23 ديسمبر، 2024 7:38 ص

لنكن مرة واحدة منصفين !

لنكن مرة واحدة منصفين !

للتاريخ وللأجيال أضع بين أيادي القراء الأفاضل مقارنة واستنتاج جداً بسيط , ناهيك عن الأدلة الدامغة وليدة الساعة التي لا تقبل التأويل , والتي توضح لنا مدى هشاشة وتبعية الأنظمة العربية إلا ما رحم ربي , والتي طفت على سطح الأحداث تحديداً بعد احتلال وتغييب دور العراق القيادي والريادي للأمة , يوم بعد يوم إن لم نقل ساعة بعد ساعة بدأت تتضح وتتجلى حقائق صادمة ومفزعة ومفجعة ليس فقط أمام أعين المواطن العربي المغلوب على أمره .. بل أمام أعين ما تبقى من قادة وزعماء لهذه الأمة .
لقد أثبت التاريخ والوقائع على أقل تقدير منذ عام 1968 وحتى عام 2003 بأن نظام البعث حقاً كان عصياً على الأعداء بكل أنواعهم وأشكالهم بشكل يفوق تصور حتى من عاصروه وكانوا متحاملين عليه !, وبعضهم بكل غباء وسذاجة تآمروا عليه وعارضوه معارضة غير نزيهة وغير شريفة وغير وطنية , عندما وصل الأمر بهم من الدونية والتبعية والارتماء في أحضان أعداء الله والعرب والمسلمين التاريخيين والحديث في هذا الجانب يطول ويحتاج لمجلدات وليس مقال عابر !.
لم نكن نتصور بأن جميع الأنظمة العربية هي عبارة عن أنظمة كارتونية ونمر من ورق بالرغم من غناها وثرائها وموقعها الجغرافي وحيازتها على أحدث الأسلحة وتكديسها لملايين الأطنان في ترساناتها من الأسلحة الخردة التي هدرت وبددت وأنفقت على شرائها ترليونات الدولارات التي استقطعتها من قوت شعوبها , ومع كل هذا الحلب والابتزاز وإجبار الدول الغنية وخاصة الخليجية على شرائها .. بات أهم مصدّري هذه الأسلحة ألا وهي الولايات الأمريكية تهدد وتتوعد أكبر مستورد وأقرب حليف لها .. ألا وهي المملكة السعودية بكل صلافة ووقاحة وبدون أدنى شعور بالمسؤولية واللياقة والسياقات الدبلوماسة المتعارف والمعمول بها بين الدول والحكومات ,عندما خاطب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الملك سلمان بن عبد العزيز قبل يومين فقط !!!, بأن ممّلكتك وملّكك سيقسط خلال إسبوعين في حال تخلينا ورفعنا الحماية عنك !؟, وهذه ليس إيحاءات أو مزحة أو نكته .. بل تهديد ليس مبطّن أو استفزازي , بل ينذر بعواقب وأخطار وخيمة تحدق بالنظام السعودي إن لم يتدارك الأمور والأحداث المتسارعة .
فلو أخذنا بنظر الاعتبار وبشكل منصف ما تعرض له العراق على أقل تقدير منذ وصول حزب البعث للسلطة عام 1968 وحتى عام 2003 بغض النظر عن جميع الأخطاء والهفوات لوجدنا أن النظام العراقي قد تأمروا عليه بكل غباء أخوة يوسف منذ ذلك الحين ومعهم جميع دول ومخابرات العالم وعلى رأسها الموساد الصهيوني , وجندوا معهم أوسخ واقذر النماذج من شذاذ الآفاق ومن جميع الطوائف والملل والنحل , وفتحَّ أخوة يوسف أجوائهم وحدودهم البرية والبحرية وبكل سخاء أغدقوا وفتحوا خزائنهم ودفعوا لهم وهم صاغرين ترليونات الدولارات من أجل تحطيم وتدمير التجربة والنهضة العراقية التي بدات منذ أن أمَمَّ العراق في عهد الرئيس الراحل أحمد حسن البكر الثروة النفطية وطرد الشركات الأجنبية الاحتكارية عام 1972 , كي يفشلوا هذه الثورة العلمية والصناعية والعمرانية والعسكرية , فافتعلوا أعداء الله الحرب العراقية الإيرانية , ومن ثم نصبوا للعراق فخ الكويت المميت والقاتل الذي تم على أثره أو بذريعته مسح وتدمير كل ما شيده العراق منذ قيام وتأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 وحتى عام 1991 , ولم يكتفوا بذلك دمروا الاقتصاد وتم تعويم العملة العراقية التي كان الدينار العراقي الواحد آنذاك يساوي 3,33 دولار , ليصبح بعد فرض الحصار 3000 ألف دينار مقابل الدولار الواحد !؟, استمر الحصار لمدة 13 عشر عاماً طحنوا خلاله الشعب العراقي وحاولوا تركيعه بحيث جعلوا العراقي يضطر إلى بيع أحد كليتيه ليعيش بواحدة كي يكابد ويصارع أثار الحصار الإجرامي المدمرة ولا يركع !, وبعد أن جوعوا الشعب وشكلوا لهم معارضة قرقوشية في الخارج ووعدوه وجعلوا السذج يحلمون أحلام العصافير بأن أمريكا وحلفائها وأراذلها سيجعلون من العراق ألمانيا ويابان الشرق الأوسط الجديد ؟, ونظام ديموقراطي فريد لا يضاهيه نظام !؟. وهكذا تم غزو وتدمير العراق ونهب خيراته وقتل وتهجير وتشريد خيرة أبنائه على مدى 15 عشر عاماً , وعندما قاومهم هذا الشعب الأبي جلبوا له القاعدة عام 2004 لتجز الرؤوس وتحدث الحرب الطائفية وبالرغم من ذلك لم يفلحوا , واجبروا على الهروب من العراق عام 2011 بعد أن سلموا الحكم بيد عصابات ومافيات فاق عددها المئة مليشية وعصابة حسب اعتراف عملاء أمريكا أنفسهم , وبالرغم من ذلك ظل العراق وشعبه متماسك ومازال يقاوم التطبيع والتفريس , ولم يحدث ويتحقق ما كانوا يصبون إليه .. أي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وربيبتهما إسرائيل والمقاول والمتعهد الإيراني !, فأدخلوا أكبر منظمة إرهابية إجرامية عرفها تاريخ العالم والمنطقة ألا وهي ” داعش ” لترتكب أفضع وأبشع الجرائم بحق العراقيين جميعاً , ومع كل ما ارتكبوه من بشاعات وفضاعات ومعهم العالم بأسره لكن لله الحمد استطاع هذا الشعب أن يبقى صامداً ومازال ينبذ الطافية والعنصرية والاحتلال والتدخل الأمريكي والتغلغل والوجود الإيراني , وسيأتي اليوم وهو قريب بإذن الله وهمة الغيارى الذي سينتفض فيه جميع أبناء الشعب العراقي بوجه الاحتلالين البغيضين وعملائهم وأراذلهم .
خلاصة القول : كم أنت عظيم يا عراق وكم أنتم أباة أعزة شوامخ كالطود أيها العراقيون , يا من أفشلتم وستفشلون أكبر وأحقر مخطط جهنمي إجرامي عرفته الإنسانية , وأننا نجزم بأن هذه وغيرها من الامور والمؤامرات والدسائس والفتن والحروب لو تعرضت لها أي دولة وأي إمبراطورية على وجه الكون بما فيها وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية فإنها بدون أدنى شك ستصبح خلال أشهر وليس على مدى قرن .. أثر بعد عين , لكن الشعب العراقي العظيم ونظام البعث وقادته ورجاله ظلوا مقاومين صامدين على مدى ما يقرب من خمسة عقود , وهذا يكفيهم فخراً وعزةً وشرفاً ونبلاً وانتماءً للعراق والأمة , والدليل على ذلك بات معارضيهم الوطنيين وعامة أبناء الشعب العراقي وشعوب الأمة من المحيط إلى الخليج تتمنى وتدعوا وتتضرع إلى الله بعودة حكمهم الوطني الرشيد لإنتشال العراق وأمة العرب .
خارج النص : كاتب المقال مواطن عربي عراقي موحد مستقل عارض نظام البعث منذ نعومة أظفاره وبعمر 15 عشر عاماً , لكنه وقف بكل شموخ وكبرياء العراق مع وطنه وشعبه وقيادة العراق الوطنية التاريخية منذ عام 1991 وحتى يقضي الله أمراً كان مفعولا .. فلنكن مرة واحدة منصفين بحق العراق وشعبة والنظام الوطني العراقي السابق .