منذ أكثر من 1400عام قال الإمام الحسين “لا” ليؤسس ثقافة الثورة على الظلم والفساد عبر الأجيال اللاحقة ويكسر هاجس الخوف المخيم على النفوس المنكسرة من تسلط بني أمية,ثورة تغترف من معينها الإنسانة جميعا عبر الأجيال ,و تتوقد وتتجدد في النفوس وتتوسع ذكرها عاما بعد عام
قالها بوجه سلطان جائر فاسد عابث بمقدرات البلاد والعباد , لكي لا يتسلط الفساد والظلم والطغيان على رقاب الناس ولكي تتحقق العدالة الاجتماعية المغيبة منذ استشهاد الإمام علي ابن أبي طالب ,قالها وهو يعرف يقينا” أنها ستكلفه حياته وحياة عياله, ولأنه الحسين الذي يرى” الموت سعادة و الحياة مع الظالمين إلا برما ” ولكي لا يتحمل جريرة السكوت والخنوع, ويعلم الأجيال معنى انتزاع الحرية من الطغاة والعيش بشموخ وإباء و الرفض والتمرد على الفساد والطغيان والظلم وتكون الــ”لا” علامة مضيئة في تاريخ البشرية,ولأنه أبى الفقراء والجياع وناصر المظلومين
كما كان أبيه وجده فلا بد أن يقول “لا” ليزيد الذي يمثل صفحة الظلم والطغيان والفساد,
ما أحوجنا اليوم لنقول “لا” كالإمام الحسين بوجه الظلم والطغيان والفساد ونزع أقنعة الزيف والخديعة من وجوه “بني العباس الجدد” الذين تسلقوا على أكتاف الفقراء والجياع باسم الإمام الحسين وهو منهم براء, يراءون بالعزاء بأموال السحت الحرام التي تنهب باسم القانون الغير عادل في تقسيم المرتبات والامتيازات, فما تفسير استلام النائب المتسلق على أكتاف الفقراء والجياع باسم الحسين 13مليون دينار شهريا ومرتب ثلاثون فرد من الحماية بمعدل915 ألف دينار لكل شخص وبوكالة جماعية ولا يستخدم حماية الا بعدد الأصابع ويأخذ المتبقي, ويحصل على 50الف دولار تحسين
معيشة وبدل أيجار من 2ـــ5 مليون دينار وما خفية كان أعظم , وتجد الشعب المسكين المبتلى بهؤلاء مقسم بين جائع ونازح ويتيم وأرملة وعاطل وشهيد وثكلى و مغدور,ولا يقف الأمر عن هذا الاختلاف الغير عادل, بل يطلب هؤلاء من الدولة برفع سقف الضرائب والرسوم والأجور على المبيعات لسد النقص الحاصل في عجز الموازنة الغائبة في دهاليز جيوب الساسة بدون رقيب ومحاسب ليكون المواطن المتضرر الوحيد من الظلم,
لا حل لمأساة الفقراء والجياع والمظلومين ألا أن نقول مثل الإمام الحسين “لا” بوجه الفاسد ونكشف زيف أدعاتهم الزائفة.