23 ديسمبر، 2024 12:39 ص

لنهرع شطرَ الشطرة .!

لنهرع شطرَ الشطرة .!

بمغناطيسيةٍ عالية إجتذبني ما كدتُ لا أصدّقهُ , مركز الجاذبية كان من او في مدينة الشطرة الشاطرة التابعة لمحافظة ذي قار . وفي أحايينٍ ما قد لا تصدق الكلمات او لا نصدقها إلاّ عبر رؤية دلالاتها المكانية , فمن خلال فيديو توثيقي مصوّر بثّته بعض المواقع الألكترونية عن افتتاح < الشارع الثقافي > في مدينة الشطرة , والذي افتتحه وزير الثقافة السيد د. عبد الأمير الحمداني , وفعلاً قد ابهرني واذهلني هذا الشارع المميز والمتميّز ولا سيما بمقارنته بشارع المتنبي من زواياً عدّة , فالشارع الحضاري هذا يتميز بمهارة ادارة تنظيمه , وبالنظافة العالية , ثمَّ والأهم لا توجد مجاميع الكتب ” المتكوّمة ” المفروشة على الأرض بموازاة احذية المارّة والزوّار , وانّما مرصوصة ومصطفّة على طاولاتٍ ورفوف , ثمّ أنّ هذا الشارع – البارع قد تمّ تقسيمه وتصنيفه الى اقسام ومصنفاتٍ بدت وكأنها كتصنيف < ديوي العُشري > للعلوم والمعرفة , فالى جانب اساليب عرض الكتب والمؤلفات , فكان هنالك قسم مخصص لعرض اللوحات الفنية المرسومة , واقسام أخرياتٌ متخصصة بعرض نتاجات الفن الأخرى والأدب ومرادفاتها في ميادين الثقافة بكلّ متنوعاتها .

ثُمّ , ومنْ زاويةٍ راديكاليةٍ ترتبط وتتعلّق بالحفاظ على رونق هذا ” الشارع الثقافي ” في جماليته وسحره وديمومته , فالحضور والمرور والدخول كان محظوراً لعربات < اللبلبي > ! او ” الشلغم ” الذي يُلغّم هيبة هذا الشارع الذي كأنه كشراع للثقافة العراقية وعدم تلويثها بالأعتبارات التجارية الفردية لباعةٍ متجولين آخرين كباعة الخواتم او ” المسبحات ” وما الى ذلك , فمكاناتهم المشروعة ليست في هذا الشارع الثقافي – الشرعي الجديد .!

ومن دون تنجيمٍ او تنبّؤاتٍ غير جوية او مناخية , فيتملّكني ويهيمن على رؤايَ أنّ وزير الثقافة الجديد سوف لا ولن يبادر اويتولى عملية تحديث ومعالجة وتطوير شارع المتنبي أسوةً بالشارع الثقافي في الشطرة!