24 مايو، 2024 2:48 ص
Search
Close this search box.

لنمسك طهران من موضع الالم

Facebook
Twitter
LinkedIn

لسنا نکشف سرا إذا ماقلنا بإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن ثلاثة عقود، يعتبر صاحب الدور الاکبر في المنطقة في إثارة الازمات و المشاکل و ترجح له الکفة في إدارة الامور و المبادرة الى إرساء سياسات جديدة تحرج دول المنطقة بجعلها تلقي تلك السياسات کأمر واقع، وبسبب من ذلك فقد کانت طهران سيدة الموقف دائما و تقوم بما يحلو لها من دون أية مراعاة للآخرين.

منذ اليوم الاول لتأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المبني على أساس نظرية ولاية الفقيه الاستبدادية الاقصائية، فإنها إستغلت ما کانت تسميه و تصفه دائما في أدبياتها ب”مظلومية الشيعة”، في الدول العربية ومن إنها نصيرة و داعمة لهم، وبسبب من هذا الزعم الذي هو بمثابة دس السم بالعسل، أو في أحسن الاحوال”کلمة حق يراد بها باطل”، فإنها نجحت للأسف و لأسباب مختلفة في التغلغل في داخل العديد من دول المنطقة و إقامة مراکز نفوذ قوية لها، وقد أکدت الادلة و الوقائع من إن الضرر الذي ألحقته السياسات الايرانية المشبوهة بالشيعة العرب هي أکبر بکثير من تلك التي کان يزعم بها بل وحتى لايوجد مجال للمقارنة بينهما.

الشيعة العرب في العراق و لبنان و اليمن و حتى العلويون في سوريا، باتوا و بسبب من الدور الايراني المشبوه يعيشون حالة من القلق و عدم الاطمئنان الى جانب إنهم يعانون من مشاکل إقتصادية و معيشية حادة جدا لم يکونوا يعانوا منها في العهود السابقة أبدا، ناهيك عن إن عدد القتلى و الضحايا من الشيعة العرب الذين يقعون يوميا بفعل السياسات المشبوهة لطهران هي الاخرى قياسية بحيث لايوجد وجه للمقارنة بينها و بين عدد الضحايا(الرمزيين)في العهود السابقة، والذي يجسد أقصى درجات الفشل و الاخفاق لطهران و يفضح کذب و زيف شعاراتها بشأن نصرتها للشيعة هو إن أهالي جنوب العراق الذين يشکلون أغلبية شيعية قد طفقوا يتظاهرون ضد الظلم و الذي يلحق بهم و يطالبون بإنهاء النفوذ الايراني في العراق.

هذه المعادلة غير المتکافئة في الاوضاع القائمة في المنطقة، حيث يقوم نظام الجمهورية الاسلامية الاسلامية الايرانية بالتدخل في العديد من بلدان المنطقة و يعتبر في نفس الوقت تدخلات تلك البلدان في شٶونها خطا أحمرا، وهو يقصد بذلك قبل کل شئ دعم و إسناد نضال الشعب الايراني و المعارضة الايرانية المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية ولاسيما منظمة مجاهدي خلق التي تمثل العمود الفقري و رأس الحربة للمقاومة الايرانية و القوة الطليعية الاولى فيها، ومن دواعي السخرية أن تتصرف دول المنطقة ولحد يومنا هذا بما يرضي رغبات و أهواء طهران، لإن إعتراف دول المنطقة بالمقاومة الايرانية کممثل

شرعي للشعب الايراني و دعم تطلعات هذا الشعب من أجل الحرية و الديمقراطية، سوف يٶثر کثيرا على المعادلة القائمة و يغير من کفتها ليس لصالح شعوب المنطقة فقط وانما حتى لصالح الشعب الايراني ذاته.

الاعتراف بالمقاومة الايرانية من جانب الدول العربية أمر يخدم الامن القومي العربي من جهة و يخدم السلام و الامن و الاستقرار من جهة ثانية، و يهئ الارضية المناسبة للتغيير في إيران، ذلك إن نقطة الضعف عندما تتغير الى نقطة قوة إستثنائية فإن من شأنها أن تغير من موازين القوى و تسحب البساط من تحت أقدام نظام طالما إستغل حالة تجاهل دول المنطقة لدعم المقاومة الايرانية و الشعب الايراني. [email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب