انهار دماء , وبحار دموع في وطني . لافرق بين الموت والحياة , احياء اموات . الكل متساوين الا القلة الآثمه التي استباحت كل شيء دون ان تدرك او ربما هي تدرك ولكن عنجهيتها او ثقافة الموت التي تنتهجه يجعلها تتمادى في افعالها . فهي تؤمن انها فوق الكل وعلى الجميع الطاعه والقبول , فهي لاتؤمن بالاحتواء وتمارس الاقصاء . كل الاطراف هكذا كلما دار الزمن برزت احدى الجهات لتمارس لعبتها المفضله مع هذا الشعب وتنسى انها كانت الضحيه لتصبح الجلاد, الغريب انها لاتتعض ولاتتعلم ولاتسامح ولاتبني ولا… مايهمها هو الثأر والانتقام . ثقافه على مر العصور تدور اشبه بدولاب لايتبدل مع الزمن بل تتبدل الطريقه التي يدور بها .
هذا هو حال العراق سواء كان فدرالي , مركزي , اتحادي , لامركزي سميه ماشئت . ليس المشكله في هذه التسميات بل المشكله بمن يحكم ويتسلط في هذا البلد. هل اننا لانملك المؤهلات لكي نرتقي مثل الامم الاخرى .هنا المقصود بالمؤهلات لاصحاب السياسه الحاليين وربما لسنيين اخرى . من يرقص على اشلاء الاخر لايمكن أن يأمن الانزلاق ليصبح هو اشلاء.
قسم منا مؤمن ان الفدراليه هي الحل مادام اننا لم نعد نطيق الشريك الاخر ولاي سبب من ذاتنا او بدفع من الاخر ولافرق مادامت النتيجه واحده . والاخر يريد المركزيه لقناعته ان القوه بالاتحاد وليس بالمسميات التي تقود الى الانفصال . على اي حال هذه اراء ولها مبررات وكل نوع له مساوئه ومحاسنه ولسنا بصدد الحديث عن ذلك بشكل مفصل لاننا نعتقد ان هنالك معايير يجب توفرها بالاشخاص قبل الخوض في ذلك . من يؤمن بالفدراليه منا همه ان يصبح سيد طائفته وان بامكانه النهي والامر والسرقه لكل شيء فهو اصبح اكثر امنا مادام الرعاة اصبحوا كلهم من صنف واحد ورايه واحده وعقيده واحده وشله واحده . ونسي ان العالم اصبح يبحث عن التكامل مع الاخريين من هم ليس في بلدانهم او من جلدتهم لقناعته ان التكامل والانسجام سوف يزيد من قوته ومردوده الاقتصادي وهكذا. ومن قال اننا لانعمل على هذا التكامل والانسجام ,وهذا غير وارد ونحن لم ننسجم عندما كنا عائله واحده , مصيرنا واحد , لغتنا واحده , تاريخنا , نسبنا , دمنا ….وكيف لي ان لا ابتعد قليلا عن من لم يطيقني ولايقبل ان امارس حقي اوان اتكلم لغتي اوان اكل الزاد معه او……حسنا ساكون بجانبه دون ان اراه او يراني ليعيش كما يحلوا له ولاعيش حسب مااريد , لم يعد هنالك من يضايقني بكل شيء وعند ذلك ساكون سلطان زماني وسوف يخضع لي الجميع مادمت اننا من حررهم من حريتهم , واصبح لهم وزراء وحكومات ودستور ووزارات , والافضل لنا ان نكون صنف واحد وليس عدة اصناف . أما الذين يؤمنون بالمركزيه فهم يسعون الى ترسيخ مفهوم القائد الفذ والمنقذ للامه ورافع رايتها والمتسلط على رقابها فهو يستفيد من جماعته ليحموه عندما يتعرض الى المحن التي هو من يفتعلها او ليساندوه لسرقة المقدرات والارادات والعبث بالبلد وهولايعرف لاخر الا من اجل قهره واذلاله.
اذا كان الكثير منا يتصور ان الفدراليه هي الحل فهو مخطأ , او ان المركزيه هي الاحسن فهو اكثر خطئا . اننا بحاجه الى عقليه متفهمه تعرف معتى الحياة وتعرف معنى الحريه والديمقراطيه وتعرف معنى الاحتواء للاخريين وليس الاقصاء ولاتعمم بل تحاسب كل من اقترف خطأ لا بمن اقترفه غيره , ليس في قاموسها لغة القتل او التعنت بل السماح والتسامح ,قوانينها عادله , الكل سواء لافرق في التطبيق وليس هنالك مجال للانتقاء. لامجال لشراء الذمم او الفساد او سوء الاعمال او…..عند ذلك يمكننا ان نختار دون ان نحتار بعد ان ندرس ايهما افضل لنا او يمكن ان يوصلنا الى مبتغانا باقل الوقت واقل المال ويحفظ لنا قوتنا ولايبعدنا عن محيطنا وتاريخنا ولايجعلنا عرضتا للمخاطر والمحن.
الموضوع الاهم في ذلك هل يمكن لاختيارنا لاي نوع مما ذكر اعلاه ان يبعدنا عن الفاسدين والمرتشين و……….ربما احلامهم المريضه هي التي تدفغهم لان يحاولوا اقناع البسطاء من الناس بان هذا هو الحل الوحيد لمشاكلهم ليعيشوا يسلام ورخاء واطمئنان ليمرروا مخططاتهم الشريره, اوربما لينقذوهم من الهلاك على حد زعمهم . انني اشك ان هنالك من سياسيينا من يهمه ذلك . وكثيره هي الدلائل والتجارب حول هذا الموضوع وتجارب السنين خير دليل على ذلك.
ليس بمقدورنا السير الى الامام دون التخطيط الصحيح والاختيار السليم لكل خطوه سواء في طريقة تفكيرنا ومعيشتنا وقناعاتنا او بالاشخاص الذين سوف يقودونا لان حياتنا هي من نتاج افكارنا . لنتحكم بقدرنا وهذه مسؤوليتنا جميعا عند ذلك سوف لن يكون هنالك مجال لمن يحاول استغفالنا او الركوب على اكتافنا . وعندما نقرر ايهما الافضل وفق المعايير عند ذلك لن يصدنا احد ولن يوقفنا عن تحقيق رغبتنا في ان نكون فيدراليين او مركزيين