو أكثر بكثير من محاربة داعثس. استحداث المنطقة العازلة لا علاقة له بالحرب على الارهاب فتركيا هي من يرعى الارهاب حيث يوجد لجبهة النصرة والقاعدة قواعد لهما في جنوب تركيا تقوم هي و ” السي آي أيه ” بتزويدهم بالسلاح والمقاتلين.
اما توقيت الموافقة الأمريكية على السماح لتركيا باحتلال المنطقة المنوه عنها فقد قصد به ربما وضع روسيا في موقع يصعب عليها الاحتجاج ضده لكونها وفق الادعاء الأمريكي تحتل شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وتسعى الولايات المتحدة ايضا لافشال الاتفاق الروسي – التركي لبناء انبوب غاز الجنوب الى أوربا عبر أراصيها متجاوزا أوكرانيا وبذلك تضع روسيا أمام خيارين لا ثالث لهما. الأول ، التزامها الصمت تجاه انتهاك تركيا سيادة سوريا حليفتها الوحيدة في الشرق الأوسط للمحافظة على استمرار التعاون مع تركيا بشأن بناء خط الغاز نحو أوربا ذي الأهمية الاستراتيجية لاقتصادها ، الثاني ، الوقوف الى جانب سوريا والاحتجاج على الاجراء التركي – الامريكي والمجازفة باتفاقها المهم مع تركيا.
وبحسب الاتفاق الأمريكي- التركي ستمتد المنطقة المعنية لمسافة 80 كم في عمق الأراضي السورية وبعرض 40 كم ما يصل مساحته الى 320 كم مربع ما يجعلها من الناحية الفعلية أرضا سورية محتلة من قبل تركيا وتمنع القوات النظامية السورية من الوصول اليها. وستخصص المنطقة كقاعدة ” للمعارضة الاسلامية المعتدلة ” وتحت هذا المصطلح الماكر يمكن أن تشن قوات عسكرية نظامية تركية أو من الناتو عمليات عسكرية ضد نظام الرئيس الأسد. ومن المقرر أن تقام على المنطقة العازلة دويلة تابعة لنظام أردوغان القمعي على غرار دويلة جنوب لبنان في ثمانينيات القرن الماضي التي صنعتها اسرائيل بزعامة عميلها سمير جعجع في الشريط الحدودي بينها وبين لبنان لحماية اسرائيل من المقاومة الوطنية اللبنانية. وسيجري تبعا لذلك القرار تغيير الطبيعة السكانية العربية الكردية بمستوطنين اتراك يجلبون اليها من مناطق تركية يغلب عليها التعصب القومي التركي ولهذا السبب نفت كل من الولايات المتحدة وتركيا أن يكون الغرض من المنطقة العازلة اسكان اللاجئين السوريين المتواجدين على الجانب التركي من الحدود مع سوريا. ( للعلم انه خلال العام المنصرم هجر من مناطق سكناهم 1،7 مليون سوري من النساء والشيوخ والاطفال ليبلغ عدد المهجرين داخل سوريا وخارجها 7،8 مليون لاجئ سوري ).*
لكن المؤامرة على سوريا لا تنتهي هنا ، ففي توقيت لاحق ستقوم الاردن بالعملية ذاتها باقامة منطقة آمنة عازلة على الشريط الحدودي بينها وبين سوريا وستضم مناطق واسعة من جنوب درعا والسويداء بمافيها مدينة درعا ذاتها. ففي تقرير صحفي نشرته صحيفة الفايننشال تايمز اللندنية الثلاثاء 30 6 الماضي ذكر فيه ان الاردن وتركيا يناقشان ارسال آلاف الجنود الى داخل سوريا لاحتلال ما أطلقوا عليها مناطق آمنة وعازلة ومثل المناقشات لا تتم بمعزل عن الحكومة الاسرائيلية التي تدير الملف السوري من وراء الستار. وكان مجلس الأمن القومي التركي الذي أنعقد برئاسة السيد أردوغان رئيس الجمهورية التركية يوم الاثنين 29 6 الماضي قد قرر ارسال 18 ألفا من جنوده للانتشار على الجانب السوري من المنطقة الحدودية المحاذية لتركيا. وقد جاء ذلك بعد أن نجحت القوات الكردية السورية من استعادة السيطرة على مدينة تل الأبيض بعد طرد قوات داعش منها. وكان الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر قد قال في مؤتمر صحفي عقده الاثنين 29 الشهر الماضي ” في اللحظة التي تقام فيها المنطقة العازلة الآمنة فانك تفتح الباب للحديث عن تقسيم سوريا لعدة كيانات مستقلة عن بعضها البعض ونحن في الواقع نفتح الباب لتفتيت الدولة السورية.”
وما يؤكد العزم الأمريكي – التركي لتنفيذ الخطة الصهيونية لتغيير النظام في سوريا تمهيدا لتقسيمها الى دويلات طائفية وقبلية ودينية سعي أعضاء مجلس الكونغرس من الديمقراطيين والجمهوريين أخيرا لاصدار قرار يسمح باجراء تعديل على قانون مكافحة الارهاب الذي صدر عام 2001 – 2002 والذي مهد الطريق لاحتلال أفغانستان والعراق ليشمل سوريا أيضا. وبهذا يتاح للرئيس أوباما الفرصة لانجاز مشروع تغيير النظام في سوريا ارضاءا للمحافظين الجدد الذين طال انتظارهم لرؤية آخر دولة عربية تتقسم وآخر جيش وطني يتلاشى لتحل بديلا عنها دويلات عصابات يقاتل بعضها بعضا على غرار الصومال وليبيا.
علي الأسدي 682015
– نشير القراء الاعزاء لبيان الأمين العام المساعد لسكرتير هيئة الأمم المتحدة حول الوضع المأساوي في سوريا الشقيقة. فقد قال السيد ستيفن أوبراين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اجتماع لمجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء 21 تموز يوليو الجاري خصص لدراسة الوضع في سوريا : ” إن حلا سياسيا للأزمة السورية هو الآن أكثر إلحاحا من أي وقت مضى لوضع حد لدوامة العنف.” ذكر أوبراين أمام الدول الأعضاء كيف مزقت خمس سنوات من القتال النسيج الاقتصادي والاجتماعي للبلاد الأمر الذي تسبب في الدمار والتشريد والموت لمئات الالاف من المدنيين وأعاق جهود تقديم المعونة الانسانية لمن يحتاجها.” وقال : ” أنا مصدوم ومنزعج جدا فسوريا اليوم هي للأسف من بين الدول الأكثر معاناة حيث البؤس الإنساني في أسوء صوره انها وصمة العار الأكثر حدة التي تلطخ الضمير الإنساني في العالم. لقد تمكنت وكالات الأمم المتحدة للاغاثة من تقديم المعونات لملايين السوريين المحتاجين. وفي الجزء الأول من هذا العام وفرت وكالات الاغاثة الطعام لما يقرب من ستة ملايين شخص كل شهر ومع ذلك ما يزال يتواجد أكثر من 4 ملايين سوري في مناطق يصعب الوصول إليها في أمس الحاجة للمساعدات”.