لسنا نکشف سرا إذا ماقلنا بإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن ثلاثة عقود، يعتبر صاحب الدور الاکبر في المنطقة في إثارة الازمات و المشاکل و ترجح له الکفة في إدارة الامور و المبادرة الى إرساء سياسات جديدة تحرج دول المنطقة بجعلها تلقي تلك السياسات کأمر واقع، وبسبب من ذلك فقد کانت طهران سيدة الموقف دائما و تقوم بما يحلو لها من دون أية مراعاة للآخرين.
منذ اليوم الاول لتأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المبني على أساس نظرية ولاية الفقيه الاستبدادية الاقصائية، فإنها إستغلت ما کانت تسميه و تصفه دائما في أدبياتها ب”مظلومية الشيعة”، في الدول العربية ومن إنها نصيرة و داعمة لهم، وبسبب من هذا الزعم الذي هو بمثابة دس السم بالعسل، أو في أحسن الاحوال”کلمة حق يراد بها باطل”، فإنها نجحت للأسف و لأسباب مختلفة في التغلغل في داخل العديد من دول المنطقة و إقامة مراکز نفوذ قوية لها، وقد أکدت الادلة و الوقائع من إن الضرر الذي ألحقته السياسات الايرانية المشبوهة بالشيعة العرب هي أکبر بکثير من تلك التي کان يزعم بها بل وحتى لايوجد مجال للمقارنة بينهما.
الشيعة العرب في العراق و لبنان و اليمن و حتى العلويون في سوريا، باتوا و بسبب من الدور الايراني المشبوه يعيشون حالة من القلق و عدم الاطمئنان الى جانب إنهم يعانون من مشاکل إقتصادية و معيشية حادة جدا لم يکونوا يعانوا منها في العهود السابقة أبدا، ناهيك عن إن عدد القتلى و الضحايا من الشيعة العرب الذين يقعون يوميا بفعل السياسات المشبوهة لطهران هي الاخرى قياسية بحيث لايوجد وجه للمقارنة بينها و بين عدد الضحايا(الرمزيين)في العهود السابقة، والذي يجسد أقصى درجات الفشل و الاخفاق لطهران و يفضح کذب و زيف شعاراتها بشأن نصرتها للشيعة هو إن أهالي جنوب العراق الذين يشکلون أغلبية شيعية قد طفقوا يتظاهرون ضد الظلم و الذي يلحق بهم و يطالبون بإنهاء النفوذ الايراني في العراق.
هذه المعادلة غير المتکافئة في الاوضاع القائمة في المنطقة، حيث يقوم نظام الجمهورية الاسلامية الاسلامية الايرانية بالتدخل في العديد من بلدان المنطقة و يعتبر في نفس الوقت تدخلات تلك البلدان في شٶونها خطا أحمرا، وهو يقصد بذلك قبل کل شئ دعم و إسناد نضال الشعب الايراني و المعارضة الايرانية المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية ولاسيما منظمة مجاهدي خلق التي تمثل العمود الفقري و رأس الحربة للمقاومة الايرانية و القوة الطليعية الاولى فيها، ومن دواعي السخرية أن تتصرف دول المنطقة ولحد يومنا هذا بما يرضي رغبات و أهواء طهران، لإن إعتراف دول المنطقة بالمقاومة الايرانية کممثل
شرعي للشعب الايراني و دعم تطلعات هذا الشعب من أجل الحرية و الديمقراطية، سوف يٶثر کثيرا على المعادلة القائمة و يغير من کفتها ليس لصالح شعوب المنطقة فقط وانما حتى لصالح الشعب الايراني ذاته.
الاعتراف بالمقاومة الايرانية من جانب الدول العربية أمر يخدم الامن القومي العربي من جهة و يخدم السلام و الامن و الاستقرار من جهة ثانية، و يهئ الارضية المناسبة للتغيير في إيران، ذلك إن نقطة الضعف عندما تتغير الى نقطة قوة إستثنائية فإن من شأنها أن تغير من موازين القوى و تسحب البساط من تحت أقدام نظام طالما إستغل حالة تجاهل دول المنطقة لدعم المقاومة الايرانية و الشعب الايراني. [email protected]